السؤال
ابنتى عمرها 14سنة منذ حوالي 9 شهور ظهر بوجهها فقط بقع لونها أفتح من اللون الطبيعي لبشرتها بدأت ببقعة ثم زاد حجمها واتسعت لتأخذ مساحة أكبر وتتصل ببعضها. قال الطبيب: إنها نقص التصبغ، ووصف لها كريم كورتيزون0.1%بدأت باستخدامه منذحوالى4 شهور بدأت هذه البقع تنحصر ولكن بعضها منقط ببقع أغمق قليلا من لون الجلد ولكن حدث تحسن بالمجمل الحمد لله، أود التأكيد أن هذه البقع في الوجه فقط، وسؤالي هل هذا بهاق؟ ولماذا في الوجه بالذات؟ وهل ستتحسن الحالة أم أنها ستعود وتصيب أماكن أخرى؟ وكم المدة التي ستستمر فيها باستخدام الكورتيزون؟ وهل هناك علاج حاسم للحالة.
أرجو إفادتي، جزاكم الله بكل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعدية حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
إن كلمة نقص تصبغ، هو وصف وليس تشخيصا، وحبذا لو نقلتم تشخيص الطبيب باللغة العلمية لا العامية حتى نتوسع في شرح المرض وليس في احتمالات التشخيص.
إن وجود بقع بيضاء على الوجه له احتمالات سنناقشها لاحقا أدناه
ومن خلال المناقشة التي سنوردها أدناه أيضا ستعرفين وصف البهاق وما يشبه البهاق.
البهاق قد يصيب أي جزء من الجلد ولذلك عوامل منها الرضوض، ومنها التعرض الشديد والمفاجئ لأشعة الشمس، وأما بقية الأسباب فلا علاقة لها بل لها علاقة بالمرض بشكل عام.
إن التحسن على الهايدروكورتيزون يرجح النخالية القاصرة (سنورد تفصيلا عنها أدناه )
إن عودة الجلد للونه الطبيعي مع وجود النقط الأغمق من الجلد الطبيعي ترجح البهاق.
أما أنها ستعود أو لا فذلك بعلم الغيب ويعتمد على توثيق التشخيص فإن كان بهاقا فهو قد يعود وأما النخالية القاصرة فمن الممكن أن تعود في الأشهر الحارة وأشهر التعرض للغبار والشمس.
وأما لو كان التشخيص نقص التصبغ التالي للالتهاب (أدناه) فغالبا ما يعود بعودة الأسباب والتي هي موضعية
وأما مدة استخدام الكورتيزون فينبغي أن تكون تحت إشراف طبيب أمراض جلدية وينبغي استعمال أقل كمية ولأقصر فترة إلى أن يتم التحسن ويجب معرفة التشخيص قبل أي علاج
وأما العلاج الحاسم فهو أمنية لكل المرضى ولكن لو تم الوصول إلى التشخيص بشكل يقيني وليس ظني فمن الأمراض ما يشفى ومنها ما هو مزمن ومنها ما هو معقد (لاحقا)
(إن وجود بقع بيضاء على الوجه له احتمالات:
أولا البهاق: وهو الغالب والشائع إن وجدت قصة عائلية بهقية، وتكون الحدود واضحة أو حتى أغمق قليلا من الجلد الطبيعي، ولا توجد وسوف ولا قشور.
غالبا ما تظهر على مناطق انتقائية، مثل ما حول العينين وأطراف الأصابع، والمواضع التي تتعرض للرضوض، مثل الكوعين والمرفقين.
ويستجيب للعلاج بالمحسسات الضيائية، مثل (البوفا) و(الأشعة فوق البنفسجية – ذات الحزمة الضيقة النارو باند).
وللتوسع في موضوع البهاق يرجى مراجعة الاستشارة رقم (280516)
ثانيا النخالية القاصرة: وغالبا ما تكون عند الأطفال دون سن البلوغ، ولكن قد تظهر بعد البلوغ أيضا، وغالبا تصيب المواضع المكشوفة، وغالبا ما تكون ناقصة الصباغ وليست عديمة الصباغ، وغالبا ما تكون وسفية أي عليها قشور رقيقة ناعمة بيضاء.
علاجها بتجنب الشمس، مع استعمال المرطبات والفيتامينات، وأحيانا تستطب الكورتيزونات الموضعية لفترة محدودة.
