السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعاني منذ خمس سنوات من الوسواس القهري والاكتئاب حسب تشخيص طبيبي النفسي، وأعطاني السيروكسات والإيفكسر، وقد بدأ المرض عندي بفكرة قوية أحكمت على رأسي ولم أستطع مقاومتها، وبعد تناول السيروكسات مع الإيفكسر لمدة سنة ونصف تلاشت الفكرة نهائيا وأحسست بسخافة ما كنت أفكر فيه، ولكن ما زلت أعاني من إحساس داخلي بالألم دون أي مشاكل تذكر.
وأموري على كافة الأصعدة ممتازة جدا، ولكن إحساسي بالإرهاق وكتمه في الصدر وعدم الإحساس بالانفراج يطبق علي، ولا أخفي عليكم أني لم ألتزم جديا بجرعات الدواء، وخاصة الإيفكسر لصعوبة شرائه، وسمعت بأن الإيفكسر أعراضه الانسحابية قوية جدا، ولا أخفي عليكم بأن تناول السيروكسات مع الإيفكسر يشعرني بتحسن قوي، ولكن غلاء الدواء واستمرارية تناوله لفترة طويلة وعدم توفر السيولة المادية تجعلني أتناول السيروكسات فقط، حيث يوفره لي بعض الأصدقاء مجانا، فأرجو نصحي في هذا الموضوع الذي ضاق صدري به، علما أنني أتناول حاليا (40) ملجم سيروكسات يوميا قبل النوم، وأموري ليست كما يجب والتحسن ضعيف.
أفيدوني وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صفوت حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالحمد لله أنك قد تغلبت على فكرة الوسواس القهري وكذلك الاكتئاب بدرجة كبيرة، وإحساسك بسخافة الأفكار هذه يعتبر من علامات التحسن الممتازة، فأرجو أن تسير على نفس السياق والمنوال، بمعنى أن تستمر في تجاهل هذه الأفكار وعدم اعتبارها، وتحقيرها وإدخال أفكار مضادة لها، وكن إيجابيا في تفكيرك، فهذا من أفضل وسائل العلاج المعرفي للوساوس القهرية وللاكتئاب النفسي، وهذا إنجاز عظيم جدا.
وأما بالنسبة للأدوية فلا شك أن الأدوية قد ساهمت بفضل الله تعالى في علاج حالتك، وأنت كنت تتناول الإيفكسر والزيروكسات مع بعضهما البعض وذكرت أن الأسباب المادية في بعض الأحيان جعلتك لا تتناول الإيفكسر حيث أنه مكلف جدا، وقد يكون في ذلك خير كثير بالنسبة لك، لأنني لست من أنصار تناول دواءين متشابهين بدرجة كبيرة في الفاعلية، فالزيروكسات وحده يكفي تماما لعلاج الاكتئاب النفسي وكذلك الوساوس القهرية، وكذلك أي نوع من القلق مصاحب لهذه الأعراض، وجرعة أربعين مليجرام تعتبر جرعة كافية جدا، فحاول أن تكون منتظما في تناول العلاج - وهذا هو الضروري - وأسأل الله تعالى أن ييسر ويسهل لك أمر الحصول على الزيروكسات.
وللتخلص من الضيق الداخلي وعدم الارتياح والذي أظنه مجرد قلق بسيط (ربما تكون لا زلت متخوفا من رجوع الأعراض أو ما شابه ذلك) فسوف يختفي بإضافة علاج بسيط جدا يعرف باسم (فلونكسول) وهو ليس مكلفا من الناحية المادية كما أنه فعال جدا ويزيل هذا الكبت والانقباضات الداخلية بإذن الله تعالى، وفوق ذلك هو مدعم لفاعلية الزيروكسات، والجرعة التي تحتاجها من هذا الدواء (فونكسول) هي نصف مليجرام - حبة واحدة - صباحا ومساء لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك خفض الجرعة إلى حبة واحدة - نصف مليجرام - لمدة شهرين ثم توقف عن تناوله.
إذن: كل ما تحتاجه حبتين من الزيروكسات – وهذا هو العلاج الأساسي – ثم الفلونكسول (العلاج الإضافي) وأرجو أن تتناوله بالصورة والطريقة التي أوضحتها لك.
وأما ضيق الصدر فإن تمارين الاسترخاء تساعد في إزالته، فيمكنك أن تجلس في مكان هادئ وتغمض عينيك وتفكر في أمر جميل ثم بعد ذلك تأخذ نفسا عميقا وبطيئا ثم أمسك الهواء في صدرك قليلا ثم أخرج الهواء بنفس العمق وبنفس البطء، وكرر هذا التمرين بمعدل أربع إلى خمس مرات أو حسب ما يتيسر لك في اليوم، وهذا تمرين بسيط ومفيد لهذا الضيق الذي تشعر به في صدرك، كما أن ممارسة الرياضة - خاصة رياضة المشي أو الجري - تعتبر علاجا طيبا مساعدا، فأرجو أن تكون حريصا على ذلك، وعليك بالدعاء بأن يفرج الله عنك كل هم وكل ضيق وغم.
واطمئن تماما بأن حالتك في تحسن وسوف تستمر في تحسن أكبر، وعليك بالتفاؤل وبالعزيمة والتفكير الإيجابي وممارسة الرياضة وتمارين الاسترخاء وتناول الدواء بالصورة التي ذكرتها لك، ولا داعي مطلقا لاستعمال الإيفكسر، فالذي تستعمله من الأدوية يكفي تماما.
أسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد، وبالله التوفيق.