السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب قضيت من العمر 15 عاما، أحفظ 20 جزءا من كتاب الله، ابتلاني الله بأمر أود استشارتكم فيه، وهو أن هناك فتاة كلما أمر تحاول التكلم معي! وقد حصلت -ولا أعلم كيف- على رقم الجوال واسم الإيميل، وهي تراسلني وتبعث لي بالهدايا، حيث تضعها في مكان عملي بعد المدرسة بدعوى أنها قريبتي -هكذا تقول لصاحب العمل- فأرجوكم دلوني كيف أفعل؟ فقد أصبح الأمر لا يطاق. وبارك الله في جهودكم، وجزاكم ألف خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أيمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا تواصلك معنا في أي وقت وفي أي موضوع، فنحن سعداء بك حقا وبأمثالك من الشباب المسلم الملتزم الصادق الذي يبشر بخير ومستقبل مشرق لهذه الأمة -بإذن الله تعالى- ونسأله تبارك وتعالى أن يثبتك على الحق وأن يحفظك من كل مكروه وسوء وأن يجنبك الفواحش ما ظهر منها وما بطن وأن يجعلك من عباده الصالحين وأوليائه المقربين، وأن يتم عليك النعمة بحفظ القرآن العظيم.
بخصوص ما ورد برسالتك ولدي أيمن فإنه لأمر يثير الغرابة حقا خاصة وأنك في مثل هذا السن لست برجل كبير كالرجال الذين يتمنى النساء صحبتهم وإنما أنت مازلت في بداية رجولتك وفي بداية مرحلة الشباب ولكن هذه الفتاة يبدو أنها تعلقت بك لفراغ في حياتها، فكثير من البيوتات -كما تعلم- لا تشبع أبناءها ولا تغذيهم عاطفيا ولذلك تتوجه المرأة أو الفتاة للبحث عن هذا الإشباع خارج نطاق الأسرة بل وخارج الضوابط الشرعية، ومن هذه الحال حال هذه الفتاة التي تتكلم معك وتبعث إليك بالهدايا.
وأنا أقول -أخي الكريم بارك الله فيك-: إذا كانت ترسل لك على الإيميل رسائل فحاول أن توجهها إلى خدمة الله تعالى وحاول أن تعينها على طاعة الله وأن تذكرها بالله وأن تخوفها من عذابه، استعمل -بارك الله فيك- هذا الجهاز لدعوة هذه الفتاة إلى الله تعالى، والمحافظة على عفتها وحيائها وفضيلتها، وجهها إلى حفظ القرآن الكريم، قل لها بأني أحفظ عشرين جزءا من القرآن وإذا أردت أن أكون زوجا لك فشرطي أن تكوني حافظة للقرآن الكريم كله، وأن تلتزمي بالضوابط الشرعية، وتبين لها -يا ولدي- الضوابط الشرعية التي تلزم المرأة المسلمة من الحجاب وعدم الاختلاط وعدم السفور إلى غير ذلك، وتوجهها إلى المحافظة على الصلوات خاصة في أوقاتها والمحافظة على السنن، وأن تجتهد عليها حتى تكون أمة صالحة.
فإن استقامت على ذلك وبدأت في هذا البرنامج وواصلت هذه الرحلة مع الله تعالى، قل لها ذلك كله بشرط ألا نتكلم معا أبدا؛ لأن الكلام لا يجوز وإنما يوم أن تكوني جاهزة لتنفيذ هذه الشروط سوف أتقدم إلى ولي أمرك رسميا لأطلب يدك شرعا لتكونين زوجة لي، أما الآن فلا كلام ولا سلام، ولا ترسلي هدايا ولا أي كلام، وأنا مقدر لك مشاعرك، وأنا أحترم شعورك وجزاك الله عني خيرا، ولكن حتى نكون أهلا لأن يكرمنا الله بفضله وعفوه ورضوانه لابد أن نكون عبادا صالحين مستقيمين على منهجه.
وبذلك -ولدي- تكون قد حولتها إلى الوجهة الصحيحة لاحتمال أنها ما وجدت أحدا يدلها على الله ولا يبصرها بما ينبغي أن تكون عليه، وليكن هذا دورك فقط -يا ولدي أيمن- ولا تزد على ذلك، لا اتصال بعد ذلك ولا مكالمات حتى لا تتعلق بها، فأنت رجل تعمل وأنت رجل تدرس في نفس الوقت -كما فهمت من رسالتك- والأمة تحتاجك وفلسطين تناديك والمسجد الأقصى يشكو إلى الله تبارك وتعالى ويئن تحت نار هؤلاء المجرمين ويقول: ألا هل من أيمن -العبد الصالح- الذي يغسل عني عار الهزيمة ويعيدني إلى منزلتي كما كنت سابقا؟
أتمنى أن يجعل الله لك مقعد صدق عنده، وأن يبصرك بالحق وأن يعينك على إتمام حفظ القرآن الكريم، وأن يرزقك زوجة صالحة، وأن يجعلك من العلماء العاملين والأولياء المقربين، إنه جواد كريم.