السؤال
السلام عليكم.
أنا متزوجة منذ 4 سنوات، وقبل الزواج وحتى بعد مرور فترة قصيرة بعده كنت طبيعية جنسيا من حيث الرغبة والاستثارة، ولكن بعد ذلك أصابني برود لا أعلم ما سببه!
ومنذ أيام قليلة جاءتني هذه الرغبة بشكل شديد، وكنت أتفاعل بشكل جيد جدا مع زوجي، واستمرت معي حوالي 10 أيام، ثم اختفت مرة أخرى.
مع العلم أني أحب زوجي جدا، ولا توجد مشاكل في حياتي تؤثر علي.
آسفة على التحدث في هذا الموضوع، ولكني حائرة جدا، ولا أعلم ماذا أفعل، وأريد أن أسعد زوجي؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ س م حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
معنى حدوث الاستثارة، ووجود الرغبة، والحصول على المتعة لفترة معينة سواء في بداية الزواج أو بعد ذلك من فترة قصيرة كما تقولين، فيعني هذا - بإذن الله - عدم وجود مشكلة عضوية لديك تسبب عدم تكرار المتعة أو عدم وجود الرغبة الجنسية، ويتبقى أن الأمر نفسي نتيجة وجود إما مشكلة نفسية أو وجود انطباعات خاطئة عن الجنس، سواء في التنشئة أو الأفكار العامة عن الجنس؛ لذا أرى أن الأمر يحتاج إلى العرض على طبيب نفسي ذي خبرة لمحاولة اكتشاف هل هناك مشكلة نفسية خفية قد تسبب هذا الأمر، أم هناك عدم معرفة كاملة بالعملية الجنسية ومراحلها؟ وكيفية الاستمتاع بها؟ وكذلك النظرة الخاصة لك بالجنس وما يشمله.
والله الموفق.
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة الدكتور إبراهيم زهران استشاري جلدية وتناسلية، تليها إجابة الدكتور محمد عبد العليم الاستشاري النفسي.
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
أيتها الأخت الكريمة، جزاك الله خيرا على هذا السؤال أود أضيف إلى ما ذكره الدكتور/ إبراهيم زهران - حفظه الله - أن الرغبة الجنسية تتفاوت من شخص إلى آخر، كما أن الارتواء الجنسي يختلف كثيرا، وذلك باختلاف مفاهيم الناس ومستوى ثقافاتهم الجنسية واستبصارهم.
مثل هذا التقلب والتأرجح في الرغبة الجنسية يكون أمرا طبيعيا لدى بعض الناس، وقد ربطه البعض بالتغيرات الهرمونية التي قد تصيب النساء، وهنالك حالات نفسية ربما يحدث فيها هذا التقلب أيضا، وهذه الحالات منها ما يعرف بالاضطراب الوجداني ثنائي القطبية وهو حالة مزاجية يرتفع فيها المزاج في بعض الأحيان، وينخفض مزاج الشخص في أحيان أخرى، بمعنى أن الإنسان حين يكون منشرحا ومتقبلا للحياة بصورة أكثر إيجابية فهذا بالطبع سوف يرفع من مستوى الغريزة الجنسية لديه، وحين يحس بالإحباط قطعا سوف يكون الأداء والاستمتاع والارتواء الجنسي أقل من مرحلة الانتشاء والانشراح هذا مجرد تفسير، فإذا كان لديك تقلب واضح في المزاج ربما يكون هذا هو التفسير.
وحالات تقلب المزاج نعالجها ببعض الأدوية المقلبة للمزاج منها عقار يعرف بـ(تجرتول) يتم تناوله بجرعة 100 ملم صباحا ومساء لمدة أسبوع، ثم ترفع الجرعة إلى 100 ملم في الصباح و200 في المساء، وهو دواء سليم جدا، ولا يؤدي إلى أي آثار جانبية، فقط يتطلب أن نفحص الدم الأبيض مرة كل شهر خلال الثلاثة أشهر الأولى للعلاج إذا كنت ترين أن لديك مزاجا متقلبا، فابدئي في هذا الدواء كما وصفته لك.
واستمري عليه لمدة ثمانية أشهر، ثم بعد ذلك خفضي الجرعة إلى 10 ملم صباحا ومساء لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك 100 ملم ليلا لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن تناوله.
أما إذا كنت معتدلة المزاج بصفة عامة، فلا داعي لتناول هذا الدواء، بعد ذلك ربما يكون هنالك تقلب هرموني بسيط، وهذا لا يعالج بالاستبدال، وإنما يترك كما هو، وهي مرحلة وقتية - إن شاء الله - وسوف تنقضي.
الذي أرجوه منك هو أن تعتبري نفسك طبيعية من ناحية الأداء الجنسي، وأن تفهمي أن العلاقة الجنسية هي دائما أخذ وعطاء، وأن هذه الأمور تعتمد على مزاج الشخص، ومزاج الطرف الآخر، وكذلك التغيرات البيولوجية التي تحدث للإنسان، أنا أراك طبيعية جدا أو أرى أن هذه الظاهرة طبيعية لدرجة كبيرة، وما ذكرته من سببين من تغيرات هرمونية أو تغيرات المزاجية هي فقط من قبيل إكمال المعلومة العلمية، وكما ذكرت لك لو كنت تعتقدين أن تغلب المزاج ينطبق عليك، فأرجو أن تتناولي التجرتول بالصورة التي ذكرتها لك.
أختي الكريمة – وجد أن ممارسة الرياضة تحسن جدا من الأداء الجنسي، وهذه الآن حقيقة علمية، أرجو أن تمارسي أي نوع من الرياضة المتاحة للمرأة المسلمة، والمشي سيكون هو أفضل أنواع الرياضة.
هذا هو الذي أود أن أذكره لك، وأنت حقيقة لا تعاني من برود جسني، وأرجو أن لا تدخلي هذه المفهوم النفسي لديك؛ لأن ذلك يسبب الكثير من المعوقات فيما يخص الاستمتاع الجنسي، والمعاشرة الزوجية الصحيحة، وأنت لست باردة جنسيا، ولست معطلة جنسيا هو مجرد نوع من التقلب في الشعور بالارتواء والرغبة الجنسية، وهذا ربما يكون أمرا طبيعيا مؤقتا كما ذكرت لك.
أسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.