السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب أراعي حدود الله، وأحب أن لا أعصيه أبدا، ولكن الشيطان دائما يأتي إلي بأفكار غريبة عن النبي صلى الله عليه وسلم يصعب البوح بها، وعندها أستغفر الله تعالى وأصلي، وقد انتابتني تلك الحالة منذ فترة وأحاول التخلص منها ولكن دون جدوى، فهل هذه أعراض اكتئاب أم وسوسة؟ وكيف أتخلص منها؟!
وقد زرت الطبيب فوصف لي دواء (Fluoxetine 20mg) لكنني استعملته ستة أشهر وبعدها سافرت إلى أوروبا فتركته، وبالأمس أعطاني الطبيب دواء وهو (Delorazepam eg) و(Vagostabil)، فهل هذا الدواء فعال؟ وأريد علاجا سلوكيا.
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Nabil حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنك تعاني من وسواس قهري يتمثل في هذه الأفكار المؤلمة، والوساوس القهرية هو أمر مكتسب وهو سلوك فوق إدارة الإنسان ويكون الإنسان مستبصرا بأنه آت من داخله ويؤمن بسخفه ولكنه لا يستطيع التخلص منه.
وهذه الأفكار لست مؤاخذا عليها فاطمئن تماما، وهذه الوساوس كثيرا ما تكون مرتبطة ببيئة الإنسان ومعتقداته، ومن فضل الله أننا مجتمع متدين فلذلك تكون هذه الأفكار تتعلق ببعض الأمور التي تخص عقيدتنا.
والعلاج متوفر ونتائجه جيدة وممتازة وفعالة إن شاء الله، وكونك لا تريد علاجا دوائيا فهذا ليس صحيحا، ومع هذا لا ننكر أن العلاج السلوكي يفيد، ولكن الدراسات تشير أن الأدوية تعتبر الآن علاجا أساسيا بالنسبة للوساوس التي تتعلق بالأفكار، والوساوس التي تتعلق بالأفعال تستجيب أكثر للعلاج السلوكي، ولكن الوساوس التي تتعلق بالأفكار خاصة الأفكار الاضطرارية المتكررة تستجيب بصورة أفضل للأدواء مع تطبيق العلاج السلوكي؛ لأن ذلك يدعم الدواء بصورة ممتازة ويمنع الانتكاسات، فخذ بكل طرق العلاج، والحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أحق الناس بها.
وفكرة العلاج السلوكي هي فكرة بسيطة جدا تقوم على أن ما تم اكتسابه أو تعلمه يمكن للإنسان أن يفقده، وذلك ما يعرف بالارتباط الشرطي، فاجلس في مكان هادئ وحاول أن تحلل هذه الأفكار وأجر حوارا مع نفسك حتى تقنع نفسك بأنها أفكار سخيفة وحقيرة، ويجب أن لا تنصاع لها ولا تتبعها، وعليك بالإكثار من الاستغفار كما تقوم الآن، وبعد أن تحلل الفكرة لابد أن تستبدل الفكرة بفكرة مضادة وكلمة قوية ومضادة لها، وتكرر هذه الكلمة في داخلك عدة مرات.
ويأتي بعد ذلك العلاج الدوائي، فالدواء الأول الذي وصفه لك الطبيب وهو (Vagostabil) فليس معروفا لدي، وأما الدواء الثاني فهو من أدوية البنزودايزبنز وهو (Delorazepam eg)، وهي أدوية إدمانية وتعودية، لذلك لا أنصحك باستعمالها.
فاستفسر عن الدواء الأول أو أرسل لنا اسمه العلمي، وسوف نفيدك إن شاء الله، وأما الدواء الثاني فهو دواء مسكن ولا يعالج الوساوس القهرية، ومن أفضل الأدوية التي تعالج الوساوس القهرية عقار (فلوكستين) الذين تناولته قبل ذلك، ولكن الفلوكستين يجب أن يتم تناوله بجرعة 60 ملجم في اليوم مثل هذه الحالة، أي ثلاث كبسولات في اليوم، وجرعة البداية هي 20 ملجم يوميا بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك ترفع الجرعة بنفس المعدل أي كبسولة كل أسبوعين حتى تصل إلى ثلاث كبسولات في اليوم، ويجب أن تستمر على هذه الجرعة ويجب أن تستمر على هذه الجرعة لمدة سنة على الأقل، وبعدها تخفض الجرعة بمعدل كبسولة واحدة كل ستة أشهر معنى ذلك أن تستمر على الجرعة الوقائية لمدة سنة ونصف.
وهناك دواء بديل يعرف باسم (فافرين) وهو من الأدوية الممتازة جدا لعلاج الوساوس القهرية، وجرعته تبدأ بمائة ملم يوميا، وتصل إلى 300 ملجم في اليوم، ويمكن أن تؤخذ في شكل أجزاء حبة في الصباح وحبتين في الليل، وتستمر عليها لمدة سنة، وتخفض بعد ذلك إلى مائة ملم كل ستة أشهر.
وهناك دواء آخر يعرف باسم زولفت، واسمه سيرترالين (Sertraline)، وجرعته هي 50 ملجم ليلا لمدة أسبوعين ثم ترفع الجرعة إلى مائة ملم يوميا، أي حبتين، وبعد شهر ترفع الجرعة إلى 150 ملجم في اليوم أي ثلاث حبات وتستمر عليها لمدة سنة كاملة ثم بعد ذلك تخفض إلى 50 ملجم كل ستة أشهر وهذه هي الجرعة الوقائية.
إذن لديك هذه الثلاثة خيارات من الأدوية، ولست في حاجة أن تأخذها جميعا وإنما تأخذ دواء واحدا منها، وهي أدوية ممتازة وفعالة، ولابد من تناول العلاج الدوائي في حالة الوساوس ذات الطابع الفكري؛ لأن الموصلات العصبية الكيميائية يكون فيها نوع من عدم الانتظام، وميزة هذه الأدوية أنها تنظم هذه الموصلات العصبية، وهذا قائم على أبحاث علمية كبيرة معتبرة.
إذن هذه وساوس قهرية فلا تنزعج منها وأسأل الله تعالى أن يجعلها تزول عنك، وعليك باتباع الإرشادات السابقة وتناول الدواء.
ويمكنك الاطلاع على الاستشارات التي تتعلق بالعلاج السلوكي للوساوس، ومنها: (244914-260030-263422-259593-260447-265121).
وبالله التوفيق والسداد.