الامتحان والمناظرة .. وقلة الثقة بالنفس

0 334

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
منذ نويت المشاركة في مناظرة أصابني مرض كثرة التبول وأحيانا آلام الرأس والأرق هذه السنة، وبسبب توجيهاتكم خف المرض كثيرا، لكن مع الأسف أصبت بنوع من الكسل والملل، في الكتابي كالعادة نجحت، أما في الشفهي فقد أصابني نوع من الانهيار النفسي والقلق، نتج عنه عودة المرض والأرق ولم أنجح في الشفهي.

السنة القادمة سأشارك في الماجستير وأخشى ما أخشاه عودة المرض بسبب الإرهاق، أو بقاء حالة الكسل التي أصابتني، أنجع دواء وصف لي هو Deroxat وDogmatil مع العلم أن ثمنهم غال نوعا ما، لكن في سبيل النجاح كل شيء يهون.

الذي أطلبه منكم نصائح عامة إضافة إلى الأغذية والأعشاب التي تحميني من المرض والإرهاق وتقوي ذاكرتي بإذن الله.
جزاكم الله كل خير.
والسلام عليكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

نسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

لابد أن تقوم بنوع من التغيير المعرفي، وهو أنك في أوقات المواجهة يجب ألا تتخيل أن الأمور بالصعوبة التي تتصورها، أنت أمام بشر وليس أكثر من ذلك، وهذا القلق الذي يصيبك هو قلق ظرفي ويجب أن تجري حوارا مع نفسك وتقول: (لماذا أقلق ولماذا أخاف؟ يجب أن أحقر هذا الموضوع ويجب أن أثق في نفسي، أنا لدي المقدرات ولدي الطاقة ولدي القدرة أن أجتاز مثل هذه المقابلة).

وعليك أن تجري نوعا من العلاج المعرفي في الخيال بأن تتصور نفسك أنك تقوم بهذا الامتحان الشفهي وأنك قد سئلت الكثير من الأسئلة وأنك بفضل الله تعالى قمت بإجابتها دون أي صعوبة ودون أي مشكلة.

ونصيحتي لك أيضا أن تجري نوعا من التمارين فيما يخص هذه الامتحانات، فيمكنك أن تستفيد من زملائك ويقومون بسؤالك وإجراء امتحان شفهي لك مثل الذي يحدث في وضع الامتحان الحقيقي، وهكذا.

القصد هو أن تعرض نفسك في الواقع وفي الخيال لمثل هذه المواقف التي تحس فيها بالرهبة.

أما بالنسبة للعلاج فالزيروكسات هو من أفضل الأدوية - ونسأل الله تعالى أن ييسر لك أمر الحصول عليه - وإذا كانت التكلفة المالية فوق طاقتك فيمكنك استبداله بالأنفرانيل وهو دواء رخيص الثمن وهو أيضا فعال وإن كانت لا تصل فعاليته لفعالية الزيروكسات - أو الديروكسات - وجرعة الأنفرانيل هي خمس وعشرون مليجراما ليلا لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة بعد ذلك إلى خمسين مليجرام ليلا، وبعد شهر ترفع الجرعة إلى خمس وسبعين مليجرام، ويمكنك أن تستمر على هذه الجرعة لمدة تسعة أشهر، ثم تخفضها بمعدل خمس وعشرين مليجرام، كل ثلاثة أشهر، ولكن الديروكسات سوف يظل هو العلاج الأفضل.

أما بالنسبة للنصائح العامة فهي:
أولا: إجراء التغيير المعرفي، والتغيير المعرفي - كما ذكرت لك - أن تحقر مواقف الخوف والقلق وأن تقارن نفسك بالأشخاص الذين يواجهون ويقومون بالخطابة أمام الآخرين، وحاول أن تتخذ قدوة من الذين هم أكثر قدرة على المواجهة من زملائك.

ثانيا: أن تقوم بالمواجهات الجماعية غير المباشرة مثل الحرص على ممارسة الرياضة الجماعية وحضور حلقات التلاوة أيضا تساعد الإنسان كثيرا.

ثالثا: أن تستفيد من الوقت أو تنظم وقتك وأن تدير وقتك بصورة صحيحة، هذا أيضا يعطي الإنسان الثقة في نفسه.

رابعا: التفكير الإيجابي العام، فيجب على الإنسان أن يوازن بين ما هو سلبي وما هو إيجابي وفي نهاية الأمر سوف يجد أن الإيجابيات هي الأكثر وهي الأغلب، وهذا بالطبع يؤدي إلى تغيير معرفي إيجابي يساعد الإنسان كثيرا.

أما بالنسبة للأغذية فعليك أن تتناول الغذاء المتوازن، أي الغذاء الذي يحتوي على المكونات الرئيسة وهي: البروتينات والدهنيات والسكريات، وهذه بالطبع موجودة في اللحوم وفي الخضر وفي الألبان.

أما بالنسبة للأعشاب فحقيقة يذكر البعض أن عشبة (الناردين) تفيد وكذلك عشبة (القديس جون) فقد ذكر أنها تفيد في علاج الخوف والقلق وكذلك الاكتئاب، ولكن حقيقة لا أستطيع أن أجد ما يوثق ذلك علميا.

الإرهاق وضعف الذاكرة يتحسن دائما بممارسة الرياضة وأخذ القسط الكافي من الراحة..

إذن كما نصحتك بالرياضة من أجل مواجهة الرهاب والخوف والقلق أنصحك أيضا بممارسة الرياضة من أجل زيادة طاقاتك الجسدية ورفع درجة اليقظة والانتباه لديك وتقوية الذاكرة.

أيضا قراءة القرآن الكريم بكل تمهل وتؤدة أيضا تساعد على الذاكرة فكن حريصا على ذلك، وعليك أيضا أن تقرأ موضوعات قصيرة وتقوم بتكرارها، فهذا أيضا يساعد على تقوية الذاكرة، وحاول أن تركز على موضوع واحد في وقت واحد، هذا أيضا يساعد في تقوية الذاكرة.
وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات