أسباب تورم اليد بعد الغسيل وطرق العلاج؟

0 617

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بعد كل غسيل تتورم يدي وتظهر عروقها، ولا أستطيع لمس أي شيء، وتحرقني إذا لمست شيئا، وبعد يومين أو ثلاثة ترجع لحالتها الطبيعية، وهذا الموضوع كان معي دائما، ولكن بعد أن تزوجت أصبحت يدي عادية لفترة طويلة -عامين تقريبا- وبعدها رجعت تتورم مرة أخرى، فما سبب ذلك؟

أفيدوني وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ آية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فقد يكون ما تشتكين منه أحد أمرين: التهاب جلد بالتماس، أو الشرى الفيزيائي.

أما التهاب الجلد بالتماس فإن وجود الانتفاخ والألم والاحمرار في اليدين بعد الغسيل قبل الزواج وعودته حديثا يدل على سبب موضعي، ولا يدل على حالة عامة؛ لأن ما يعزى للحالة العامة غالبا ما يكون معمما أو متناظرا، فالحالة التي عندك هي موضعية ومحددة بمواضع العمل واليدين.

وقد تكون حاكة وقد تكون نازة، وغالبا ما يصاحبها الاحمرار والشعور بعدم الراحة، وبعد التحسن يبدأ الجلد بالتوسف فيبدو وكأن عليه بودرة أو قشورا بيضاء والتي يخفيها أي كريم مهما كان نوعه، ولكن على ألا يكون مثيرا للحساسية.

وأما العلاج السببي فهو البحث عن السبب، وغالبا هو الصابون والمنظفات على اختلاف أنواعها، وننصح باستعمال كفوف أو قفازات قطنية 100% بيضاء ناعمة قبل الغسيل، على أن تكون طويلة وساترة للساعدين، ثم نضع فوقها قفازي نايلون أو بلاستيك، فالقطن يحمي اليد من البلاستيك والبودرة التي بداخله، والنايلون يحمي القفاز القطني من البلل، وبذلك يتم استعمال الصابون دون أذى منه أو من قفازات النايلون الواقية.

وأما العلاج العلاجي فإلى أن نعرف السبب لا مانع من استعمال المرطبات، وأما إذا كانت حاكة فقد تعطى المراهم الكورتيزونية، ولكن لمدة محددة، ومن المراهم الكورتيزونية الخفيفة (الهايدروكورتيزون 1%)، ومن المتوسطة (اللوكاكورتين) و(البتنوفيت)، ومن القوية (الديرموفيت)، ولكن يفضل استعمالها تحت إشراف طبيب، وذلك توثيقا للتشخيص وإشرافا على الكمية والكيفية.

وإن كانت حاكة فلا مانع من استعمال مضادات الهيستامين، ومن مضادات الهيستامين (الكلاريتين 10 مغ)، أو (الزيرتيك 10 مغ)، أو (الأورياس 5 مغ)، أو (الزيزال 5 مغ)، أو (التلفاست 120 مغ أو 180 مغ)، ومنها ما له تأثير مهدئ مثل (الهايدروكسيزين 10 مغ أو 25 مغ)، أو (الكلور فينيرامين مالييت 4 مغ)، وأي واحد من هذه المضادات يؤخذ مرة واحدة يوميا وعند اللزوم، كما يمكن المشاركة بين أكثر من نوع ولكن ليس في نفس الوقت، ويجب الانتباه إلى أنها لا تؤخذ مع الحمل إلا الدواء الأخير، ولكنه يسبب النعاس خلاف المذكورات السابقة.

وأما الاحتمال الثاني وهو الشرى الفيزيائي (Physical urticaria)، والذي قد يكون بسبب الحرارة أو البرودة أو الضغط أو الشرى الكولينيرجي الناتج عن الجهد والتعرق، وقد تظهر الحالة بعد الاستحمام بسبب حرارة أو برودة الماء، أو بسبب قوة ضغط الماء من الدش، أو بسبب الدلك والفرك بالليفة أو الكيس، ولذلك من الممكن تجنب الحرارة وتجنب الدلك، ومن الممكن أيضا تناول حبة مضاد هيستامين غير المنومة قبل الاستحمام.

وأما العلاج فينقسم إلى سببي وعلاجي؛ فأما العلاج السببي فيأتي في الدرجة الأولى، وهو تجنب السبب من ارتفاع أو انخفاض الحرارة، وتجنب الحركة المسببة للشرى، وتجنب الاحتكاك أو الضغط للجلد.

وأما العلاج بالدرجة الثانية فهو باستعمال مضادات الهيستامين التي ذكرناها أعلاه، وفي الحالات الأكثر إزعاجا قد تعطى أدوية أكثر تعقيدا مثل (الكورتيزون) أو (الدانازول) أو معدلات المناعة مثل (السايكلو سبورين) أو الأشعة فوق البنفسجية، ولكن كل هذه العلاجات تعطى فقط بيد الطبيب وتحت إشرافه وتحتاج إلى المتابعة.

وقبل كل شيء يجب توثيق التشخيص ومعرفة هل هو أكزيما أم شرى فيزيائي، وذلك من خلال الوصف السابق لكل من المرضين، وبعدها اتخاذ اللازم، كما يجب التأكيد على العلاج السببي والمعتمد أساسا على تجنب الأسباب لأي من الاحتمالين، وهذه الأسباب قد تزول وتعود فيزول المرض ويعود -كما ذكرت-.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات