السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أود أن أطرح مشكلتي مع والدتي، فهي تتعامل معي بطريقة تختلف تماما عن تعاملها مع إخوتي، فهي تتحدث معي فقط عندما تريد مني أن أعمل لها شيئا، لأني عندما أحكي لها مشاكلي وهمومي فهي تسخر مني وكأني أبالغ في تصرفي، لكنها لا تسأل عني أبدا عندما أكون مريضة..لا تقل بأني أبالغ، فهذه الحقيقة، وأنا أعي ما أقول تماما.
وصلت لهذا والعمر وأنا ألاحظ تعامل الأمهات يختلف تماما عن تعامل أمي معي أنا بالذات، فأشعر أحياننا بأنها تتجاهلني برغم أني أطيعها في كل ما تقوله ولا أعصي لها أمرا.
في الآونة الأخيرة بدأت أتضايق من تصرف قامت به أمي، ألا وهو: عندما طلبت من والدي مالا كنت بحاجة شديدة إليه فقامت بافتعال المشاكل بيني وبين والدي، وذلك بأن جعلتني أندم على المال الذي أخذته، مع أن أخواتي يطلبن ويخرجن أكثر مني، أنا لا أشعر بوجود والدي في حياتي، حتى إني أعاني من ضعف شديد في النظر وأود أن أعمل عملية الليزر لكن أمي ترفض مع أن أخي قد قام بها قبلي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ حساسة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يصلح ما بينك وبين أهلك وأن يعينك على برها وأن يرزقك رضاها في الدنيا والآخرة.
وبخصوص ما ورد برسالتك فإنه لأمر غريب حقا أن تكون منبع الحب ومصدر الحنان هي في نفس الوقت التي تظن أو تبخل بالحب على أقرب الناس إليها، ولذلك أنا أخشى أن يكون كلامك فيه بعض المبالغة، وليس القصد تكذيبك؛ لأنه من الصعب علي شخصيا توقع مثل هذا أو تصور وقوعه، فالأم تضحي بكل ما تملك من أجل إسعاد أولادها، وأهم شيء في حياتها هو أولادها، وعموما إذا كان الأمر كما ذكرت فمما لاشك فيه أنه ما من تصرف مهما كان إلا ووراءه سبب أدى إليه، وكما قالوا: إذا عرف السبب بطل العجب، لذا أتمنى أن تطلبي منها أن تجلسوا معا جلسة خاصة وحدكما، والأفضل أن تكون بعيدة عن البيت إن أمكن، المهم أن تكونا وحدكما واطلبي منها أن تفتح صدرها لك وأن تعطيك فرصة لتقولي ما في نفسك وتعرضي وجهة نظرك، ثم تذكري ملاحظاتك عليها بكل أدب وتواضع واحترام، وإذا قاطعتك فاطلبي منها بأدب أن تعطيك فرصة لعرض وجهة نظرك وإخراج ما في قلبك، وقولي لها: إذا لم تسمعيني فمن يسمعني يا أمي؟! ثم ابدئي في عرض كل ما في نفسك، وبعد ذلك اسمعي منها وجهة نظرها، وأنا واثق من أن هذا الاجتماع سيكون مفيد جدا، حتى ولو لم يؤد إلى فائدة تذكر فيكفي أنكم استمعتما لبعضكما وجلستما وحدكما عن قرب، وبذلك يمكنكما وضع خطة جديدة للتعامل والتفاهم، وأوصيك أولا وآخرا بالصبر عليها والإحسان إليها والاجتهاد في كسب رضاها حتى وإن عاملتك بخلاف ذلك.
والله ولي التوفيق.