وصية لامرأة تعاني إحساسها بجرح زوجها لكرامتها في زواجه بأخرى

1 637

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من ضيقة بصدري وحرارة، وانعزالي عن الناس بسبب زوجي الذي تزوج علي بدون سبب.

تغيرت وأصبحت عكس ما أنا عليه من تصرفاتي ومعاملتي، أريد أن أرجع كما كنت طيبة وخلوقة وحنونة، ولكن كيف والغيرة تملأ قلبي من الحقد على زوجي لأني أحس أنه جرح كرامتي وشمت بي الأعداء؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مكسورة ومجروحة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

فإننا نقدر تماما حجم هذه الغيرة في قلبك، وهذه الغيرة أمر فطري في المرأة لشعورها بأنها تستقل بزوجها، وتستأثر به وحده دون العالمين، فدخول امرأة أخرى على الخط بينكما يعني أخذ حصة من اهتمام الزوج، وكما قلنا بأن الغيرة أمر فطري ومفيد يدفع إلى التنافس على خدمة الزوج وإظهار المحاسن، لكن هذه الغيرة قد تتحول إلى مرض إذا زادت عن حدها، أو وظفت في غير الأمور الإيجابية التي يستفيد منها الزوج، وبالتالي فالمرأة العاقلة هي من تحسن توظيف هذه الغيرة، وتحسن وضعها في إطارها الصحيح، فينتظم بذلك سلك الحياة الزوجية السعيدة.

فتعوذي بالله من الشيطان واشغلي نفسك بذكر الرحمن، ولا تشغلي نفسك بما يقوله بنو الإنسان، وأعلني رضاك بما قدره مالك الأكوان، ولا تقطعي ما بينك وبين زوجك من الصلات وضخمي المواقف الجميلة، واذكري الإحسان، وكوني واثقة أنه سوف يعرف قيمتك ويعود إليك إذا أحسنت التعامل معه رغم ما حصل.

ولا يخفى عليك أن شريعة الله تبيح لزوجك ولغيره من الرجال أن يتزوج مثنى وثلاث ورباع، وتشترط على كل رجل يفعل ذلك العدل، وتهدد الظالمين بغضب رب العالمين، وإذا مال الرجل إلى إحدى زوجاته جاء يوم القيامة وشقه مائل، وقد حدث الشلل لبعض من ظلموا إحدى الزوجات، والظلم مرتع مبتغيه وخيم، (( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ))[الشعراء:227].
أما بالنسبة لك فنحن نوصيك بالصبر والرضا بحكم الله، وكوني عونا لزوجك على العدل، وتجنبي ظلم الزوجة الثانية فإنها أخت لك في الإسلام، وسوف تنالين الأجر عند الله وسترتفع قيمتك عند زوجك إذا التزمت بما كانت عليه الصالحات، وقد وجد من الفاضلات من شجعت زوجها على الزواج، وكان زوجات النبي صلى الله عليه وسلم يجهزن له الزوجة الجديدة، ويبادرن في الصباح لتهنئته، وكان من أدب أمهات المؤمنين أن يطلبن العفو من بعضهن خاصة في اللحظات الأخيرة، وهذا دليل على عظمة ما كن عليه من الدين والورع.

ونحن ننصحك بالتمسك بما جاء في دين الله، ولا تهتمي بما يقوله الناس ولا تستمعي للإرشادات السالبة إذا جاءتك من قبل النساء، فإننا في زمان قل أن يجد الإنسان فيه ناصحا، واعلمي أنك لست أول امرأة يتزوج عليها زوجها ولن تكوني الأخيرة.

وأرجو أن تعلم جميع النساء أن زواج الرجل على زوجته لا يدل على خلل فيها، ولكن يعني أن الرجل بحاجة إلى زوجة ثانية وقد يحتاج الثالثة والرابعة، وقد تزوج النبي صلى الله عليه وسلم على عائشة رغم حبه لها، وتزوج على الصوامة القوامة حفصة ولم يقل أحد: إن فيهما خللا أو نقصا، ولكن هذه الأفكار المغلوطة دخلت إلى مجتمعاتنا عن طريق المسلسلات التي تحارب دين الله.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بحسن التعامل مع زوجك، وعدم مقابلة ما حصل منه بالعناد.

ونسأل الله لك التوفيق والسداد.


مواد ذات صلة

الاستشارات