السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
زوجي يقاطع والدته بسبب كرهها لي، والكلام الذي تلفقه علي، وصراخها في وجهي، ومعاملتها السيئة لي، حاولت أن أسايرها وأتحملها؛ لكني لم أستطع أن أتحمل؛ لأن الأمور خرجت عن السيطرة، كل ما أفعله أني أبقى في بيتي ولا أراها، ومع ذلك لم أسلم من لسانها، الذي يضايقني هو مقاطعة زوجي لأمه، فهذا يغضب الله، قلت له أن لا يقاطعها ولا فائدة، فماذا أفعل؟
لا يوجد بيننا أطفال حاليا، ولا أريد لزوجي أن يحاسب بسببها، زوجي رائع معي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ----- حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فقد أسعدني تشجيعك لزوجك على بر والدته، وسوف يجازيك الله بالخير، ولن ينسى لك الزوج وأهله هذه الموافق التي أرجو أن تثبتي عليها، واجتهدي في عدم الشكوى من والدته؛ لأنها والدة لك أيضا، وإذا كان زوجك رائعا معك فلا تبالي بمضايقة والدته لك، ولن يضرك كلامها، وسوف تنالي من أجرها مع كل خطأ تقع فيه معك، وقولي لزوجك لقد سامحت والدتك، وسوف أحتمل كل ما يحصل؛ لأنك رائع معي، وسوف تكتمل سعادتي بعودتك إلى والدتك والحرص على برها.
وحاولي تلطيف الجو مع والدته، وتجنبي أسباب غضبها عليك وعليه، ولا شك أنكم مطالبون بمزيد من الصبر عليها، وخاصة ابنها الذي ينبغي أن يدرك أن نجاته مرتبطة بصبره على والدته والإحسان إليها، والاحتمال منها؛ فهي والدته.
وأرجو أن يدرك زوجك أنه على خطر عظيم إذا استمر في مقاطعة والدته مهما كانت الأسباب، فإن الله سبحانه قال لمن يأمره والده بالشرك بالله وبالكفر به: (( وصاحبهما في الدنيا معروفا ))[لقمان:15] فكيف إذا تعلق الأمر بوالدة مسلمة وبسبب خلافات طبيعية قل أن تخلو منها البيوت؟
ليته علم أن استمراره في المقاطعة سوف يزيد من ألم والدته وعنادها.
وهذه وصيتي للجميع بتقوى الله، وها أنذا أكرر شكري لك على مواقفك، وأكرر نصحي لك بعدم إخباره بما تقابلك من الصعاب، وأبشري بالخير والثواب.
وبالله التوفيق والسداد.