احمرار الوجه والتعرق عند حضور الاجتماعات

0 402

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب أعاني من أعراض عند الحديث أو عند حضور الاجتماعات، وتظهر هذه الأعراض كاحمرار الوجه والعرق وارتجاف الأيدي والأرجل، علما أني أعاني من هذا المرض من 3 سنوات، ولا أستطيع أن أحضر الاجتماعات والحفلات والمناسبات، ولا أذهب للصلاة في المسجد، وأحب دائما أن أكسر هذا الحاجز ولا أستطيع، وعند القراءة أمام الناس أو الطلاب أحس بأني غير طبيعي، أتمنى يا دكتور تشرح وضعي وتوصف لي علاجا، لأني مللت من هذا المرض.

وجزاك الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

أخي! هذه الحالة إن شاء الله من الحالات البسيطة، وتسمى بقلق الرهاب الاجتماعي أو الخوف في المواقف الاجتماعية، وهي ليست دليلا على ضعف الشخصية أو قلة الإيمان، وهي مكتسبة -أي ربما تكون ناتجة عن ظروف أو حادثة معينة حدثت لك في وقت الصغر وأنت لم تلاحظها، أو قد تعرضت إلى نوع من الخوف، وهذا الخوف تجسد في داخل نفسك وبدأ الآن يظهر في شكل هذه الأعراض-.

أخي! علاج هذه المخاوف يتم بالمواجهة؛ والمواجهة أولا تكون في الخيال ثم تكون في الواقع، ونعني بالمواجهة في الخيال أن تجلس في مكان هادئ وأن تتأمل أنك في مواجهة وأنك لابد أن تتحدث أمام جمع من الناس به بعض المسئولين أو بعض الناس من كبار القوم وهكذا ... وأنت الشخص الذي يجب أن تقدم هذا العرض أمامهم.

أرجو أن تتخيل هذا الوضع لفترة لا تقل عن 20 دقيقة يوميا، وعليك أن تعرض نفسك في الخيال للأوضاع الأخرى مثلا تصور نفسك في الصف الأول من الجماعة، وتصور أنك تقوم بالصلاة في الجماعة وهكذا .... هذه كله من التمارين النفسية مهمة جدا.

وبعد ذلك يأتي التطبيق العملي، حاول أن لا تتجنب واذهب إلى هذه الاجتماعات وحاول أن تقابل الناس، ودائما ارفع رأسك وابدأ التحية وهكذا، هذا يساعدك كثيرا، وعليك -أخي الكريم – أن تعلم وتتأكد أن الناس لا تراقبك بالصورة التي تتصورها -هذا مهم جدا- فكثير من الإخوان والأخوات الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي يأتيهم الاعتقاد بأن الواحد سوف يسقط أمام الناس أو أنه يفقد توازنه أو أنه سوف يحرج أو أن الآخرين ينظرون إليه ويراقبونه..هذا شعور ليس حقيقيا، ولابد من إزالة الحاجز النفسي.

الشيء الآخر: الأعراض التي تحس بها في المواقف الاجتماعية هي أعراض مضخمة ومجسمة وليست في حقيقتها هذا أيضا أمر ضروري جدا يجب أن تعلمه.

نأتي بعد ذلك للعلاج الدوائي، هنالك أدوية ممتازة وفعالة جدا منها عقار يعرف باسم سيروكسات وهو من أفضل الأدوية، وجرعة السيروكسات هي نصف حبة يوميا ليلا بعد الأكل لمدة أسبوعين ثم بعد ذلك ترفع الجرعة إلى حبة كاملة ليلا لمدة شهر ثم ترفعها إلى حبتين أي 40 ملم من السيروكسات هي الجرعة المثالية لعلاج الرهاب الاجتماعي، وتستمر على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر ثم بعد ذلك تبدأ في تخفيض الدواء بمعدل نصف حبة كل شهرين ثم تتوقف عنه، والسيروكسات من الأدوية الفعالة والأدوية المثالية جدا ولا يسبب أي آثار جانبية فقط ربما يؤدي إلى تأخير في القذف لدى الرجل في بعض الأحيان وهذه حالة عارضة ولا تسبب أي عقم ولا تخل برجولة الرجل.

هنالك أدوية بديلة، فهناك عقار يعرف باسم زولفت وعقار يعرف باسم فافرين وعقار يعرف باسم إيفكسر، وهذه كلها إن شاء الله بدائل ولكن السيروكسات يعتبر هو الأفضل.

وأسأل الله تعالى أن ييسر لك الحصول عليه، وإن لم تحصل عليه فعليك بالبحث عن الفافرين أو الزولفت وجرعة الزولفت 50 ملم ليلا لمدة أسبوعين ثم ترفع إلى 100 ملم ليلا أي حبتين واستمر عليها لمدة ستة أشهر ثم تخفض الجرعة إلى 50 ملم أي حبة واحدة يوميا لمدة ثلاثة أشهر أخرى ثم توقف عن تناوله.

أما بالنسبة للفافرين، فجرعة البداية هي 50 ملم ليلا لمدة أسبوعين ثم ترفع الجرعة بمعدل 50 ملم كل أسبوعين حتى تصل إلى 200 ملم في اليوم، وهذه هي الجرعة العلاجية واستمر عليها لمدة ستة أشهر ثم بعد ذلك ابدأ في تخفيضها بمعدل 50 ملم كل شهرين حتى تتوقف عن العلاج، وهذه كلها خيارات علاجية ممتازة وفعالة.

أسأل الله تعالى أن يسهل لك الحصول على أحد هذه الأدوية.
وبالله التوفيق والسداد.
===============
وللعلاج السلوكي للرهاب يمكنك الاستفادة من الاستشارات التالية: ( 259576 - 261344 - 263699 - 264538 ) وكذلك تقوية الثقة بالنفس: ( 265851 - 259418 - 269678 - 254892 ).

مواد ذات صلة

الاستشارات