سبب اختلاف الألوان في الجسم من منطقة لأخرى

0 813

السؤال

ما سر هذه الألوان الكثيرة في جسدي؟ فأنا أعني من أن وجهي ويداي لونهما قمحي، وجسدي أسمر قليلا، أما رجلي فبيضاء، فلماذا هذا التلون؟ علما أنه منذ زمن ولكنه ليس في أخواتي مثله، فقط تلون في الوجه من الشمس، كما أشكو أن جلدي تلون للون الرمادي حينما استخدمت كريما على منطقة أسفل الأنف، كذلك تلونت المنطقة الحساسة والعانة بلون مائل للأخضر، حينما استخدمت الموس لمرتين فقط، فهل أترك الحلاقة أم لونها يمكن أن يعود؟ وكذلك أردافي أغمق الأماكن تقريبا سمراء.

شكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Lolo حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلا يوجد في العالم إنسان طبيعي لجلده لون واحد، بل لا بد من اختلاف درجات اللون بين منطقة لأخرى، وهذا أمر تشريحي طبي، فلكل منطقة عدد من الخلايا الملونة للجلد يعطيه لونه ويختلف تأثر الجلد بالعوامل الخارجية مثل الشمس والمواد الكيمياوية والفيزيائية، وبالتالي سيكون هناك عدة ألوان في الشخص الواحد، وإن التعرض لأشعة الشمس تؤدي إلى اسمرار الجلد المكشوف فقط؛ ولذلك الوجه واليدين أغمق من بقية الجسم، وكذلك الثنيات خاصة قرب المنطقة التناسلية وما حول الشرج يكثر فيها تشريحيا عددا لخلايا الملونة للجلد.

وهناك بعض الأمراض التي تغير الجلد دون أن تعطي أي تغيرات أخرى، فمثلا البياض أو الابيضاض قد يكون سببه:

البهاق، النصوع، ما بعد الالتهاب، النخالية القاصرة، الوحمة عدمة الصباغ، والوحمة عديمة الأوعية الدموية، أحد تظاهرات بعض الأمراض المعدية كالافرنجي والجذام، ما بعد التينيا والفطريات وغيره الكثير.

أما السواد أو الاسوداد فقد يكون سببه:

الفطور، وما بعد الالتهاب، الوحمة المصطبغة بالعطور، ما بعد الشمس، وهكذا.
وهناك أسباب تؤدي إلى احمرار الجلد مثل الوحمة الوعائية.

وهناك ما يؤدي إلى اخضرار أو ازرقاق الجلد مثل الوحمات أو بعض التقيحات والموضوع واسع.

إن استعمال بعض المواد الكيمياوية على الوجه قد يؤدي إلى زيادة الألوان وحصول لون رمادي أو أسمر أو حتى أسود وما إلى غير ذلك.

إن استعمال الموس على العانة لا يؤدي إلى اللون الأخضر.

وإن اللون الأخضر في الأمراض الجلدية يوحي بالإصابة بالبسودوموناس، خاصة إن كان مستمرا معندا، أما إذا زال فلا ضرورة للمتابعة.

إذن هناك تفاوت في اللون، بحسب المكشوف والمستور، وبحسب الموقع التشريحي، وبحسب المريض والطبيعي، والأمراض التي تغير اللون هي أكبر من فصل في كتاب، ولا يتسع المقام هنا لتفصيلها.

وخير من التخيل وتغطية الموضوع من نواح لا تهم يفضل القيام بزيارة طبيبة أمراض جلدية للفحص والمعاينة ورؤية هذه المواضع الجلدية ذات الألوان المتفاوتة والمختلفة وتحديد ما إذا كانت طبيعية أو مكتسبة أو مرضية أو وحمات أو تالية للالتهابات أو اندفاعات دوائية أو إنتانية أو فطرية.

ومن باب المثال ليس إلا سنورد هنا نسخة من جواب لاستشارة تشكو صاحبتها من تغيرات في لون الجلد في مواضع عديدة لنرى كيف أن فرق اللون له أسباب عديدة وتظاهرات مختلفة وإجراءات علاجية واسعة:

(فإن تفتيح البشرة والمنطقة الحساسة والكوعين وما حول العين قد أوردناها في استشارات سابقة، ولكن نعيد ما هو هام حيث يجب قبل التفكير في التفتيح معرفة أن أي عملية تغيير اللون الطبيعي للبشرة ستكون نتائجها مؤقتة، واستمرار السبب في اسمرار الجلد سيحد إلى درجة كبيرة من تأثير العلاج المبيض.

