ضعف الشخصية والتردد في اتخاذ القرار وضعف الثقة بالنفس

0 507

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
الحقيقة أود التحدث عن أشياء مللت منها في هذه الحياة.
مللت من كوني شخصا ضعيف الشخصية ومترددا في كل قرار أتخذه مهما كان هذا القرار بسيطا.
مللت من كوني الشخص الذي يراه الناس غبيا ودائما أراهم يضحكون علي ويهزؤون مني!

مللت من كوني وحيدا بلا أصدقاء، ما من مجلس أجلس فيه إلا وتراني أبقى صامتا لا أنطق بكلمة، وعندما أحاول الكلام يكون كلامي في غير محله، أو ترى الجميع يتجاهلون ما قلته، وكأنني لم أقل شيئا.
حتى إنني صرت كثيرا أذهب في عالم الأحلام والتخيلات لفترة طويلة أرى نفسي فيها الشخصية التي أحلم بها.

مللت من أنني حتى الآن لا أستطيع اكتشاف أي موهبة وضعها الله في، حتى أصبحت الآن أؤمن بأني غبي ولا أمل مني في هذه الحياة، وأصبحت أتهرب من الزيارات والمناسبات! وأحبذ البقاء وحيدا، فما الحل؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ياسر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا تواصلك معنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله تبارك وتعالى أن يثبتك على الحق، وأن يهديك صراطه المستقيم، وأن يرزقك الثقة بنفسك، وأن يقوي ثقتك بنفسك، وأن يجعلك من عباده الصالحين وأوليائه المقربين، وأن يذهب عن نفسك هذه الأفكار، وأن يجعلك دائما من خير إلى خير.
بخصوص ما ورد برسالتك فإني أرى أن هذه المشكلة التي ذكرتها أنك قد ضخمتها إلى درجة أنك قد أصبحت تصدق هذه الوساوس وتلك النزغات الشيطانية من أنك -والعياذ بالله- غبي، أو أنه لا أمل منك في هذه الحياة، استطاع الشيطان أن يجسد إليك هذه الرؤيا، وهذه مشكلة في حد ذاتها، لأني لو نظرت إلى حياتي بهذا المستوى فلن يغير الله حالي أبدا، ولكن هذه القضية - بارك الله فيك - قد يكون نعم يوجد فيها بعض الحق بل قد تكون كلها حق ولكن ما الحل؟ هل أظل أعيش بهذه النظرة السوداوية وأنظر إلى نفسي بهذه النظرة الدونية حتى تزيد الهموم على نفسي؟ وحتى أنكمش في داخل نفسي وحتى أهرب من الواقع إلى عالم الخيال! – وإن كان طبعا هذا الخيال رحمة من الله تبارك وتعالى أن الإنسان يخرج إلى عالم الأحلام والتخيلات ويعيش الشخصية التي يريدها، فهذا نوع من التنفيس – ولكن الهروب إلى الخيالات باستمرار يؤدي إلى تعطيل الحياة ويؤدي إلى توقف المصالح، بل يؤدي إلى ضياع بعض الواجبات.

ولذلك اعلم أنه لا يوجد أحد في الأرض أبدا يستطيع أن يساعد ياسرا إلا نفسه، إن ياسرا هو الوحيد القادر على مساعدة ياسر.. كيف يكون؟

أولا -بارك الله فيك-: لابد أن تجتهد في إلغاء هذه الفكرة من رأسك.

كونك تقول بأنك غبي فلابد أن تعكس هذا وتقول: (أنا ذكي ولست غبيا، وأنا نافع ومفيد)، وأتمنى -بارك الله فيك- أن تعيد برمجة عقلك الباطن على الأقل، فعندما تأتي إلى النوم تأخذ نفسا عميقا وتقول: (أنا ذكي، أنا ذكي) -عشر مرات أو عشرين مرة- وبعد ذلك تقول: (أنا موفق، أنا موفق) – أيضا كذلك نفس الشيء – اجعل هذا آخر الكلام الذي تقوله مع الأذكار، (أنا ناجح في الحياة، أنا محبوب من الناس).. هذه الرسائل سماها علماء النفس بـ (الرسائل الإيجابية)، فعندما تنام ويكون هذا آخر كلامك تقوم من النوم وقد تغيرت فيك بعض الأشياء، ودائما بينك وبين نفسك بدلا أن تقول: (أنا غبي) قل: (أنا ذكي)، قل: (أنا متميز، أنا ناجح) بدلا أن تقول: (أنا مبغوض، أنا مكروه، أنا منبوذ) قل: (أنا محبوب)، حاول باللفظ حتى مع القناعة النفسية العقلية أن تعكس هذا الكلام، وطبعا هذا الكلام قد تضحك منه ولكن ه
و صورة من صور العلاج، أن تعكس هذه الأفكار، فكلما جاءتك هذه الفكرة بأنك غبي أو أنك لا أمل فيك وأن الناس ينظرون إليك أنك شخصية ضعيفة ويستهزئون منك، اجتهد - بارك الله فيك - في أن تطرد هذه الأفكار، وحاول حتى وإن وجدت الناس يستهزئون أو يضحكون أو لا يعيرونك اهتماما لا تلق بالا لهم، وكأنك ما سمعت منهم شيئا.

