علاقة الكهرباء الزائدة بالمخ بالتأتأة

0 617

السؤال

السلام عليكم.
أنا شاب عمري 23 سنة سبق وأن راسلتكم.
أعاني من التأتأة منذ الصغر وذهبت لعيادات التخاطب ولا فائدة منهم نهائيا، أخيرا لجأت للطبيب النفسي وقال لي اعمل تخطيطا للمخ واعمل رنينا مغناطيسيا للمخ، فعملت تخطيط المخ، وتبين لدي بعض الكهرباء الزائدة بالمخ، والرنين المغناطيسي أظهر أنه لا يوجد لدي أي مشكلة بالمخ. المهم الطبيب وصف لي هذه الأدوية:

الهالدول Haldol 1.5 mg حبتين باليوم يقال إنه يخفف التأتأة.

وللكهرباء الزائدة بالمخ دواء اسمه تيجراتول بالبداية كان 200 حبيتين باليوم ثم زاد الجرعة إلى 400 حبتين باليوم.

ودواء آخر اسمه Rivotril 0.5 mg حبة واحدة مساء، وأنت قلت لي بالسابق يا دكتور: لا ينبغي استعماله لأكثر من أسبوعين هل هذا صحيح؟

ما هو رأيكم بهذه الأدوية ؟
وأنا سمعت بأن دواء اسمه Risperdal يفيد للتأتأة هل هذا صحيح؟
وهل يصح الجمع بين Risperdal والهالدول أم لا يصح الجمع بينهما؟

وأنا سمعت بأن المفيد لمرضى التأتأة هي الأدوية التي تخفض من مادة الدوبامين، فما هي أفضل هذه الأدوية هل الهالدول يعتبر مخفضا لمادة الدوبامين أم لا؟

وهل الكهرباء الزائدة التي بالمخ(البؤرة الصرعية) لها علاقة بالتأتأة أم ليس لها علاقة؟

وهل تنصحوني أن أذهب إلى طبيب أعصاب أم لا؟
بانتظار الرد على أسئلتي، وشكرا لكم.
وتمنياتي لكم بالتوفيق.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

بالنسبة لعلاج التأتأة، الأدوية تمثل منهجا من مناهج العلاج، ولكن المناهج الأخرى أيضا مهمة جدا.

الذهاب للعيادات التخاطب مفيد مهما كان، فأنت ذكرت أنك لم تستفد منهم نهائيا، ولكن الذي أرجوه ألا تستعجل النتائج، والتواصل مع المعالج يفيد كثيرا؛ لأن التطبيق العملي أمام المعالج يعتبر وسيلة علاجية فنية مهمة جدا، كما أن التدرب على تمارين الاسترخاء والتدرب على كيفية التنفس أثناء الكلام، هذه كلها تعود -إن شاء الله- على الإنسان بعائد إيجابي، فأرجو ألا تتخذ قرارا بأنك لم تستفد مطلقا من هذه الوسيلة العلاجية.

أيضا وجد أن قراءة القرآن الكريم – ويا حبذا لو كان على أحد المشايخ أو في إحدى الحلقات – تساعد الإنسان في كيفية إخراج الحروف بالصورة الصحيحة، كما أن المشايخ يساعدون كثيرا على الأحرف التي يجد فيها الإنسان صعوبة في النطق، هذه أيضا وسيلة علاجية ممتازة جدا.

أيضا أرجو أن تقلل من قلقك وأن تكون أكثر اطمئنانا وأكثر استرخاء وأكثر سكينة، فهذا مهم جدا لعلاج التأتأة.

أما فيما يخص الأدوية فهي بصفة عامة وجد أنها تعمل على تخفيض القلق والتوتر، وفيما يخص الأدوية التي تخفض (الدوبامين) وجد أنها أكثر فعالية، ويعتبر (الهالدول) هو من أقوى الأدوية التي تعمل على تخفيض مادة الدوبامين.. فهو يستعمل إذن لأنه يخفض الدوبامين كما أنه مضاد للقلق والتوتر ويعتبر دواء استرخائيا بجرعات صغيرة مما يساعد في علاج التأتأة.