وإن التعرض للشمس عامل أساسي في اسمرار البشرة، ويجب استعمال الواقيات من الضياء قبل التفكير بالتبييض؛ فالوقاية خير من العلاج، ولنقاء البشرة بشكل عام يرجى مراجعة الاستشارة رقم (250968).

وأما للمنطقة الحساسة فإن العلاج السببي هو الحل الأمثل في كثير من الأمراض إن لم يكن في كلها، فالوقاية خير من العلاج، بل درهم وقاية خير من قنطار علاج، وإن التصبغات التي تذكرينها يجب البحث عن أسبابها وتجنبها، سواء أكانت احتكاكا أو التهابا أو إنتانا، فالاحتكاك علاجه السروال العازل، والالتهاب علاجه بالمرطب قبل المشي لمسافات طويلة، والإنتان علاجه بالمضاد المناسب، وإن كان جرثوما فمضاد حيوي، وإن كان فطريا فبمضاد الفطريات.

ولا ننسى الأسباب الأخرى مثل الداء السكري المعتمد أو غير المعتمد على الأنسولين، والذي قد يسبب حكة موضعية أو حكة معممة، والحكة الموضعية غالبا ما تكون في المنطقة العجانية - المنطقة بين الشرج والمنطقة التناسلية - وما يجاورها، والتي بدورها تؤدي للتصبغ سواء من الالتهاب أو من الحكة.

وتعتبر البدانة من أسباب الاحتكاك الذي يؤدي لزيادة التصبغ، حتى عند أصحاب البشرة البيضاء، وهو عند أصحاب البشرة السمراء أكثر، وهذا الموضع تزيد فيه نسبة التصبغ عن غيره بشكل اعتيادي عند أغلب الناس، ولكن التصبغ يكون موضعا على الثنيات والطويات، ولا يصل إلى الفخذين، كما أن البشرة السمراء تهيئ وتؤهب لزيادة اللون في هذه المنطقة، خصوصا في كل موضع يتم فيه الاحتكاك، سواء أكان بدينا أم لا.

وبعض الأدوية مثل المينوسايكلين ومشتقات التتراسيكلين قد تزيد التصبغ العشوائي أو الموضع، وأريد التأكيد على أن ما تشتكين منه من اندفاعات جلدية حاكة يضيف عاملين من عوامل التصبغ، وهما الالتهاب والحكة، كما أن الحكة والالتهاب قد يؤديان إلى التبدلات الشبيهة بالشيخوخة الموصوفة في السؤال، فالالتهاب في هذه المواضع غالبا ما يكون بالفطريات إن تجاوز الثنيات الجلدية ووصل إلى الفخذين، ولكن لو كان محددا في الثنيات ورطبا فهو التهاب بالخمائر، خاصة الكانديدا، والحكة مهما كان سببها تورث التصبغات عند أصحاب الاستعداد لهذا التصبغ.

وهناك تصبغات سببها ثخن الجلد بأسباب هرمونية أو اضطرابات الغدد الصماء والسكري أو أورام داخلية، مثل أكانثوزيز نيغريكانز أو بسودو أكانثوزيز نيغريكانز.
وإن فحصا سريعا عند طبيبة أمراض جلدية قد يرشد فيما إذا كان هناك أي مرض مسبب لهذه التصبغات، مثل الأمراض الفطرية أو الخمائرية أو الجرثومية أو أكزيما تماس أو غير ذلك، وإن تحليل الهرمونات قد يرشد إلى أي اضطرابات غدية مسببة لهذه التصبغات.
وننصح بمراجعة طبيبة أمراض جلدية؛ وذلك للفحص والمعاينة، ووضع التشخيص السريري، ونفي أو إثبات وجود الفطريات، والتي هي الأرجح في حالتك، وذلك عن طريق الفحص المجهري المباشر لكشاطة من الوسوف والقشور في الموضع المصاب، ورؤية العناصر الفطرية فيها.

