كيف أستطيع أن أقيم الأمور على حقيقتها؟

0 31

السؤال

السلام عليكم.
بارك الله في موقعكم الرائع.

أنا شاب لدي طموحات كبيرة وأهداف أريد تحقيقها، ولكن دائما هناك عقبات، وأرى أن أكثر العقبات التي تواجهني في الحياة هو من فهمي الخاطئ للأمور، ولا أرى الأشياء على حقائقها، وسؤالي: كيف أستطيع أن أرى الأشياء على حقيقتها؟

ثانيا: دائما ما أرى نفسي وحدي ولا يشاركني أحد في أفكاري وأهدافي، فمثلا: أنا جدي في التدريس وأحب التلاميذ جدا، ودائما أحاول أن أقدم الأفضل لهم، ولكن ينظر لي أنني معقد ومثالي وغير واقعي، ومع هذا لم تؤثر علي نظرات وكلام الناس؛ لأني أجد سعادة كبيرة جدا في تدريسي، وأحقق نجاحات فريدة على مستوى المدرسة، والسؤال: متى أستطيع أن أصف نفسي بأني غير واقعي؟

الآن أريد أن أدرس الماجستير -إن شاء الله- من جهة، وأحتاج للعمل مع شركة خاصة لكي أحصل على المال، لكي أكون نفسي وأتزوج، ولا أحب أن أترك تلاميذي، ومن ناحية أخرى لم أجد الإنسانة التي تحمل نفس أفكاري، ولها نفس أهدافي، وأخاف أن أتزوج بفتاة تضحك مني، وخاصة أن أكثر فتيات اليوم لا يهمهن سوى المظاهر والمال، وما إلى ذلك، وأنا أحتاج زوجة صالحة تقف معي وتشجعني على تحقيق أهدافي، فكيف أوفق بين هذه الأشياء؟ علما أني أرغب كثيرا بالزواج، ولكن لم أجد من تناسبني.

لقد ضاعت مني السنوات، والآن أريد أن أكسب كل دقيقة في الخير، وأريد أن أشارك في جمعيات خيرية، ولكن بعض هذه الجمعيات تابعة لأحزاب وأنا لا أريد أن أرتبط بحزب يملي علي ما أفعله، أريد أن أكون حرا، ولكن في نفس الوقت أرى العمل الجماعي هو الأفضل، ولكن لم أجد الجماعة التي توافقني.

خلال سنتين من التدريس في الابتدائية تأكدت أن بإمكاننا التغيير الكبير ولو بجهد بسيط، فقط إذا كان معها الإخلاص، نعم الإخلاص، وإن بلدي يحتاج للمخلصين، فأرجو أن ترشدوني، وأنا أحترم جدا رأيكم.

وشكرا لكم، وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عماد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بصاحب الطموح العالي، وهكذا ينبغي أن يكون المؤمن؛ لأنه يرتبط بالله ويثق به سبحانه، وإذا طلب الإنسان من الله فعليه أن يطلب الأعلى والأفضل، وها هو نبي الله سليمان -عليه السلام- يتوجه إلى الوهاب قائلا: (رب اغفر لي وهب لي ملكا)[ص:35]، وذلك دعاء الأخيار في كتاب ربنا: (واجعلنا للمتقين إماما)[الفرقان:74]، وها هو رسولنا -صلى الله عليه وسلم- يحثنا على طلب المعالي في السؤال حين قال: (إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنها وسط الجنة و أعلاها و فوقها عرش الرحمن و منها تفجير أنهار الجنة).

وما أحوجنا إلى الشباب الطموحين، وقد أحسن من قال:

إذا كانت النفوس كبارا ** تعبت في مرادها الأجسام

ويؤسفنا أن يعيش صاحب الطموح العالي غريبا بين الناس في زمان فترت فيه الهمم، ولكن أصحاب الهمم العالية لا تؤثر فيهم المثبطات، ولا يلتفتون لكلام الناس، ويعتبرون ذلك عقبة تقابلهم في طريق النجاح، وهم أكثر من يستفيد من الأخطاء فلا يلدغون من ذات الجحر مرتين.

ولا داعي لليأس، فإنك ستجد في النساء أيضا من لها همة عالية وطموح كبير، وقد يحتاج الأمر إلى بحث، لكنك في آخر الأمر سوف تجد، وما قارب الشيء أخذ حكمه.

وقد صدقت، فإن الإصلاح سهل متى ما وجد المصلحون المخلصون الصادقون، وهذه الأمة فيها خير كثير.

أما بالنسبة لطلابك: فعليك بتشجيعهم وشحذ هممهم، وسوف ترى منهم ما يسرك.

وهذه وصيتي لك: بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء والاستعانة به والتوكل عليه، بعد فعل الأسباب، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات