السؤال
لما كنت طفلا عانيت من التأتأة لسنوات، ولكن الحمد لله شفيت من دون اللجوء إلى طبيب نفساني، ولكنني لما دخلت إلى الثانوية ومن بعد الجامعة أصبحت لا أحب القراءة أمام الطلبة، وإذا ما أردت أصاب بالتأتأة! مع أني في باقي الأوقات أتحدث بطلاقة، وأصبح هذا الشيء يؤثر على عملي كصحفي حيث إني لا أستطيع طرح الأسئلة في المؤتمرات منعا للحرج الذي يحصل إذا ما تأتأت أمام زملائي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نزيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد: التأتأة لا شك أنها تكثر وسط الذكور وتكون دائما في السنوات الأولى، وأنت بحمد الله قد نجحت في علاجها وبفضل من الله تعالى قد شفيت منها.
يظهر أن الذي حدث لك الآن هو نوع من القلق أو الرهاب الاجتماعي البسيط، وهذا القلق البسيط هو الذي جعلك تحس أنك لست منطلقا في الكلام في بعض المواقف الاجتماعية. نصيحتي لك – أخي الكريم – هو أن تتذكر دائما أنك الحمد لله قد تحسنت وقد شفيت، والشيء الآخر أرجو أن تقوم ببعض الجلسات النفسية السلوكية، فعلى سبيل المثال أجلس لوحدك في غرفتك وتخيل أنك أمام جمع من الناس أو أنك في مؤتمر صحفي كبير وتود أن تقوم ببعض الأسئلة، تخيل هذا المشهد وعش في حقيقته، هذا نوع من التمرين السلوكي الجيد جدا.
وأيضا وجد أن قراءة القرآن في الحلقات القرآنية تساعد كثيرا في إزالة مثل هذا النوع من التأتأة الضبطية أو عدم الارتياح في الكلام.
وأود أن أنصح لك بتناول أحد الأدوية، فهنالك أدوية بسيطة وفعالة جدا وسوف تساعدك إن شاء الله من الأدوية الطيبة العقار الذي يعرف باسم (زولفت) أو يسمى في بعض الأدوية أيضا بـ (لسترال) وهو دواء جيد وهو دواء مضاد للقلق وللمخاوف الاجتماعية، فيمكنك أن تتناوله بجرعة (50 مليجراما) ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ولا أعتقد أنك في حاجة إلى أكثر من ذلك، حيث إنك – الحمد لله – لا تعاني من علة رئيسية وهذا الدواء سوف يساعدك.
أيضا من النصائح الجيدة بالطبع – أخي الكريم – هي أن تحاول أن تتكلم ببطء وحاول أن تدرب نفسك على تمارين تنفس معينة، بمعنى أن تأخذ شهيقا أولا ثم بعد ذلك تتكلم – أي اجعل الهواء يكون متوفرا في صدرك – فهذا إن شاء الله يعطيك طولا في النفس ويقلل من هذه المخاوف.
عموما – إن شاء الله – باتباعك لهذه الإرشادات وتناول الدواء الذي وصفته لك سوف تختفي إن شاء الله هذه الظاهرة البسيطة، وأسأل الله تعالى أن يحل هذه العقدة من لسانك.
وبالله التوفيق.