وأما للعلاج بشكل عام فإن استعمال السروال الذي يفصل احتكاك الفخذين يقلل من الأسباب المحتملة، وأما الفطريات فنعالجها بمضادات الفطريات الموضعية، مثل كريم لوكاكورتين أو البيفاريل أو الداكتارين كريم مرتين يوميا لأي منها ولمدة أسابيع إلى أن ينتهي الالتهاب تماما، ونستمر بعده بالدهن لأيام، وهذا يكون علاجا للفطريات وليس للتصبغات التي تلي الفطريات.

ويجب استعمال مضادات الحكة مثل الزيرتيك أو الكلاريتين أو التلفاست حبة واحدة يوميا عند اللزوم، وذلك لتخفيف الحكة؛ لأن الحكة من العوامل المساعدة على التصبغ كما أسلفنا.
وأما ما بقي من التصبغات فهناك كريمات قاصرة اللون مثل الأتاشي أو ديبيغمنتين، وحديثا الفوتوديرما وايت أوبجيكتيف، وأظنه من أفضلها وأحدثها، وإن أيا منها يدهن مرة يوميا إلى أن تنتهي المشكلة، والتي قد تحتاج إلى أسابيع، وتكون الفترة أطول عند أصحاب البشرة السمراء، وننصح بعدم استعمال المواد الحاوية على الزئبق مهما كانت نتائجها واضحة.

فيجب الوصول إلى التشخيص، وعلاج الأسباب من تخريش والتهاب أو فطريات، ويجب التنظيف بلطف، وعزل الجلد من الاحتكاك بالسروال، واستعمال المواد القاصرة المذكورة أعلاه أو ما يماثلها، والتي قد تكون مخرشة، وقد تكون الخطوة الأولى قبل كل ذلك هي زيارة الطبيبة المتخصصة بالأمراض الجلدية، لأنها ستوفر عليك الخوض في هذه الدوامة.

وأما الأكواع ولونها الأسود فيجب ترطيبها باستمرار، وتجنب الجفاف، كما أن استعمال الكم الطويل وتجنب الاحتكاك والضغط والفرك، كل ذلك يساعد في التحسن.

وهناك مستحضر غالي الثمن لشركة غلايتون خاص للكوعين والركبتين، وقد لا يكون متوفرا في منطقتنا، وفي حال عدم توفر الغلايتون فيمكن استعمال المركبات التي فيها مادة اليبوريا 10% بشكل يومي، فذلك قد يحسن الحالة بشكل كبير، ولكن عند عودة السواد علينا باتخاذ الاحتياطات والعودة إلى الدواء.

وأما لتفتيح ما حول العين أو لعلاج الهالات حول العين فنرجو مراجعة الاستشارة ذات الرقم (241390).

وأما عن سؤالك عن الأفضل في الكريمات فكلها مبيضة، ولكن الدوكين والدوباك قد تم سحبهما من الأسواق وينبغي ألا تستعمل بعد اليوم، وعلينا أن نعرف أن هناك تفاوتا فرديا في الاستجابة، وأفضل الكريمات المبيضة الحالية هو وايت أوبجيكتيف لبيوديرما وكذلك كريم دريما لايت، وأما تخصيص ما حول العين فيمكن لمستحضرات الريتينوكس كونتور أن تلعب دورا جيدا في ذلك، ولكن التحمل الفردي هو عامل هام في اختيار الدواء.

ولا يمكن لنا من خلال الوصف أن نعرف اسم الدواء؛ وذلك لأن الأدوية أصبحت بالملايين وتختلف من دولة لأخرى، والدوكين هو تركيز خفيف من الهايدروكينون 2%، والدوكين فورت هو تركيز قوي من الهايدروكينون 4%، والدوباك هو تركيز خفيف من الهايدروكينون مع واقي من الشمس، والدوباك هو تركيز قوي من الهايدروكينون مع واقي من الشمس.

ولا يشترط استخدام الواقي من الشمس عند عدم التعرض للشمس، ولا يشترط استخدامه عند التعرض للحرارة، ولكن يشترط تجنب الحرارة بشكل عام لأنها تؤدي إلى تأثيرات غير مرغوب فيها، ويفضل تجنب الحرارة عند استخدام المبيض.)

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات