السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أولا: أحب أن أبدي إعجابي الشديد من الموقع والعاملين عليه، داعيا الله أن ينفعنا به ويجعله في ميزان حسناتكم.
وأرجو أن تنفتح صدروكم لسؤالي، حيث إني في ضياع وهم، وجزاكم الله خيرا.
بدأت مشكلتي منذ 3 سنوات بعد أن تخرجت من الجامعة وأصبح عندي وقت فراغ كبير جدا من بعد العمل، وللأسف انغرست في الشهوات وأدمنت العادة السرية، حيث أصبحت أفعلها كل يوم، وبمعدل 3 مرات في اليوم، وأياما 7 أو 10 مرات، صدقوني أن هذا حدث، ولقد كنت أتمتع بصحة قوية جدا، وبعدها أصبحت أمارسها مرتين في الأسبوع، وأوقات 3 أو 5 مرات المهم أني طوال الثلاث سنوات لم أترك أسبوعا إلا وفعلتها، وأقل شيء مرتين في اليوم، وبعدها أصبحت مشتت الذهن ضعيفا لا أستطيع التفكير، وأصابني الوسواس، أصبحت أخاف بشدة من الموت والمرض.
وأصبحت قلقا دائما وزاد وسواسي وأصبحت مهموما، المهم أحسست بآلام في القلب وتحملتها، وأصبحت تلازمني، وذهبت للطبيب، وبعد الكشف قال إني سليم، وبعدها تحسنت بشكل كبير ولكنى لم أترك العادة!
وبعدها أصابني الوهم والوهن والضعف وأصبحت في حالة مزرية، وذهبت لأكثر من طبيب، ولكني لم أخبره عن العادة للإحراج وعملت تحليلا، كلها والحمد لله سليمة، ولكن توجد أنيميا وارتفاع في كرات الدم الحمراء.
أعتذر للإطالة ولكني في حيرة.
المهم والحمد لله بعد 3 سنوات جلست مع نفسي، وقررت التوقف وتوقفت عنها، وتحسنت طفيفا، وأنا الآن ممتنع عنها منذ شهرين، وهذه أكبر مدة امتنعت عنها.
أما الآن أحس بحرقان في البول في الصباح وآلام في جنبي الأيمن وثقل في رأسي، ولكنها تأتي وتذهب، المهم أني أريد أن أعرف ما مدى هذه الأعراض، وأريد أن أعود لحياتي الطبيعة، وجزاكم الله خيرا؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد .. حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد:
أحييك أخي الفاضل في اتخاذ هذه الخطوة الجبارة، والتي إن شاء الله ستكون بداية عهد جديد مليء بالسعادة الحقيقية بدل السعادة المؤقتة الزائلة.
أخي: أنت تحتاج جهدا إضافيا لاستمرار التخلص من هذا الجحيم، وأول ما يتبادر للذهن كحل لهذه المشكلة خاصة بعد أن تخرجت وعملت هو: لماذا لا تتزوج؟ هكذا وببساطة؛ فالزواج حل لهذه المشكلة وسعادة واستقرار، وإنشاء لأسرة قبل أن يسبقنا القطار فلا نقوى على مسئولية وأعباء تربية أبنائنا الذين هم رجال الغد.
وبودي أن أذكر أن الأعراض التي حدثت معك هي ليست بسبب ترك العادة السرية، بل على العكس تركها له أعراض الراحة والاستقرار.
وليس للحرقان في البول أو آلام الجنب أو ثقل الرأس أي علاقة بتركها من قريب ولا من بعيد، ولا مانع من عمل تحليل بول، ولا مانع من عمل مزرعة بول، وعلى ما أظن سيكون عندك حصوات صغيرة أو رمل يمكن علاجها بشرب الماء الكثير والتبول الكثير الذي سيساعد على طرح الرمال وغسل المجرى البولي، كما أنصح بعدم الإسراف بتنظيف مجرى البول بالدلك الخارجي للقضيب، بل اكتف بالغسل والتجفيف، وإن كان هناك أي شيء غير طبيعي في التحاليل فيمكن مراجعة طبيب المسالك للمتابعة، والأمر بسيط إن شاء الله
وقد أوردت في استشارة سابقة النص التالي فأرجو أن يكون مفيدا في مناقشة ما أنت عليه في السعي إلى الحياة الطبيعية:
فإن تركها نعمة أنعم الله عليك بها فلا تبخل بالشكر، لأنه بالشكر تدوم النعم
وعليك بمراجعة ما كتب عن حكمها الشرعي، وذلك في الاستشارات التالية: (469 - 261023 - 24312) وذلك لتحفيزك على الاستمرار على تركها والصبر.
