خوف الفتاة من الزواج وكيفية علاجه

1 816

السؤال

أنا فتاة لم يسبق لي الارتباط من قبل، وليست لدي أية رغبة في الزواج ولا الخوض في مشاكله التي لم تنته! وسعيدة بحياتي هكذا، فهل أنا مريضة؟ وليست لدي رغبة في إقامة أية علاقة مع الزوج المنتظر، وعندي حالة من الهلع وليس الخوف، فهل هذا طبيعي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Marwa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

النفور من الزواج موجود وسط الفتيات وكذلك وسط الرجال، ولكنه بالطبع بنسبة ضيئلة، والبعض لديهم أسباب ربما تكون منطقية، والبعض ليس لدهم أسباب إنما هو مجرد الخوف من الدخول في التجربة.

أنت ذكرت أنك لديك حالة من الهلع، فربما يكون هنالك رواسب في العقل الباطني لديك هي التي جعلتك ترفضين الزواج أو لا تقدمين عليه، فعليك - أختي الكريمة - استكشاف عقلك الباطني ومحاولة التذكر إذا كانت هنالك أي صعوبات قد قابلتك، أو إذا كانت هنالك ذكريات غير طيبة، أو حتى الاستماع لتجارب سالبة من جانب الآخرين ربما يؤدي في بعض الأحيان إلى كراهية الزواج؛ لأن الآخرين قد فشلوا في زواجهم أو كانت لديهم تجارب سلبية وغير مريحة.

إذن التعبير عن الذات والخوض في لب المشكلة ومواجهتها يعتبر أمرا ضروريا.

أختي الكريمة! أنا لا أود أن أضعك في مرحلة الإنسان المريض أو غير مريض، ولا أريد أن أضع الموازين فيما يخص الزواج بهذه الطريقة؛ لأن الزواج هو أمر شخصي، ولكن أرجع وأقول: إنه هو الأمر الطبيعي؛ فإن الزواج فيه السكينة والمودة والرحمة، وهو آية من آيات الله، قال تعالى: (( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ))[الروم:21].

فهذا الرباط العظيم وهذا الرباط المقدس وهذا الرباط القوي لا شك أنه هو الأمر الطبيعي وغيره يعتبر أمرا غير طبيعي، فأنت في حاجة لتغيير المفاهيم وفي حاجة للتفكر والتأمل أن في الزواج الرحمة والسكينة والراحة.

البعض ربما يكون لديه الخوف من تحمل المسئولية الزوجية، فهنالك حالات نادرة تعتبر الأمومة مرفوضة بالنسبة لبعض النساء، وهنالك من النساء من لديهن التخوف من المعاشرة الزوجية أو حتى عدم وجود الرغبة الجنسية، فهذه الأمور إن كانت موجودة كلها يمكن أن تعالج.

فإذن أنا لا أرى سببا قويا دافعا لك للابتعاد عن الزواج، وأنت ذكرت الخوف من مشاكله، فمن الذي قال: إن الزواج كله مشاكل، بل على العكس: الزواج كله سعادة واستقرار وهو الحياة بمعناها وهو السعادة وهو إنجاب الذرية، فليس من الضروري أن نصف الزواج بأنه مشاكل، والصعوبات توجد في كل نمط وفي كل محيط من أنماط الحياة، والسكينة - يا أختي الكريمة - في الزواج والرحمة في الزواج، فالزواج وإن كان لا يخلو من مشاكل ولكن إيجابياته هي الأكبر وهي الأفضل.

التخوفات الجنسية - أختي الكريمة - أيضا ليست مؤسسة؛ لأن معظمها قائمة على معلومات سمعية من أشخاص لا يقدرون مشاعر الآخرين أو تكون هنالك نوع من المبالغات.

إذا كان لديك خوف أو لديك هلع حقيقي فالهلع هو نوع من الخوف، فأنت ذكرت أن عندك حالة من الهلع وليس الخوف، والهلع هو درجة من درجات الخوف، وهنا أعتقد أن الأدوية سوف تفيدك كثيرا، فهنالك عقار يعرف باسم (سبراليكس)، فيمكنك أن تتناوليه بجرعة عشرة مليجرام ليلا لمدة أربعة أشهر.

أنا لا أقول: إن الدواء سوف يغير من قرارك ولكن بالطبع سوف يحسن من مزاجك وسوف يزيل الهلع ويعطيك بالطبع القدرة على التفكير الإيجابي.

ونصيحتي لك أيضا أن تتحدثي مع المتزوجات اللائي تحسين أنهن سعيدات في زواجهن، وإن شاء الله سوف تبنى لديك المفاهيم الإيجابية عن الزواج.

يجب أن تسألي نفسك: من أين أتيت أنا؟ كلنا أتينا نتيجة من الزواج، وهذا بالطبع أمر ضروري، ونحن مسلمون مكلفون بعمارة الأرض، فأرجو - أختي الكريمة - أن تغيري من مفاهيمك وأرجو ألا ترفضي الزواج أبدا فهو تجربة إيجابية في نظري وإن وجدت السلبيات في بعض الأحيان، ولكنه أمر غريزي وأمر غير مرفوض وهو آية من آيات الله، وهو مصدر الحب ومصدر الرحمة والسيكنة، ويتوج بالذرية إن شاء الله.

أسأل الله لك العافية وأن تجدي الزوج الصالح الذي لا يعرضك لأي مشاكل ويحببك في الزواج.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات