أحيانا أشعر أني قوي الشخصية منطلقا وأحيانا عكس ذلك، فما تشخيص حالتي؟!

0 383

السؤال

غالبا ما تكون شخصيتي متناقضة بعض الشيء، فأحيانا أحس أنني قوي الشخصية، وأحيانا أخرى أحس أنني غير قادر على مواجهة الناس نظرا لضعف في الشخصية.

وأحيانا أخرى أحس بأنني غير مرتب الأفكار، وغير محبوب من الناس، ومتلجلج في كلامي مع الناس، وعدم وجود ترتيب للأفكار، ولا الكلام، مع بعض الخوف من مواجهة الناس ونشفان في الريق! فأرجو أن أعلم ما هي هذه الأعراض؟ وهل هي الرهاب الاجتماعي؟ وما هي أعراضه؟ وكيفية علاجه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رامي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

هذه الأعراض التي تنتابك هي أعراض متعلقة بمزاجك أكثر من شخصيتك، فالشخصية ثابتة لدرجة كبيرة ولكن المزاج هو الذي يتقلب، فأنت عندما تكون في وضع مريح تحس بقوة شخصيتك وحين تكون في مرحلة عسر المزاج تهتز ثقتك بنفسك مما يجعلك تحس أنك ضعيف الشخصية.

أرى أنه لا بأس على شخصيتك إن شاء الله تعالى، ولكن المزاج هو المعلول لديك، وهذه العلة إن شاء الله من النوع الخفيف، وعلة المزاج قد ترتبط في كثير من الأحيان بالرهاب والمخاوف.

والرهاب قد يأخذ صورة اجتماعية وكلها ترجع إلى القلق النفسي.

الذي أرجوه منك هو أن تكون أكثر ثقة بنفسك، وأن تحاول دائما أن تستفيد من الأوقات التي تحس فيها أنك قوي الشخصية وحسن المزاج، وأن تحاول أن تحقر من الفترات التي تحس فيها بالضعف النفسي أو الضعف في شخصيتك. إذن التركيز على ما هو إيجابي سوف يكون دافعا إيجابيا بالنسبة لك.

أما بالنسبة أنك تهتز في كلامك أمام الناس فأرجو ألا تكثر من رقابتك على أدائك؛ فكثير من الناس يعتقد أنه مرصود وأنه مراقب وأن أداءه ليس حسنا أمام الآخرين مما يقلل من مقدراته وأدائه، فأرجو أن تقلل - أخي الكريم – هذه الرقابة على نفسك، وأرجو أن أؤكد أن الآخرين لا يقومون برصدك أو بمراقبتك، هذا ليس موجودا حسب الأبحاث والتجارب العلمية.

جفاف الريق هو أحد نتائج القلق والخوف، وسوف أصف لك إن شاء الله تعالى علاجا دوائيا، وهو فعال جدا، وسوف تستفيد منه كثيرا، الدواء يعرف باسم (لسترال/زولفت)، وهو الحمد لله موجود في مصر، أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة خمسين مليجرام ليلا لمدة شهر، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة إلى حبتين – مائة مليجرام – في اليوم واستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك خفض الجرعة إلى خمسين مليجرام – حبة واحدة – لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم يمكنك التوقف عن تناوله.

بجانب الإرشاد السلوكي السابق وتناول الدواء أرجو أيضا أن تمارس أي نوع من الرياضة، خاصة الرياضة الجماعية ككرة القدم، وحاول أن تتفاعل مع الآخرين وتتواصل اجتماعيا، ويا حبذا لو أصبحت أحد رواد حلقات التلاوة فهي في الحقيقة تعطي دافعا اجتماعيا قويا جدا، ويحس الإنسان فيها الطمأنينة وحسن التواصل مع الآخرين، وتقلل من الخوف والرهاب.

أؤكد لك أن حالتك - إن شاء الله تعالى – بسيطة جدا، فقط عليك اتباع التعليمات السابقة وسوف يزول - إن شاء الله – ما بك من قلق وتخوف وتقلب في المزاج، وأسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات