السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لي أخت تبلغ 24 سنة من العمر، مشكلتها أنها لا تستطيع النوم في الليل، تقول بأنها لا تستطيع التنفس، كما أنها تصاب بحالة هستيرية من البكاء، ولا تستطيع النوم إلا في الصباح وقت طلوع الشمس.
علما بأننا عرضناها على أطباء وقالوا بأنها بخير، وهذا من جراء الضغط في الدراسة والروتينية، مع العلم أنها درست المحاماة لمدة 3 سنوات، ولم توفق في دراستها، والآن تدرس التجميل، وفي كلا الحالتين من اختيارها.
أرجو المساعدة في القريب العاجل؛ لأن هذه الحالة متواصلة منذ سنة تقريبا.
مع الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيناس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
جزاك الله خيرا على اهتمامك بأمر أختك.
أسباب عدم النوم كثيرة، فهنالك أسباب عضوية، وهنالك أسباب نفسية، وقد ذكرت أن هذه الأخت -حفظها الله تعالى– لا تستطيع التنفس، هذا أمر ضروري وهام جدا، فهنالك حالة تسمى بـ (Sleep aponea)، هذه الحالة يعرف عنها أن التنفس ينقطع لفترة ويتكون ثاني أكسيد الكربون في الدم، بعد ذلك يبدأ التنفس مرة أخرى، ويعرف عن هذه الحالة أنها تؤدي إلى عدم انتظام في النوم، وعدم راحة في النوم، وتقطع شديد في النوم، ويحس الإنسان في الصباح بالإجهاد.
أرى أن هذا هو تشخيص حالة أختك - حفظها الله تعالى – ولذا أختي الكريمة أرجو أن تذهبي بها إلى مختص في أمراض النوم أو إلى طبيب الأنف والأذن والحنجرة أو إلى طبيب الجهاز التنفسي، ولابد أن تترك في المستشفى لمدة أربع وعشرين ساعة إلى ثمان وأربعين ساعة في مختبر النوم، هناك مختبر يعرف بمختبر النوم؛ وذلك من أجل التأكد من تشخيص حالتها، فالوصف الذي وصفته يدل أنها مصابة بـ (سليب أبنيا) وهذه حالة لابد أن تعالج، ولابد من التشخيص أولا.
أنا أعرف أن الاختبارات النومية قد لا تكون متوفرة في جميع المستشفيات، ولكن – إن شاء الله – هنالك إمكانيات طبية كبيرة في تونس، وأسأل الله تعالى أن يوفر لكم هذا الفحص حتى نتأكد من هذه العلة؛ لأن علاجها مختلف تماما، فهي تعالج عن طريق إعطائها الأكسجين، وعن طريق تمارين التنفس وطرق أخرى.
أما بالنسبة لحالة الهستيريا والبكاء الذي يصيبها، بالطبع قد تكون ناتجة من الإجهاد النفسي الذي يحدث لها من عدم النوم أو قد يكون مرتبطا بشخصيتها واستعدادها للقلق والتوتر، ثم بعد ذلك أتتها الضغوط والتراكمات الدراسية وأدى إلى ذلك.
لا بد من تحفيزها، ولابد من تشجيعها، ولابد من إشعارها بأهمية الدراسة ومساندتها، وكذلك مساعدتها في تنظيم وقتها، فهذا أمر ضروري جدا، فإدارة الوقت تعتبر من أفضل الطرق التي تؤدي إلى نجاح الإنسان.
لا أفضل حقيقة إعطاءها أدوية مضادة للاكتئاب؛ لأنها ليست مكتئبة، وفي نفس الوقت لا أفضل إعطاءها الأدوية التي سوف تزيد من النوم، لكن سأصف لها أحد الأدوية المضادة للقلق وهذا – إن شاء الله – ربما يفيدها كثيرا، وهذا الدواء يعرف باسم (فلونكسول)، فأرجو أن تتناوله بجرعة (نصف مليجرام) صباحا، ونصف مليجرام مساء لمدة ثلاثة أشهر، ثم (نصف مليجرام) مساء لمدة ثلاثة أشهر أخرى - وإن شاء الله - سوف يساعدها كثيرا، ولكن أرجو أن أؤكد وأركز على النقطة الأولى أن هذه الأخت - حفظها الله تعالى – لابد أن نتأكد من أنها لا تعاني - أو تعاني - من متلازمة (سليب أبنيا)، فيجب أن تشخص دائما في المختبرات النومية، وبعض الأطباء يقومون بتصوير الشخص عن طريق الفيديو في أثناء الليل إذا لم يتوفر مختبر كامل للتنفس، ويمكن أن يتم هذا في البيت إذا كان هنالك إمكانيات.
عموما مقابلتكم لطبيب الأنف والأذن والحنجرة أو طبيب الجهاز التنفسي سوف يساعد كثيرا.
أسأل الله العافية وجزاك الله خيرا وبارك الله فيك.
وبالله التوفيق.