ما هو علاج القلق والاكتئاب ودوالي الخصية؟

0 486

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب في 18 من عمري، في آخر فصل في المرحلة الثانوية، منذ خمس شهور أصابتني حالة نفسية فجأة بين يوم وليلة، فبعد إكمال امتحانات الفصل الدراسي الأول أصبت بحالة نفسية وهي انعدام المشاعر العاطفية، أصبحت لا أبالي بشيء حتى لو سرق أحدهم مني ألف دينار لا أبالي، متخبط لا أبالي بالمستقبل، تراجعت قواي العقلية، لا أستطيع الكلام طويلا، أشعر بأنني تحولت شخصا آخرا، قواي البدنية ضعفت، أعاني من العديد من الآلام، كأسفل الظهر، وساق الرجل، أضف إلى ذلك أعاني من ارتعاشات قصيرة في مناطق متفرقة من جسدي، كجفن العين، وعضلات الرقبة، والفخذ، والساق، واليدين، وهذه الارتجافات تأتيني أحيانا عند التفكير وأداء الصلاة.

تراجعت دراستي، لم أعد أستطيع الدراسة، أعاني أيضا من ألم خفيف في الرأس (المنطقة فوق صيوان الأذن مباشرة) يأتيني هذا الألم عند التفكير، أضف إلى ذلك أن الامتحانات النهائية بعد خمسة أيام، وأنا لم أدرس إلا الشيء البسيط، ومما يؤثر علي أيضا كره الناس لي، فهم يجرحونني يوميا.

كنت في السابق قبل خمسة شهور ذكيا جدا، يتخذ قراراته بنفسه، فأنا طالب متفوق، أتمنى أن أرجع كما كنت فقلبي يتقطع.

ملاحظة: خلال امتحانات الفصل الأول اضطررت للعزلة لمدة شهر في الجلوس من أجل الدراسة، وكنت أنام على الطاولة من شدة التعب، وكنت أشرب المنبهات مثل البيبسي والقهوة، ناهيك عن بعض الخلافات العائلية التي كان لي النصيب منها.

ملاحظة أخرى: أعاني من انتفاخ في الخصية اليسرى منذ 5 سنوات، على شكل أنبوب متعرج في المقدمة، سألت أحد الأطباء عنها على النت فأجابني بأنها مؤشرات لدوالي الخصية، فإن كان بإمكانكم تقديم تفاصيل أخرى فلا بأس، لكن لا أعتقد أنها سبب المشكلة؛ لأنها بي منذ 5 سنوات، ومشكلتي هي منذ 5 شهور، أعتقد أنني مصاب بعين أو سحر أو مس، نصحني أحد المشايخ بقراءة سورة البقرة، وتحسنت حالتي قليلا، لكنني لا أداوم على القراءة بسبب مشاغل الحياة، كما أنني لا أحافظ على صلاة الفجر جماعة.

ساعدوني أرجوكم، جزاكم الله ألف خير على هذا الموقع المتميز، وأنا في انتظار الرد السريع على أحر من الجمر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ السائل حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

الحالة التي حدثت لك في نظري هي نوبة من القلق الاكتئابي البسيطة أدت إلى اهتزاز ثقتك في نفسك، والأعراض الجسدية التي ذكرتها ما هي إلا أعراض جسدية مصاحبة للقلق.

الذي أراه هو أولا لا بد أن تستشعر الامتحانات وأهمية التعليم، وأن الإنسان لا بد أن يثابر، ولا بد أن يجتهد، ولا بد أن يكون له القدرة على تنظيم وقته، ويمكنك أن تستفيد من زملائك وأصدقائك في تقسيم وقتك، وذلك بالاستعانة بهم، والمذاكرة معهم، ولا تؤجل عمل اليوم إلى الغد.

أنت تعرف مشاكلك تماما، وتعرف صعوباتك تماما، ولكن لا تتخذ ما هو مطلوب من أجل تداركها وعلاجها، وأنت قلت أنك لا تحافظ على صلاة الفجر في الجماعة، لماذا؟ يجب أن تسأل نفسك هذا السؤال، الصلاة هي عماد الدين، وهي أول ما يحاسب عليه الإنسان يوم القيامة، وهي فاتحة خير للإنسان، وتنهى عن الفحشاء والمنكر، فلماذا لا تقوم للصلاة وأنت في هذا العمر، وأنت في هذا السن؟! ولا يجب أن تجد لنفسك عذرا، وأنت ذكرت أنك لا تستطيع المحافظة على قراءة القرآن، وأنك تحسنت بقراءة سورة البقرة ولكن لا تداوم على القراءة بسبب مشاغل الحياة؟

الأذكار لا تتطلب أكثر من خمس إلى عشر دقائق في الصباح والمساء، وبعد الصلوات ليست أكثر من دقيقين أو ثلاث، أين المشاغل التي تجعل الإنسان يبخل على نفسه بنصف ساعة في اليوم من أجل دينه ودنياه؟

لا سامحني لا أتفق معك تماما في هذا المنهج وهذه الانهزامية السلبية، يجب أن تنهض بنفسك وتقوي من همتك، يجب أن تنظم وقتك، وتحدد أسبقياتك، هذا - إن شاء الله - سوف يسهل عليك كثيرا.

أود أنصح لك بجرعة بسيطة جدا من أحد الأدوية لعله -بإذن الله تعالى- يزيل عنك هذا القلق وهذا التوتر الذي أنت فيه، وهذه المشاعر السلبية التي ربما تكون فيها، ربما يكون فيها سرحة اكتئابية.

الدواء الذي أود أن أصفه لك هو (بروزاك)، وهو دواء معروف، أرجو أن تتناوله بجرعة كبسولة واحدة في اليوم 20 ملم بعد الأكل، واستمر عليه لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك تناول الدواء بمعدل كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهرين، ثم توقف عن تناوله، عليك أيضا بممارسة الرياضة فهي تقوي الأجسام وتقوي النفوس أيضا.

بالنسبة للسؤال الآخر عن انتفاخ الخصية اليسرى:

أنا أتفق مع الطبيب تماما أنك مصاب بدوالي الخصية، وإذا كانت تسبب أي ألم من المفيد أن تجرى جراحة لإزالتها، وهذه الجرعة بسيطة جدا، وتكون في بعض الأحيان على مستوى المستشفى النهاري، بمعنى أن الإنسان لا يحتاج أن ينوم داخل المستشفى، ويمكن أن يجريها في الصباح، وفي الظهر يمكن أن يذهب إلى البيت، أو حتى إذا طلب منك البقاء ليوم أو يومين في المستشفى فهذا -إن شاء الله- ليس بالوقت الطويل، فأرجو أن تذهب وتقابل أخصائي المسالك البولية، فهو في وضع أفضل بأن ينصحك بعد أن يقوم بفحصك.

هذا هو الذي أود أن أقول لك، وعليك أن تكون حريصا في إدارة وقتك، وأن ترفع من همتك وتتناول الدواء الذي وصفته لك .

أسأل الله لك الصحة والعافية.

مواد ذات صلة

الاستشارات