الزواج بين الاستخارة والأخذ بالأسباب

0 472

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عند صلاة الاستخارة لأمر ما مثلا لتقديم طلب عمل فهل يعتبر أن أقصد أي ألجأ إلى أحد معارفي أو أي شخص ليساعدني في ذلك من الاتخاذ بالأسباب أم لا؟ وأيضا في موضوع الزواج مع العلم أنني مخطوبة، والحال متوقف بسبب بعض المشاكل بيننا، فهل مهاتفته مثلا تعتبر من اتخاذ الأسباب أم لا؟ لأنه لا يحدثني من منطلق أن هذا حرام.

بصفة عامة أرجوكم أفيدوني في مسألة التوكل على الله والاتخاذ بالأسباب.
بوركتم وجزاكم الله عني كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ كريمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الاستخارة هي الدلالة على الخير ممن بيده الخير، وهي دعاء ولجوء لمن يملك الخيرات، وعلى المسلم أن يستخير ويستشير ثم يفعل الأسباب الأخرى أيضا ويتوكل على الكريم الوهاب، وعليه فلا منافاة بين الاستخارة وفعل الأسباب، وقد أحسن من قال ترك الأسباب جنون والتعويل على الأسباب خدش في التوحيد، والمسلم يفعل الأسباب ثم يتوكل على مسبب الأسباب الهادي إلى الخير والصواب.

ولا مانع من أن يطلب الإنسان المساعدة من إخوانه مع ضرورة أن يعتقد أن الأمور بيد الله وحده، وهذا ما أدركه رجل من السلف عندما دخل على أحد الولاة وقال له جئتك في حاجة قد سألتها ربي قبل أن آتيك فإن قضاها الله شكرناك وإن لم يقضها عذرناك – والإنسان يحتاج لإخوانه ويحتاجون إليه وقد أحسن من قال:

الناس للناس من بدو وحاضرة ** بعض لبعض وإن لم يشعروا خدم

أما بالنسبة للتواصل مع الخاطب فنحن نفضل أن يقوم بذلك بعض محارمك، فإن لم يتيسر ذلك فيمكن أن تكلميه بالهاتف في حضور بعض أهلك ومحارمك – لأن الانتظار للمجهول لا يفيد، والزمن يمضي ولابد أن يحدد رأيه بوضوح، والكلام معه ومناقشته بذل للأسباب واستيضاح لأسباب المشاكل، والتوكل يكون بعد بذل الأسباب كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (اعقلها وتوكل) والمتوكل هو الذي يغرس الحبة ويسقيها ثم يتوكل على الله.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه فإنه يجيب من دعاه ويحفظ من يحتمي بحماه، وأرجو أن تؤسس علاقتك على الوضوح.

وبالله التوفيق والسداد.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مواد ذات صلة

الاستشارات