السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أستخدم سيروكسات من شهر أغسطس 2007 لأني أصبت باكتئاب بعد الولادة، ومن تاريخ 21/ 5 خففت الجرعة إلى 30 سيروكسات بعد أن كنت أتناولها بمقدار 40 سيروكسات، وفي تاريخ 11/ 6 أصبحت أتناولها بمقدار 20 (وأنا أتابع مع الدكتور)، وأريد أن أعرف متى أستطيع تخفيفها إلى عشرة ملم جرام، وكيف أستطيع إيقافها؟ لأني سمعت أنها إدمانية، وهل طريقتي في إيقافها صحيحة؟ وهل من الممكن أن أصاب بانتكاسة؟ وهل من الممكن أن أفكر في الإنجاب بعد إيقافها؟ وهل الجلسات النفسية مفيدة؟
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جنات حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
أنت الآن على العلاج لفترة تسعة أشهر تقريبا، وهذه تعتبر فترة كافية ومعقولة – خاصة إذا كانت هذه هي النوبة الأولى للاكتئاب النفسي – وما دمت قد شعرت بالتحسن فيمكنك – كما تفضلت – أن تتوقفي عن الدواء تدريجيا.
هذا المنهج الذي تنتهجينه الآن هو منهج صحيح، فأنت الآن على جرعة عشرين ملجم – حبة كاملة - من الزيروكسات، ويمكنك بعد مرور أسبوعين من الآن أن تخفضي الجرعة إلى نصف حبة – عشرة مليجرام – واستمري على ذلك لمدة شهر، ثم بعد ذلك خفضي الجرعة إلى نصف حبة يوما بعد يوم، ثم يمكنك التوقف عن تناوله.
من الأشياء التي تساعد في ألا يحس الإنسان بأي آثار انسحابية، هي ممارسة الرياضة خاصة في فترة التوقف عن الزيروكسات. فأتمنى أن تجدي الفرصة في ممارسة أي نوع من الرياضة تناسب المرأة المسلمة.
بالنسبة لمدى إدمانية الزيروكسات فأرجو أن أوضح بعض الحقائق، فهذا الدواء ينتمي للأدوية المضادة للاكتئاب، وهو في الحقيقة دواء ليس إدمانيا ولكنه يسبب بعض الأعراض الانسحابية، والدواء لا يمكن أن يطلق عليه إدمانيا إلا إذا كان يحتاج الإنسان لجرعة أكبر منه حتى يتحصل على نفس الفعالية، بمعنى:
إذا كان الإنسان يتناول أحد الأدوية بجرعة عشرة مليجرام – على سبيل المثال – وقد تحسن بصورة ممتازة على هذه الأدوية، ولكن شعر بعد ذلك أن الدواء ليس مفيدا له، وحين رفع الجرعة إلى عشرين أو ثلاثين ملجم شعر أن هنالك فائدة، فاضطر بعد ذلك أن يرفع الجرعة إلى خمسين وإلى ستين ملجم وهكذا حتى يتحصل على فائدته.. هذه هي إحدى الخصائص الإدمانية.
والخاصية الثانية هي بالطبع الآثار الانسحابية، ولكن الآثار الانسحابية للزيروكسات هي نوع خاص، وليست دليلا على أن هذا الدواء إدماني، ولكن فقط يتطلب التدرج في التوقف عنه، وأعتقد أن منهجك هو منهج صحيح.
أما بخصوص ما ورد في سؤالك: هل من الممكن أن أصاب بانتكاسة أخرى؟
الجواب: نسأل الله ألا يحدث لك ذلك، ولكن نعرف أن نسبة الانتكاسة - بالنسبة للاكتئاب – هي حوالي ثلاثين إلى أربعين بالمائة، خاصة إذا كان الإنسان لديه تاريخ أسري، بمعنى أن أحد أفراد الأسرة مصاب بالاكتئاب، ويعرف عن اكتئاب ما بعد الولادة أنه غالبا لا يحدث مرة أخرى، ولكن هنالك فرصة عشرة إلى عشرين بالمائة أن يصاب الإنسان بالانتكاسة، ويعرف أن هذا الاكتئاب يأتي في أغلب الحالات عند الولادة الأولى.
فأرجو ألا تعيشي تحت قلق التهديد والتوقع بأنك سوف تصابين بنوبة أخرى، فوضي أمرك إلى الله، وعيشي حياة إيجابية، فأنت لديك ما تقومي به حيال بيتك وأطفالك وزوجك، وهذه كلها حقيقة أمور إيجابية يجب أن تدفع الاكتئاب بعيدا عنك.
نأتي إلى الجلسات النفسية، الناس لديهم اعتقاد أن الجلسات النفسية هي أمر خاص جدا.. والجلسات النفسية يمكن أن تكون حتى على نطاق الأسرة حتى مع صديق من الأصدقاء، لو أجد إنسانا أثق فيه وأتحاور معه وأناقش معه صعوباتي ومشاكلي في الحياة، فهذه هي الجلسات النفسية، ولكن هنالك بالطبع نوع من الجلسات والفنيات العلاجية النفسية الخاصة لا يقوم بها إلا المختصون، ومنها العلاج المعرفي على سبيل المثال.
أنت إذا كانت حياتك مستقرة – وأنا أتصور ذلك – وليس لك صعوبات زوجية أو اجتماعية، فلا أعتقد أنك في حاجة لأي نوع من الجلسات النفسية.. عيشي الحياة بكل ارتياح ورحابة وتفاؤل، وعليك بالطبع أن تديري وقتك بصورة صحيحة، وعليك أن تكوني أكثر قربا لله تعالى، هذا كلها أنواع من الدعامات النفسية القوية التي تهزم الاكتئاب.
أرجو ألا تعيشي مطلقا تحت تهديد الاكتئاب أنه سوف يأتيك مرة أخرى، لن يأتي - إن شاء الله تعالى – وهو بحمد الله قد انتهى وهزم، والآن توجد طرق ممتازة وفعالة جدا لعلاج الاكتئاب النفسي.
أسأل الله لك التوفيق والسداد.