الأسباب المحتملة لظهور العلامات الحمراء على جلد المرأة بعد الجماع وعلاجها

0 584

السؤال

أنا امرأة متزوجة منذ عام ونصف تقريبا، ولدي ولد، ومشكلتي بدأت منذ حوالي خمسة أشهر، وهو أنه بعد ( الجماع ) مع زوجي يظهر على جلدي علامات حمراء مع حرقة ووخز وكأنها تحسس - هذا التحسس ينتشر في أكثر المناطق العلوية من جسمي - مما ولد عندي أحيانا أني أكره الجماع مع زوجي.

أفيدوني، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ أم أحمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

فإن الوصف السابق يدل على حالة تحسسية مادية، وليست نفسية، ولكنها بسبب إزعاجها قد يتولد منها العامل النفسي في كره السبب وهو الجماع.

ومع أن البيانات غير كافية للوصول إلى التشخيص اليقيني فأنت لم تذكري متى تبدأ، أي: أثناء أم بعد، وإن كان بعد فبكم دقيقة أو ساعة، ولم تذكري مدتها، أي: كم تطول، ولم تذكري كيف تزول: هل من ذاتها أم بعد أخذ علاج، ولم تذكري إن استعملت لها دواء مفيدا وما اسمه، ولم تذكري إن كانت قد عوينت من قبل طبيب أم لا، وما هو رأيه بعد الفحص والمعاينة، ولم تذكري شكلها ولا مساحتها، وهل هي مرتفعة عن سطح الجلد أم لا، وهل هي متقشرة أم تغير في لون الجلد فقط، ولم تذكري طبيعة الحكة، وهل يغلب عليها الحكة أم الحرقان أم الإزعاج من شكلها، أم كل ذلك، ولم تذكري أي تفاصيل عن حياتك التحسسية، أي: هل عندك ربو أم لا، وهل عندك أكزيما أم لا، أو على الأقل هل في أسرتك قصة عائلية تحسسية بوجود أي من المذكورات؟

وعلى الرغم من ذلك فالقصة توحي بعملية تحسسية يجب تحري أسبابها، والتي قد تكون إما لأشياء قبل الجماع أو أثناءه أو بعده.

أما ما قبل الجماع فقد يكون استعمالك بعض العطور، سواء بشمها أو بدهنها، أو أدوات الزينة، أو نوع الألبسة المستعملة والتي يغلب فيها الألياف التركيبية غير القطنية.

وأما أثناء الجماع فقد يكون شيئا يستعمله الزوج مثل العطور أو ما يلامس المواضع التي يحدث فيها التحسس، أو عن طريق التحسس من بعد، مثل أن يستعمل الواقي المطاطي فيحدث تحسس في الصدر بسبب مباشر أو غير مباشر.

وأما بعد الجماع فقد يكون بسبب الصابون المستعمل في الغسل أو نوع اللباس التالي وهكذا.

وإن استعمال مضادات الهيستامين يفيد في التخفيف وفي علاج هذه الحكة والحساسية، وقد يقلل من حدتها عند حدوثها، ولكن الأولى تجنب السبب، ومن مضادات الهيستامين (الكلاريتين 10 مغ)، أو (الزيرتيك 10 مغ)، أو (الأورياس 5 مغ)، أو (الزيزال 5 مغ)، أو (التلفاست 120 مغ، أو 180 مغ)، ومنها ما له تأثير مهدئ مثل (الهايدروكسيزين 10 مغ أو 25 مغ).

وأي نوع من هذه المضادات يؤخذ مرة واحدة يوميا وعند اللزوم، كما يمكن المشاركة بين أكثر من نوع، ولكن ليس في نفس الوقت، ويمكن أخذ (الأورياس 5 مغ) قبل الجماع بساعة، فلربما قلل من حدوث هذه الظاهرة المزعجة، ويفضل تجريبه في يوم غير يوم الجماع لاختبار مدى التحمل، وهل هناك أي آثار غير مرغوب فيها، علما أنه ممتاز ومحتمل، ولكن لئلا يحدث طارئ فينعكس على المناسبة بشكل سلبي.

وختاما: فإن ما تشتكين منه قد يكون أحد أشكال التحسس الشروي (الأورتيكاريا)؛ لذلك راجعي الاستشارة رقم (235453) ففيها تفصيل كاف، أو أحد أشكال الشرى الفيزيائي، فراجعي الاستشارة رقم (268240).

راجيا قراءة هذه الاستشارات بتمعن وأخذ ما يوافق حالتكم بجدية؛ فالتحسس موضوع كبير جدا، ولكن الحل فيه قد يكون أيسر من اليسير إن عرف السبب وتم إبعاده.

وباختصار وبساطة يجب معرفة السبب من خلال التجربة، ولكن يفضل الابتعاد عن المحسسات بأشكالها وتجنب العطور الجديدة أو اختباره في غير مناسبة الجماع، ومعرفة ما إذا كانت تسبب الحساسية عن طريق الشم أو اللمس بدهنها على الجلد، واستعمال ما كنتم تستعملونه في الأيام الأولى للخطبة، وتجنب الملابس التركيبية، واستعمال مضادات الهيستامين.

أسأل الله لكما الحياة الزوجية السعيدة، ولا تترددا في أي سؤال يزيد الألفة بينكما ويمنع النفور.

مواد ذات صلة

الاستشارات