السؤال
أنا محرومة من حنان الأم، وأمي قاسية جدا، وعمرها ما حضنتني، وما أسمع منها إلا كلاما قاسيا، ومعاملة قاسية، وظلما، ومنذ كنت صغيرة أتمنى أحدا يحضنني ويحن علي ويهتم بي، إلى الآن وأنا أشعر أني ما زلت محتاجة لهذه الحاجات، وحين أرى أما تحضن بنتها أتمنى أكون مكانها، وقلبي يتقطع، أتمنى واحدة من صاحباتي وهي بمنزلة أختي، وأنا أحبها في الله، وهي كذلك تحضنني وتهتم بي وتحن علي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ واحد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله أن يرزقك بمن يعوضك العطف والحنان، فاشغلي نفسك بطاعة الرحيم الرحمن، واحشري نفسك مع الصالحات في مراكز القرآن، ومرحبا بك في موقعك بين الآباء والإخوان.
ونحن بلا شك لا نؤيد الوالدة في قسوتها ولا في بخلها بعواطفها، ولكننا مع ذلك ندعوك لالتماس العذر لها، وذلك لأن كثيرا من الآباء والأمهات يحبون أولادهم لكنهم لا يجيدون إظهار العواطف رغم وجودها، وهناك من لا يظهر شفقته إلا عند مرض أبنائهم أو تعرضهم للأزمات، وهذا بلا شك خلل كبير لكنه موجود بكل أسف.
وأنت -ولله الحمد- أصبحت عاقلة وفي عمر من تستطيع أن تتفهم الأمور، ولذلك فنحن ندعوك للاقتراب من الوالدة ومحاولة البر لها والشفقة عليها والإحسان إليها، وأنت بذلك مأجورة مهما كان رد الفعل المتوقع، وعليك بكثرة الدعاء لنفسك ولها، وأرجو أن تجدي في الخالات والعمات من تستطيع أن تتفهم احتياجاتك، ونوصيك بالانتباه لأشقائك الصغار وتوفير الجرعات المفقودة لهم.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ومرحبا بك في موقعك بين آبائك وإخوانك، وأرجو أن تشغلي نفسك بالطاعات والتقرب إلى رب الأرض والسماوات، فإنه يدفع السوء ويجلب الخيرات، ونسأل الله أن يسهل أمرك وأن يصلح حالنا وحالك.
وبالله التوفيق.