وفي ذات المقام وجد أيضا أن (الرزبريدال) يفيد كثيرا وهنالك عقار آخر يعرف باسم (أولانزبين) أيضا هو مفيد بجرعة صغيرة. ولكن لا يستعمل (الهالدول) مع الرزبريدال؛ لأنه لا داعي لأن نستعمل دواءين من فصيلة واحدة أو من مجموعة دوائية واحدة، فإذا شئت أن تنتقل إلى الرزبريدال فلا مانع من ذلك مطلقا، وهنا تتوقف عن (الهالدول) وخذ الرزبريدال بجرعة واحد مليجرام صباحا ومساء، وهذا إن شاء الله سيكون كافيا جدا.

بالنسبة للكهرباء الزائدة أو النشاط الصرعي أو النوبة الصرعية - نسأل الله لك الشفاء والعافية- فلا علاقة مطلقا لهذه البؤرة الصرعية بالتأتأة هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى التجرتول – وهو العلاج الذي وصفه لك الطبيب – يعتبر من الأدوية الجيدة والفعالة والسليمة جدا لعلاج هذه البؤرة الصرعية – بإذن الله تعالى – عليك فقط الالتزام القاطع بتناول الدواء في موعده وبالجرعة الصحيحة.

بالنسبة للذهاب لطبيب الأعصاب فأعتقد أنك إذا قمت بزيارة واحدة إلى طبيب الأعصاب من أجل الاستشارة ربما يكون هذا أمرا جيدا؛ لأن أطباء الأعصاب هم أكثر اختصاصا في البؤرات الصرعية وإن كان الكثير من الأطباء النفسيين على إلمام تام بهذه الحالات.

بالنسبة للعقار (ريفوتريل) هو دواء يستعمل لعلاج القلق وكذلك يستعمل لعلاج الصرع، وربما يفيد نسبيا في التأتأة، وحقيقة إذا وصفه لك الطبيب كمساعد لعلاج الصرع فهذا يعتبر علاجا دوائيا لحالة معينة، وهنا لا بأس من الاستمرار فيه، ولكن أنا لا أرى أن الطبيب قد قام بذلك، ولكن قام بذلك ليس لعلاج الصرع وإنما ربما لعلاج القلق وعليك أن تستشير الطبيب في ذلك، فإذا كان الأمر هو لعلاج الصرع فلا مانع أن تستمر على (الريفوتريل)، وبكل صدق لا يعتبر هذا خيارا جيدا؛ لأنه يعطى في الحالات المعقدة لمرض الصرع والتي لا تستجيب للأدوية الخاصة خاصة لدى الأطفال، أما إذا أعطاه الطبيب من أجل علاج القلق فحقيقة أنا لا أنصح بالاستمرار عليه لمدة طويلة، هنالك من ذكر أنه يمكن استعماله لمدة أسبوعين أو حتى إلى ستة أسابيع، ولكن أيا كانت المدة فالمحاذير واضحة جدا في الاستمرار عليه وأنه ربما يؤدي إلى التعود، والجرعة التي تتناولها أنت ليست بالجرعة الكبيرة، وأكرر إذا كان الدواء قد أعطي لك لعلاج مرض الصرع فلا مانع من الاستمرار عليه واستشارة الطبيب الذي وصفه لك سيكون أمرا مرغوبا لا شك في ذلك.

أرجو أن تكون على ثقة كاملة لأن حالة التأتأة إن شاء الله سوف تزول عنك، فقط عليك التواصل مع أخصائي التخاطب وعليك أيضا أن تمرن نفسك التمارين الاسترخائية المطلوبة وأن تتكلم ببطء وبصوت مرتفع وأن تتعلم كيف تتنفس في أثناء الكلام، وعليك بالمحافظة على الأدوية، ولا شك أن قراءة القرآن بتؤدة - كما ذكرت لك – تجد فيها خيري الدنيا والآخرة.
أسأل الله لك الشفاء والعافية.

وبالله التوفيق.
===========
للاستزادة يمكنك الاطلاع على هذه الاستشارات:
( 267560 - 267075 - 257722 )

مواد ذات صلة

الاستشارات