نصيحة لشاب يريد الزواج من غير بلده

0 520

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنا شاب عمري (30) عاما، ورغم تمكني المادي إلا أنني منذ خمس سنوات لم أتمكن من الاهتداء إلى فتاة مناسبة للزواج، فلقد خطبت فتاة من بلدي ودامت خطوبتنا عاما ثم انتهت بالانفصال لأسباب تافهة، وعاد إلي هم البحث المعسر، ويئست تماما -دون مبالغة- من بنات بلدي ومن عائلات بلدي ومن جامعاتها، فالتراجع في المستوى الديني والاجتماعي للعائلات واضح جدا وصار من المظاهر المنتشرة، ويظهر ذلك من طريقة اللباس وطريقة التفكير والمطالب إلا ما رحم ربي.

وبطريق الصدفة رأيت فتاة أجنبية (تركية) تتكلم العربية بشكل لا بأس به، وهي طالبة علم تدرس الدين الإسلامي في أحد مساجد دمشق، وقد لفتني إليها حشمتها وسمتها عدا جمالها المقبول، فطرحت الفكرة على أهلي فترددوا دون ممانعتهم لمثل هذه الخطوة، ولا أعرف إن كانت هذه مجازفة مجدية أم لا!؟ فلم أعثر في منطقتي أو عائلتي على مثل ذلك الزواج حتى أقيس عليه، فهل من الممكن أن يتم مثل هذا الزواج ويكتب الله له الديمومة والاستمرار؟

علما بأن بلدي متاخمة لحدود بلدها، والسفر إليها يطول عن التنقل بين محافظات بلدي بقليل، ولكنها تعد أجنبية، رغم كل ما سبق، فهل سيفشل الزواج منها لكونها غريبة ولا أعلم عنها شيئا؟

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمران حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الزواج الناجح يقوم على تلاقي الأرواح التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنها جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف، فإذا وجدت في نفسك قبولا وارتياحا للتركية ووجدت في نفسها مثل ذلك فإن هذا مؤشر طيب جدا، ودليل على أن احتمالات النجاح كبيرة، خاصة مع رجل كرر البحث في بيئته فلم يجد من تناسبه، والمسألة قبل ذلك وبعده بقضاء وقدر.

والمسافة بين بلدك وبلدها ليست طويلة وكذلك هناك تقارب وتشابه في طريقة المعيشة ولن تكون هناك إشكالات من هذه الناحية، ومن حق الفتاة وأهلها أن يتعرفوا على أسرتك، ومن حقك أن تتعرف على أهلها وأسرتها؛ لأن الزواج رحلة طويلة وليس مجرد لقاء عابر.

ولا شك أن مثل هذا الزواج له مميزات وقد تنتج عنه ذرية فيها تميز، لأنها تأخذ من بيئات وعادات مختلفة في الإطار الإسلامي، وقد أسعدني أيضا أن الطالبة تدرس علوما شرعية، وهذه أيضا ميزة إضافية في تلك الفتاة.

وقد كنت أتمنى أن تذكر لنا معالم شخصيتك ومؤهلاتك وطبيعة وضعك في الأسرة والظروف الخاصة بالأسرة وقدراتك المالية، ولم يتضح لنا أسباب فشل المحاولات السابقة، وما هي الأسس التي تختار على ضوئها بالإضافة للناحية الشرعية، وسوف نكون سعداء إذا وصلتنا إيضاحات لما ذكر أعلاه.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إلى الله، وعليك بالاستخارة والاستشارة فإنه لن يجيب من يستخير ويستشير، وأرجو أن تتخلى عن الصفات المثالية جدا فإنك لن تجد امرأة بلا عيوب كما أنك لا تخلو من العيوب، وكفى بالمرء نبلا أن تعد معايبه.

ومن الذي ما ساء قط ومن الذي له الحسنى فقط

ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات