الضعف الجنسي بسبب دواء (البروزاك) وعلاجه

0 752

السؤال

استخدمت البروزاك لمدة ستة أشهر للحالة النفسية التي وصلت إليها مع كل الناس من زوجة وأهل وأصدقاء ـ والحمد لله ـ بعد استخدام البروزاك بأيام قليلة أحسست بتغير 180 درجة في حياتي للأفضل مع زوجتي وأهلي وأصدقائي، وأصبحت إنسانا اجتماعيا ومحبوبا جدا.

في بداية استخدام البروزاك أصبح أدائي الجنسي ممتازا جدا ولكن بعد مرور خمسة أشهر بالضبط أصبح أدائي الجنسي ضعيفا.

دكتوري العزيز: هل البروزاك السبب؟ وإن كان هو السبب فلماذا جاء أثره متأخرا؟ وما الحل للتغلب على هذه المشكلة؟

ملحوظة 1: أستخدم حبة واحدة يوميا 20 ملجم.

ملحوظة 2: الحالة الجنسية هي رغبة في الجنس ولكن يصاحبه ضعف أو عدم انتصاب رغم أنه كما قلت لكم في الأربعة الأشهر الأولى كنت أحس بانتصاب أقوى بكثير قبل استخدام البروزاك.

جزاكم الله كل خير، وجعل ذلك في ميزان حسناتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

هذا السؤال -جزاك الله خيرا- سؤال جيد ونشكرك عليه.

الأدوية من فصيلة البروزاك، قيل عنها الكثير فيما يخص الأداء الجنسي، وهنالك الكثير من اللغط وعدم وضوح الرؤيا، ولكن الرأي الغالب هو أن هذه الأدوية تؤخر القذف عند بعض الرجال، فهذه حقيقة ربما تكون يقينية لدرجة كبيرة، وهنالك قلة من الرجال يشتكون من الضعف في الانتصاب حين يتناولون هذه الأدوية خاصة إذا كانت الجرعة وسطية أو كبيرة كجرعة أربعين إلى ستين مليجراما في اليوم مثلا.

ولكن لوحظ أن العامل النفسي يلعب دورا كبيرا في هذا الضعف المفترض، بمعنى أن الإنسان حين يسمع أن هذه الأدوية ربما تؤدي إلى ذلك يصبح أكثر توجسا وهذا بالطبع يؤدي إلى تولد القلق لديه وهذا ينعكس سلبا على أدائه الجنسي.

إذن هنالك الجانب البيولوجي أي أن البروزاك ربما يسبب في ضعف الانتصاب وبنسبة بسيطة جدا عند بعض الناس، ثم يأتي الجانب النفسي يعزز هذا الضعف، حتى الذين يحدث لهم ضعف في الانتصاب فهو أمر مؤقت وقليلا ما يحدث مع الجرعات الصغيرة.

الذي حدث لك بالضبط هو أن التحسن في أدائك الجنسي في الفترة الأولى هو ناتج من زوال وعلاج الاكتئاب وعسر المزاج والقلق الذي كنت تعاني منها، فحين اختفى القلق والتوتر وعسر المزاج كان له عائد إيجابي على أدائك الجنسي، فهذا هو التفسير المعقول جدا، بعد ذلك ربما أتى نوع من ضعف الانتصاب البسيط، وهذا ربما يكون من الأثر البيولوجي للبروزاك، بالرغم أن قناعاتي ليست كبيرة بأن البروزاك بهذه الجرعة يسبب الضعف الجنسي، ولكن هذا بالطبع جائز لأنه ذكر في بعض المراجع.

حقيقة الذي أنصحك به ألا تربط بين ضعف أدائك الجنسي والبروزاك، فحاول ألا تعطي للعامل النفسي أن يكون مساهما حقيقيا فيما تعاني منه.

وأيضا تذكر أن المعاشرة الجنسية هي أخذ وعطاء، فلا بد أن تكون هنالك الملاعبة والملاطفة مع الزوجة والكلام العاطفي وهذه الأمور المعروفة.

أيضا من الضروري جدا ألا يراقب الإنسان أدائه الجنسي بقدر المستطاع؛ لأنه فيما يعرف بالتفرج على الذات في أثناء المعاشرة الجنسية يؤدي إلى ضعف الانتصاب عند بعض الناس، فيجب أن تؤخذ العملية كعملية غريزية طبيعية، فهذا بالطبع يساعد كثيرا.

أيضا وجد أن ممارسة الرياضة خاصة رياضة المشي أو الجري المعقول تساعد كثيرا في تحسين الأداء الجنسي.

يبقى بعد ذلك إذا قمت باتباع كل ذلك ولم يتحسن الأداء الجنسي لديك بصورة معقولة، فربما يكون من الحكمة أن تتوقف عن تناول البروزاك، وبالطبع سوف تسألني فربما تنتكس الحالة وتعود لك الأعراض مرة أخرى؟ أقول: إن البديل للبروزاك والذي لا يؤثر مطلقا على الأداء الجنسي هو عقار (الفافرين) فقد وجد أنه علاج ممتاز بالنسبة للاكتئاب والقلق والمخاوف والوساوس وهو في نفس الوقت لا يؤدي إلى أي تأثير جنسي سلبي، فيمكن أن يكون هذا بديلا جيدا وممتازا للبروزاك، وجرعة الفافرين هي أن تبدأ بجرعة خمسين مليجراما ليلا لمدة أسبوعين ثم ترفع الجرعة إلى مائة مليجراما ليلا –وهذه جرعة علاجية ممتازة توازي جرعة البروزاك-.

إذن هذا هو الذي أود أن أوضحه، وأسأل الله لك التوفيق والصحة والعافية.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات