مضاعفات الحساسية من لدغ الحشرات وطرق علاجها

0 789

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ظهرت لأختي حبة صغيرة في ساقها وكانت تؤلمها قليلا، ولكن بعد يوم أفاقت في الصباح على ألم شديد في الساق مع احمرار حول الحبة، ولا تستطيع تحمل أي شيء يلامس تلك الحبة، فصحبناها إلى الطبيب وعاين الحبة فوجدها قرصة حشرة، فكتب لها الطبيب مرهما ومضادا حيويا.

استمرت عليه خمسة أيام، ولكن الألم والاحمرار وتيبس الجلد حول الحبة ما زال موجودا، فماذا نعمل؟

فقد بدأت أخاف عليها لأنها تعاني من حساسية قرص الحشرات، مثلا: عندما تقرصها بعوضة ينتفخ مكان القرصة بشكل كبير، وبمجرد وضع مرهم لقرص الحشرات يتم تقلص الانتفاخ ولكن بعد يومين أو ثلاثة أيام، فماذا نعمل؟ أرجو إفادتي.
وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة / آلاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

في سياق الجواب سنبدأ من الخطير وننزل بالتدريج إلى الأقل خطورة وبعد ذلك نلخص.

إن وجود قصة تحسس من لدغ الحشرات يدعو لأن تؤخذ الحيطة بوضع أدوية خاصة لذلك تحت إشراف طبيب مرشد لكيفية استعمالها ومتى ينبغي أن تستعمل.

وهذه الأدوية قد تشمل حبوب أو شراب الحساسية من مضادات الهيستامين المختلفة، وتشمل أيضا حبوب الكورتيزون أو حتى حقن الكورتيزون الذي يمكن أن يعطى بالعضل أو حتى بالوريد، كما يمكن أن نضيف الأدرينالين الذي يحقن تحت الجلد.

الخوف الرئيسي من لدغ الحشرات أن تحصل وذمة في الأغشية المخاطية تؤدي إلى إعاقة التنفس، والخطر الثاني هو توسع الأوعية الدموية وحصول وهط وعائي، وبشكل عام يعبر عن ذلك بالصدمة التأقية، وعلاج ذلك الإسعافي المنقذ للحياة هو الكورتيزون ومضادات الهيستامين مع أو بدون الأدرينالين.

وهناك مضاعفات موضعية تتلو لدغ الحشرات، مثل الانتفاخ والحكة والألم، وكل ذلك عارض (أي: غير دائم)، وعلاجه عرضي (أي: حسب الأعراض)، وغالبا ما يزول خلال أيام.

ولكن من المضاعفات الهامة أيضا حدوث الإنتان الجرثومي، ومضاعفات الإنتان من تخرب النسيج موضعيا أو انتشار ذيفانات الإنتان في الدم وتأثيرها على الأعضاء الداخلية وخاصة النبيلة منها، ومن هذه المضاعفات حدوث التهاب النسيج الخلوي تحت الجلد أو الحمرة، أو التهاب الصفاق وهو البطانة الداخلية، وهذا يعتبر من المضاعفات الخطيرة.

وإن الأشياء الخطيرة سواء أكانت موضعية أو عامة تتظاهر بشكل واضح، وتكون حالة المريض منبئة بهذا الخطر فهو لا يخفي نفسه، فالأعراض تكون واضحة وشديدة.

وأما ما حدث مع ابنتكم فهو ـ والحمد لله ـ أخف وأقل ما يمكن أن يحدث مما ذكرناه أعلاه.

ويمكن التركيز عندها على استعمال المضاد الحيوي، خاصة من نوع (الأوغمنتين) بالجرعة التي يقررها الطبيب بعد الفحص والمعاينة وحسب الوزن.

ويجب تناول مضادات الهيستامين بكميات كافية ولفترة كافية وأخذها عند اللزوم، كما يجب الاستمرار على استعمال المضادات الحيوية الموضعية، فإن لم تكف انتقلنا إلى المضادات الحيوية الفموية أو حتى المحقونة، وذلك بما يتناسب مع شدة الحالة.

باختصار وبعد عرض ما تقدم فإنه يجب ما يلي:

• استعمال مضادات الهيستامين والمضادات الحيوية وأحيانا الكورتيزون حسب شدة الحالة أو ما يقدره الطبيب الفاحص المعاين.

• يجب عمل الإجراءات الوقائية لتفادي حدوث لدغ حشرات.

• يجب الاحتفاظ بمجموعة أدوية إسعافية في البيت تحت إشراف طبيب للضرورة والطوارئ، والتعلم على استعمالها تحت إشرافه أيضا، وتوضيح متى ولماذا وكيف تستعمل وفائدة كل منها، وضرورة إدخاله في العلاج، (هذا في حال وجود قصة تحسس من اللدغ كما ورد في السؤال).

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات