السؤال
السلام عليكم.
رزق أخي وزوجته بعد زواج وعلاج لمدة ثلاث سنوات بثلاث توائم إناث ضعاف النمو، ثم توفاهن الله تعالي بعد الولادة تباعا، ويمر أخي وزوجته بحالة نفسية غير جيدة، وأريد مساعدتكم لتثبيتهم عن طريق رسالة توجه لهما بجزاء صبرهما وحكم وفاة حديثي الولادة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مجدي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله أن يتقبل منهم، ونبشرهم بأن أطفالهم سوف ينتظرونهم على الحوض، وأنهم سوف ينالون الأجر العظيم، وأرجو أن يرددوا (لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى) وها هي زينب بنت النبي صلى الله عليه وسلم ترسل إلى أبيها النبي صلى الله عليه وسلم: (إن ابني قد احتضر فاشهدنا، فأرسل يقرئ السلام ويقول: إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى فلتصبر ولتحتسب. فأرسلت إليه تقسم عليه ليأتيها، فجاء ومعه رجال، فرفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم الصبي ونفسه تقعقع، فدمعت عينا رسول الله، فقال له سعد: وأنت يا رسول الله؟ فقال: إنها رحمة جعلها الله في قلوب من شاء من عباده، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء)، والله سبحانه يختبر عباده، والصبر عند الصدمة الأولى، والله سبحانه يوفي الصابرين أجرهم بغير حساب.
ولا شك أن خروج هؤلاء الأطفال أحياء بشارة عظيمة؛ لأن ذلك يدل على قدرة الوالدين على الإنجاب، وفي موتهم موفور الأجر والثواب، وأرجو أن ينظروا إلى من هم أقل منهم في العافية والمال والولد حتى يعرفوا مقدار ما عندهم من النعم، وأهل الإيمان يرون سعادتهم في مواطن الأقدار.
وكان عمر رضي الله عنه يقول ما أصابني الله بمصيبة إلا رأيت أن الله قد أنعم علي فيها بنعم أربع:
1- أنها لم تكن أكبر مما كانت، فاحمدوا الله الذي سلم الوالدة.
2- أنها لم تكن في دينكم، وإذا لم يصب دين الإنسان هان كل شيء.
3- أن الله صبركم عليها.
4-أن الله يدخر لكم أجرها.
وإذا نظر الإنسان في أحوال الناس وما ينزل بهم من محن هانت عليه مصائبه ووجد في ذلك العزاء .
وهذه وصيتي للجميع بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه والصبر فإن عاقبته حسنة، كما أرجو تدريب النفس على الرضا بقضاء الله وقدره.
ونسأل الله أن يعوضهم بذرية صالحة، وأن يكتب لهم السعادة، وجزاك الله خيرا.