ومن باب التوسع نورد ما يلي عن النخالية القاصرة:
(النخالية القاصرة أو (Pityriasis alba )، وهي عبارة عن بقع ليست ناصعة البياض كالبهاق ولكنها أقل لونا من المواضع الطبيعية للجلد المجاور وهي أكثر ما تصيب الوجه خاصة عند الأطفال وبدرجة أقل عند البالغين، وعندما تبدأ تكون عليها وسوف بيضاء خفيفة تشبه الملح أو الدقيق المطحون، وقد تبدأ بشيء من الاحمرار الذي غالبا لا يلاحظه صاحبه، وهي غالبا ما تزيد في أشهر الصيف وتقل في أشهر البرد، وغالبا ما تزيد عند من يتعرضون للشمس أكثر من أولئك المقيمين في الظلال؛ ولذلك عزاها بعض الأطباء للشمس، وقد وجد بالتجربة أن إعطاء الفيتامينات يقلل من حدوثها ويحسنها فعزاها البعض إلى نقص الفيتامين، ويعتبر ذلك من طرق العلاج التي يمكن مشاركتها مع غيرها، وهناك دراسات وجدت زيادة نسبة الديدان المعوية عند من يعاني منها ولكن هذه دراسات قديمة لم تتكرر، وقد وجد أيضا أن استعمال المراهم الكورتيزونية الخفيفة تحسنها؛ لأنها التهاب والكورتيزون هو مضاد التهاب.
وفي النهاية ننصح بمراجعة طبيب أمراض جلدية للفحص والمعاينة والتشخيص ونفي أو إثبات أسباب أخرى فالتشخيص والعلاج عن بعد عرضة للأخطاء وأحيانا للأخطار)
وللاستزادة عن النخالية القاصرة والتي غالبا هي ما تشتكي منها ابنتك يرجى مراجعة الاستشارة رقم 253304 ففيها إجابات لاستفسارات خاصة عن النخالية القاصرة.
ونحن هنا ومن باب التفصيل وإرضاء السائل نوسع المجال الذي نفكر به ونتابع الاحتمالات.
ثالثا: نقص التصبغ التالي للاندفاع أو التالي للالتهاب :
غالبا ما يلاحظ المريض التهابا يتظاهر باحمرار، أو تقيحا أو تغيرا في الجلد يتلوه نقص في اللون، وغالبا لا تكون وسفية بعد زوال الالتهاب، وغالبا ما يرسم شكل الالتهاب السابق له، وغالبا نقصا في اللون وليس بياضا ناصعا كالبهاق.
علاجه يكون [بالزمن] مع تجنب الالتهاب وتكراره، وقد تستطب المحسسات الضيائية إن كان شديدا.
رابعا: النخالية المبرقشة وتوابعها:
وهي ما تسمى بالتينيا ولكن علينا أن نميز بين التينيا وبين نقص اللون في الجلد التالي للتينيا.
التينيا تتميز بوجود القشور البيضاء الخفيفة وكأنها الملح، أو أنها بالحك الخفيف تعطي هذه القشور التي من الممكن أن تكون ملتصقة.
وإن الفحص المجهري المباشر يظهر العوامل المسببة لهذا المرض، ويكون علاجها في الحالات الخفيفة بمضادات الفطر الموضعي ( كلوتريمازول أو البيفاريل أو الميكانازول ).
وأما في الحالات المتوسطة أو الشديدة، فيمكن استعمال بعض مضادات الفطريات عن طريق الفم، مثل الإتراكونازول حبة مرتين يوميا لمدة أسبوع، علما بأن التعرض لأشعة الشمس قد يزيد من احتمالات الابيضاض التالي للتينيا.
أما البقع البيضاء التالية أو التي تأتي بعد التينيا، فهي ليست تينيا، أي الفحص المجهري المباشر سلبي ولا يوجد عليها قشور، ولا تستجيب لمضادات الفطريات لا الموضعية ولا الفموية، ولكنها تتحسن إما مع الزمن أو بالتعرض الدوري المتزايد إما للشمس وإما للأشعة فوق البنفسجية، ولذلك مراكز متخصصة.
إذن: هما مرحلتان:
الأولى ـ فطرية فعالة ذات قشور، تحتاج تجنب الشمس، وتعالج بمضادات الفطريات.
والثانية _ هي آثار وليست فعالة، وتتحسن عفويا، أو تعالج بالتعرض المدروس لأشعة الشمس.
ويفضل استعمال شامبو إيكونازول ( البيفاريل ) أو كريم مضاد للفطريات؛ وذلك للوقاية من عودة المرض، وبالطبع فإن الجرعة والكمية سيكون ذلك أقل بكثير من الجرعات العلاجية.
ولكن من خلال القصة والتحسن على الهايدروكورتيزون تستبعد الفطريات أو التينيا.
خامسا: هناك بعض الآفات الالتهابية المزمنة التي لا تتظاهر بالبياض فقط وإنما بتظاهرات عديدة لا تخفي نفسها، منها: (Ctcl hypopigmented type) وهناك التهابات أخرى لا داعي لذكرها حتى لا نصاب بالوسواس والخوف من دون مبرر، وهي على كل حال تحتاج طبيبا فاحصا مشخصا عيانيا، وقد يلزمه بعض التحاليل إن لم يتوصل إلى التشخيص مثل أخذ الخزعة الجلدية).
ختاما: وبعد توثيق التشخيص برؤية طبيب مختص تكون المعلومات الواردة أعلاه مغذية لأي احتمال، هذا مع ترجيحنا النخالية القاصرة بالدرجة الأولى، ومن ثم البهاق والله أعلم.