السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ابني يبلغ من العمر 20 سنة، وهو وحيد بين ثلاث بنات، لكنه يتعبني كثيرا، وقد فشل بالدراسة وفشل في عدة وظائف، وهو يحب بنتا تعرف عليها عن طريق الإنترنت ويكلمها بالجوال، وقد نصحته كثيرا أن العمل مهم حتى يستطيع الزواج، ولكن لا فائدة من الحديث معه، فماذا أفعل؟!
أفيدوني وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عبد الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الدعاء له بالخير مفتاح لنجاحه وسبيل إلى فلاحه، ودعوة الوالد أقرب للإجابة، وهذه الفترة العمرية تحتاج إلى تعامل خاص، وهي فترة ينفع فيها الحوار الهادئ وهو أقرب إلى الإقناع، وأرجو أن لا تعلنوا عجزكم وحاولوا اختيار الأوقات المناسبة لمحاورته، وأشعروه بحاجة المنزل إلى وجوده وخدماته، وأخبريه بأن تلك الفتاة لا تصلح لأنها سوف تكلم آخرين ومثلها لا يؤتمن على البيوت لأنها تعودت الوقوع في المخالفات.
كما أرجو أن يعلم أنكم حريصون على نجاحه وزواجه ولكن في الوقت المناسب ومن الأسر التي عرفت بالخير والستر، وأخبروه أنكم سوف توافقون عندما توجد الفتاة المناسبة، وأنكم تريدون أن تفرحوا به وتسعدوا.
كما أرجو أن تتجنبي تذكيره بالفشل وتعييره بالفشل لأن الفشل ليس نهاية المطاف ولكن شجعوه على النجاح وجوانب أخرى، وأخبروه أن طاعته لله مفتاح لكل خير وفلاح.
وأتمنى أن تغيروا من طريقة تعاملكم معه وسوف تجدون ما يسركم، وسوف أكون في انتظار ردكم، واعلموا أنه من الضروري جدا أن تستمعوا له وتستحسنوا كلامه في بعض الأحيان، وذلك لأن كلامه لن يخلو من الصواب، ولعل من المفيد تذكيره أن العدوان على أعراض الآخرين يعرض عرضه للخطر، وقولي له: هل يرضيك أن يحصل ما تقوم به لإحدى أخواتك لا قدر الله، فكيف ترضاه لبنات الناس؟
وهذه وصيتي لكم جميعا بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وأرجو أن تقتربي من هذا الابن وتتعاملي معه بطريقة تحفظ له مكانته، كما أرجو أن تشجعي شقيقاته على احترامه، ونسأل الله له الهداية والسداد.
وبالله التوفيق.