وكونك تسكت ولا تتكلم فهذه ميزة وليست عيبا؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (يا معاذ! إنك لا تزال سليما ما سكت، فإن تكلمت كتب لك أو عليك)، فكوني أنا أنصت ولا أتكلم وأستفيد من أفكار الآخرين فهذا ليس عيبا بل هذه ميزة، ولذلك عظماء العالم يتكلمون عشرين بالمائة ويسمعون ثمانين بالمائة، لأنك بالسماع تأخذ معلومات من العقول التي توجد معك في المكان الذي أنت فيه، فبدلا من أن تغذي نفسك بمعلومة واحدة تغذي نفسك بكم هائل من المعلومات تضخها في عقلك، وتتكلم عند قدر الحاجة كلاما قليلا خاصة في هذه المرحلة.

إذن تقوم بإلغاء الفكرة - بارك الله فيك – وتجتهد كلما جاءتك هذه الفكرة أن تستعيذ بالله عز وجل وأن تتفل عن يسارك ولا تترك الفكرة تسيطر على تفكيرك، وإنما أول ما تشعر بأن هذه الكلمات بدأت تظهر على سطح المكتب عندك – عقلك الواعي – ابدأ استعذ بالله عز وجل (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم)، واتفل عن يسارك، وقم بتغيير الحالة التي أنت عليها، فإذا كنت نائما فقم واجلس، وإذا كنت جالسا فقف، أو تحرك في الغرفة أو اخرج منها إلى الصالة، وإذا كنت وحدك اجلس مع الوالدين أو الإخوة أو الأخوات، ويمكن أن تقرأ كتابا، ويمكن أن تسمع بعض الأشياء الهادفة مثلا عبر أجهزة الإعلام إذا كان يوجد شيء مفيد، ومن الممكن أن تخرج مثلا من البيت إلى خارج البيت، المهم لا تستسلم لهذه الرسائل السلبية، كلما جاءتك حاول أن تطردها من ذهنك، ثم يبقى الجزء الثاني الذي كلمتك عنه وهو تكرارك وترديدك لنفسك بلسانك تقول (أنا ذكي، أنا محبوب، أنا ناجح في الحياة، أنا قادر على التأقلم مع الناس)، يعني اختر عشر رسائل كلمات كلها تشجيعية وحاول أن تكررها ما بين الحين والآخر، وكلما جاءتك فكرة أنك غبي فقل (أنا ذكي)، أنا ضعيف، قل (أنا قوي بالله تعالى)، أنا منبوذ، قل (أنا محبوب بفضل الله تعالى)، اجتهد - بارك الله فيك – وأنا واثق بعد فترة أنك سوف تتفجر عندك مواهب عظيمة وأفكار جديدة تغير من حياتك تماما.. هذا أولا.

ثانيا: -بارك الله فيك- هناك كتب لكسب المهارات ولتقوية الذات، أتمنى أن تزور هذه المكتبات وأن تقتني الكتب التي تعلمك كيفية تقوية ثقتك بنفسك وكيف تتحكم في نفسك وكيف تعتني بحياتك، كتب كثيرة جدا في هذا، اقرأ هذه الكتب وطبق هذه البرامج، وأنا أعرف أن المكتبات في سوريا -بفضل الله تعالى- فيها كتابات رائعة لبعض الكتاب المتميزين من المسلمين، فاقرأ هذه الكتب وأنا واثق – إن شاء الله – أنك ستكون رائعا وأنك ستكون ناجحا وموفقا، وستكون في غاية الروعة، وأتمنى أن تبشرنا قريبا بثقتك بنفسك.

هذا وبالله التوفيق.
==============
للاستزادة عن هذا الموضوع يمكنك الوقوف على هذه الاستشارات:
( 265851 - 259418 - 269678 - 254892 - 259576 - 261344 - 263699 - 264538 )

مواد ذات صلة

الاستشارات