السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنا فتاة عمري 21 عاما، وقد ظهرت حبوب حمراء في جسمي منذ عدة أيام، وأريد أن أحكها بشدة، وباتت تنتشر في باقي أجزاء جسمي بالتدريح، علما أن هذه الحبوب لم تظهر لدي من قبل، فما هي تلك الحبوب؟ وما علاجها؟!
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دينا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن هناك احتمالات أربعة وهي: الجرب، والأكزيما، والتهاب جذور الأشعار، والدخنية.
أولا: الجرب: إن وجود بثور أو حبوب حمراء حاكة متطورة الانتشار يوحي بوجود عدوى الجرب، خاصة إن كانت الحكة ليلية وعائلية وانتقائية.
فالحكة الليلية تكون عندما ترتفع حرارة الجسد بسبب وجوده تحت الغطاء ليلا، وذلك لأن الطفيلي المسبب للحكة ينشط بالحرارة (أو بسبب ارتفاع حرارة الجلد من أي مؤثر آخر)، والحكة العائلية سببها العدوى للملامسين للمريض من أقاربه أو القاطنين معه، والحكة الانتقائية هي وجود الإنفاعات على مواضع مفضلة مثل حول السرة والرسغين والإبطين وحول الحلمتين وعلى الإليتين.
لذلك يجب نفي وجود الجرب العارض، والذي يتظاهر بما يشبه الوصف الذي ذكرتموه، ولكن يؤكده الفحص السريري وأخذ عينة من الجلد تظهر هامة الجرب والتي هي مسبب المرض، ولن يصعب على الطبيب المتخصص في الجلد تشخيص الجرب.
ومن أعراض الجرب الحكة الشديدة والتي تزداد عند ارتفاع حرارة الجلد، وهذه الحكة كما ذكرنا تصيب الجلد الناعم من البطن والأعضاء التناسلية والإبطين والرسغين، وغالبا ما تكون متطورة إلا باستعمال قاتلات الجرب، وكما هو معلوم فإن الجرب مرض معد، ولكن حتى تظهر الأعراض عند أفراد الأسرة قد يستغرق ذلك (3-4) أسابيع.
وختاما: ننصح بمراجعة الطبيبة المتخصصة للوصول إلى التشخيص الموثق من خلال الفحص السريري أو المجهري المباشر، وبعد ذلك العلاج أسهل ويأتي بالمرحلة التالية، وينبغي أن يكون تحت إشراف طبيبة أيضا، وأما إن زالت الحكة من تلقاء نفسها خلال أيام فهي ليست عدوى الجرب.
ثانيا: الأكزيما: وهي تظهر عند من لديه القابلية لذلك، مثل وجود الربو أو الشرى، أو أي نوع من الأكزيما، أو وجود قصة عائلية تحسسية.
ثالثا: التهاب جذور الأشعار: وهو عبارة عن التهاب جرثومي، ويكون له بداية، ويتمركز في مركز كل حبة أو بثرة شعرة، وتكون في أولها حمراء وحاكة، ثم تصبح صفراء لوجود القيح، ولكن يبقى المحيط محمرا، ويمكن أخذ مسحة منها للفحص المباشر ورؤية الجراثيم العنقودية، أو مزرعة ورؤية نمو الجراثيم، وهذا يوصل إلى التشخيص اليقيني، وقد يكون التقيح تاليا وليس هو السبب، مثل أن يتقيح الجرب أو أن تتقيح الأكزيما.
رابعا: الدخنية: (الحفص أو الدخنية أو الحرارة) وكلها أسماء لمسمى واحد، وهي احتباس العرق بالغدد العرقية نتيجة إفرازه أسرع من تصريفه، والحالة سليمة وسهلة العلاج، ويكفي المغطس بالماء الفاتر لمدة دقائق وتجنب التفريك والتخريش، ثم دهن كريم كورتيزوني خفيف مرتين ليوم واحد فقط، وينتهي الأمر، أو وجب تزويدنا ببيانات إضافية تفصيلية لتأكيد التشخيص ومن ثم مراجعة العلاج.
ختاما وبعد ما تقدم: إن بقيت الأعراض فننصح بمراجعة طبيبة أمراض جلدية للفحص والمعاينة وإجراء اللازم، وإن لم يتوافق ما عندكم مع أي مما ذكرنا فالفاحص المعاين أولى بالتشخيص من السامع القارئ.
والله الموفق.