ولا بأس بالاطلاع على أضرارها من خلال الاستشارات التالية: (2404 - 3858 - 24284 - 24312 - 260343)؛ لأن معرفة الأضرار قد تكون حافزا للترك.
وإن حدثتك نفسك بها فراجع الاستشارات التالية التي تعينك على تركها أو المحافظة على تركها أو كيفية التخلص منها: (227041 - 1371 - 24284 - 55119).
وما أقوله باختصار هو القول المشهور: (نفسك إن لم تشغلها بخير شغلتك بسوء)، فاشغل نفسك بخير تعفها عن السوء، وكذلك لا تنس الرياضة وعزائم الأمور والإنجازات المتعددة في مجالات الحياة المختلفة، فهي خير مما يسميه البعض حشيش الجنس الذي قد يؤدي إلى أكثر مما يفعله الحشيش الحقيقي، وذلك بتأثيره السلبي على حياة المدمنين العالقين بدوائره المعيبة التي تجر بعضها بعضا، وإن الكلمة الفصل في السعادة بعد تركها هي غض البصر؛ لأن إطلاق النظر على المحرمات هو السبيل الأكبر للوقوع في الاستثارة ومن بعدها قد تضيع الإرادة، وأنصح بعدم الحوم حول الموضوع لأنه يحرض الذاكرة، وبالتالي يغري بدل أن يعف.
وقد أوردت في استشارة سابقة لي النقاط العشرين التالية، فلعل فيها الفائدة حول التخلص من العادة السرية تحت رقم (234988).
طرق التخلص من العادة السرية:
1- الزواج (بأن ندعو الله أن يرزقنا ما فيه الخير لنا، ندعوه مخلصين ولنتذكر: {ومن يتق الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب}.
2- النية الصادقة بترك هذه العادة التي أثرت على نفسيتك، وبقوة النية والصدق بالترك تعمل بقية العوامل أدناه.
3- قوة الإرادة والثقة بالنفس، ويكون ذلك عن طريق التدريب.
4- الاستعانة بالله بالدعاء والتقوى.
5- الصلاة والسنن والنوافل، {إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر}.
6- مراقبة الله.
7- غض البصر وتجنب الاختلاط، فهما من أهم الأسباب المحرضة على التهيج.
8- الصيام: (من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء).
9- عدم الفراغ وذلك بوضع برامج متتالية لا تسمح للنفس بالتفكير بسفاسف الأمور، بل إنجاز وراءه التزام وبعده مشروع، وبينها تكليف، وبين ذلك وذلك جداول من الأهداف التي نحققها (الهوايات المفيدة – تعلم الكمبيوتر وعلومه – حفظ القرآن الكريم- دورات لغات – العمل في التدريس والحياة مع الجيل الجديد – التخطيط للمستقبل، وغيره من ملايين المشاريع).
10- عدم تهيئة الأسباب للوقوع في الخطأ، فمثلا: تكون وسائل البث والإعلام في أماكن مفتوحة وعامة كالصالة، ومنها التلفزيون والنت).
11- البدء بمشروع حفظ كتاب الله، فهو سيفيد بالثواب والتقرب إلى الله، وسيفيد بملء النفس إيمانا، وسيفيد بملء الوقت، وسيفيد بتحقيق الذات، وسيفيد بجعلك مستجاب الدعاء، فيستجيب الله لك دعاءك بالعافية والتخلص من العادات السيئة.
12- الخوف من الرياء: {أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون}
13- المسلمون وما يعانون منه يحتاجون نفوسا مخلصة تدعو الله لهم بالخلاص، فهل نكون نحن المتقين الذين يدعون للمسلمين، أم نتخلى عنهم حتى بالنفس الطاهرة التي تدعو الله بالفرج؟
14- الرياضة المنتظمة اليومية وبشكل مترق، وتسجيل أرقام قياسية متتالية وبدون كلل.
15- عدم الخلوة مع النفس وعدم تهيئة أسباب الخلوة.
16- الوضوء أغلب الأوقات.
17- عدم تحريض الذكريات، بل الاستعاذة لأدنى خاطرة محرضة على استثارة النفس.
18- التخلي قدر الاستطاعة عن البرامج التلفزيونية المهيجة والمثيرة.
19- البحث عن الصحبة الصالحة التي تذكر الإنسان بالله وبالعمل المثمر الجاد، وتجمتعان فيها على:
20- طلب العلم الشرعي.
وفي الختام: استعن بالله ولا تعجز، وابدأ حياة جديدة، واقعية، رياضية، مهنية، صحية، صحيحة، زوجية؛ وستجد الله خير معين لك للعودة إلى الحياة الطبيعية المنشودة التي فيها الراحة والاطمئنان {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.