السؤال
السلام عليكم.
مشكلتي تكمن في ولدي وابن عمه المتعلقين كثيرا ببعضهما، وعمرهما متقارب، وقد التحق ابني بمدرسة بجوارنا، والتحق ابن عمه بمدرسة خاصة، لكنه لم يوفق بسبب شقاوته، ولأنه كان يريد أن يكون مع ابني.
وفي العام الثاني جاءت به أمه ليدرس في المدرسة المجاورة للبيت مع ابني، لكنني كنت ضد هذه الفكرة حيث قلت لأمه يجب أن نفرق بينهما ولو في القسم، ولكن ولدها صمم أن يكون مع ابني وفي قسم واحد، فجاءتني وأسمعتني كلاما ضايقني كثيرا بأنني ضعيفة الشخصية، وأنني أود أن أفرق بين أبناء العم، مع أنني قلت لها: أنهم سيظلون أحبة في البيت بعيدا عن المدرسة، ولكنها رفضت رغم أنها هي التي فرقت بينهم في البداية، وتعمل جاهدة لأن يكون ابنها الأفضل، وقد تألمت نفسيا مما حدث، ولم أستطع أن أدافع عن نفسي لأنني ضعيفة الشخصية.
فانصحوني وأعطوني إرشادات نفسية تقوي من معنوياتي.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Samia حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن السكوت هو أبلغ الردود، وننصحك بأن تقتربي من طفلك، وحاولي تصويب أخطائه ومراقبة أحواله من طرف خفي، وحاولي إعطاءه جرعات من الأمن والتقدير والاحترام والاهتمام، وحاولي أن تجعلي نيتك صافية، واعلمي بأن الإنسان يعطى على قدر نيته، ولن يتضرر طفلك بحول الله وقوته.
وأرجو أن يعلم الجميع أن قوة الشخصية لا تكون بالقدرة على الشتم والتطاول على الناس، بل من صفات قوي الشخصية أن يملك نفسه عند الغضب، فليس الشديد بالصرعة ولكن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم، والذي يقهر نفسه أعظم من الذي يفتح مدينة.
وليس في تعلق الأطفال ببعضهم في هذه السن خطورة كبيرة، وغدا سوف يكون لكل منهم أصدقاء؛ لأن فرصة الروضة والمدرسة لم تكن متاحة لهم، وسوف يتغير الوضع بحول الله وقوته، وليس هناك داع للانزعاج، ونحن نتمنى أن تتمكنوا من المحافظة على العلاقات الأخوية والأسرية، ولن يتضرر ابنك من مجيء ذلك الطفل إلى مدرسته.
ونحن نتمنى عدم تصعيد هذه المشكلة، وكوني أنت الأعقل والأفضل، وكم نحن سعداء بتواصلك مع الموقع، ونسأل الله أن يقدر لك ولولدك الخير، ومرحبا بك مجددا.
وبالله التوفيق والسداد.