نصح المرأة لزوجها الذي يشاهد الأفلام.

0 512

السؤال

السلام عليكم.

من غير إطالة عليكم اكتشفت إحدى صديقاتي أن زوجها الذي تحبه وتدعو له أنه يحمل cd على الكمبيوتر لمشاهد جنسية وعلى الموبايل! وهي لا تقدر على مواجهته به، فماذا تفعل؟ أرجو النصح والإرشاد له ولكل من يفعل مثل هذه الأفعال وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم الهنا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا تواصلك معنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله تبارك وتعالى أن يثبتك على الحق وأن يهدينا وإياك صراطه المستقيم، كما نسأله تبارك وتعالى أن يجزيك عن صديقتك خيرا، ونسأله جل جلاله باسمه الأعظم أن يصلح لها زوجها وأن يغفر له وأن يتوب عليه، وأن يعينه على غض بصره وتحصين فرجه، إنه جواد كريم.

بخصوص ما ورد برسالتك - أختي الكريمة أم الهنا – فإنك تعلمين أن الإنسان بطبيعته مجبول على الضعف وأن كل ممنوع مرغوب، وليس كل إنسان يستطيع أن يلتزم شرع الله تبارك وتعالى بسهولة ويسر، وإنما من يسر الله الأمر عليه يسر عليه، ومن أعانه الله أعين، إلا أن بعض الناس نتيجة ضعف إيمانه وقلة علمه قد يكون فريسة للشيطان فيستحوذ عليه الشيطان ويصعب عليه أن يتبرأ أو يتخلص من مثل هذه المعاصي وتلك المنكرات، في حين أنه قد يصلي وقد يصوم وقد يكون من الذين يؤدون الحج والعمرة إلا أن فيه نقطة ضعف يستغلها الشيطان الرجيم، كحال هذا الأخ، فهذا الرجل عنده زوجته الطيبة الحلال ويرى كل شيء على الطبيعة ويؤدي هذه المشاهد عمليا في الحلال الطيب ويأخذ عليها أجرا، إلا أن الشيطان – لعنه الله – يزين له هذه المسائل في الحرام ويدخل على تلك المواقع المحرمة ليملأ عينه مما حرم الله جل جلاله؛ لأن هذا الرجل عنده عقدة نقص داخلية؛ لأن مشاهدة الأفلام الجنسية أو قراءة القصص الجنسي يدل على نوع من الشذوذ الجنسي، فهذا رجل عنده نوع من الشذوذ، وهذا قد يكون مرضا – والعياذ بالله – نشأ معه منذ صغره، لعله شاهد ذلك أو رآه، ولعله وجد في نفسه نوعا من الضعف الذي حدث له نتيجة التربية القاصرة أو الخاطئة في بيته فترتب عليه أنه يميل إلى ذلك، أو لعله شاهد هذه الأشياء إما عمليا أو نظريا وهو صغير فنشأت معه في نفسه وأصبحت لديه الرغبة على اكتشاف هذا العالم المجهول.

بعض الناس لا يقنع بالحلال الطيب ولكنه ينظر إلى الحرام فيستمتع، وهذا كما ذكرت يدل على سوء فطرته ويدل على ضعف إيمانه ويدل على قلة علمه، ويدل على أنه شاذ جنسيا؛ لأن هذه الأمور كما ذكر العلماء من علامات الشذوذ أن يشاهد الإنسان مثل هذه الأشياء وأن يستمتع بها. ولذلك ماذا تفعل أختنا وهي لا تقدر على مواجهته ولا تستطيع أن تتكلم معه – فأولا عليها بسلاح الدعاء، فإنها تدعو الله تعالى وتكثر من الدعاء وتلح عليه أن يغفر لزوجها وأن يتوب عليه.

وإذا كان بمقدورها أن ترسل له بعض الرسائل فلها أن ترسل وأن تقول له إني أعلم أنك رجل مؤمن وأنك رجل صادق، وتحاول أن تثني عليه وتحرك فيه نوازع الخير، وأن مثل هذه الأمور لا تليق بمثلك، فأنت من عباد الله الصالحين، وأنا أعتبرك قدوة حسنة لي ولأولادك، وتظل تحرك فيه نوازع الإيمان بطريقة غير مباشرة، مادامت لا تستطيع أن تتكلم معه مباشرة فمن الممكن أن تستعمل هذا، إما أن تكتب له رسالة خطية أو تكتب رسالة على الجوال إذا كانت تستطيع ذلك – وتذكره بالله عز وجل، وتخوفه به، وتبين له أن هذه الأمور ستأتي حسرة وندامة يوم القيامة.
من الممكن أيضا إذا أمكنها أيضا أن تتصل بخطيب المسجد الذي يصلي فيه الجمعة ليتكلم عن حكم مشاهدة هذه الأشياء والدخول عليها، ويقوم بذلك بطريقة غير مباشرة.

أو أنها أيضا تكلم بعض الصالحين من أقاربها ويتعرض لهذا الموضوع وسط كلامه ويبين أن هذا آثاره المترتبة عليه ومخاطره كذا وكذا بطريقة غير مباشرة، هذا إذا كانت لا تستطيع أن تواجهه.

أما إذا كانت تستطيع المواجهة فينبغي عليها أن تذكر ولكن بأدب وبرفق ولين؛ لأن الرجل لا يحب أن يؤمر خاصة من زوجته لأنه يرى أن زوجته تحته وأنها لا يليق أن تأمره أو تقطب في وجهه أو تعبس في وجهه، فهذه الأمور لا يقبلها الرجل حتى وإن كان جاهلا أو ضعيفا، ولذلك إذا كانت تستطيع المواجهة والكلام فلتستعن بالله عز وجل ولتتكلم معه ولكن في غاية الأدب، ولتتكلم معه بأسلوب المحب وأنها تحب له الخير وأنها تريد له الخير وأنها تخاف عليها من عذاب الله وأنها تخشى أن أحد أولاده يخرج بهذه الصفة ولا يرضى بذلك أو أحد بناته، وتحاول تحرك فيه هذه النوازع، مع الدعاء، الدعاء، الدعاء والاجتهاد فيه خاصة في أوقات الإجابة وبإذن الله تعالى أنا واثق من أنها ستنجح إذا استعملت الأسلوب الطيب في إقناع زوجها، وأتصور أنه إذا كان فيه خير فسوف يرجع - إن شاء الله تعالى – عن ذلك ويتوب إلى الله تعالى ويقبل الله توبته، وأنا أسأل الله تعالى أن يعينها على إبلاغ الرسالة بطريقة صحيحة، وأسأله تبارك وتعالى أن يوفق زوجها للتوبة والإقلاع عن هذه المعاصي.

إنه جواد كريم.

مواد ذات صلة

الاستشارات