ضرورة فهم شخصيات الآخرين قبل بناء صداقات معهم

0 499

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة، والسلام على نبينا وحبيبنا خير خلق الله محمد صلى الله عليه وسلم.
ثم أما بعد:

فأنا شاب في 22، توبتي إلى الله عز وجل كانت لثلاثة أسباب، من بينها: الإعجاب برجل ملتزم في الـ30 ومحبته في الله، لدرجة أنني أستطيع التضحية بحياتي من أجله؛ لأنه لا قيمة لهذه الدنيا، أما محبة أخ في الله ولوجه الله فبمحبتي له ذقت فعلا طعم حلاوة الإيمان، وعشت أسعد أيام حياتي، ولفترة بعد تعرفي لهذا الشاب الكريم حفظه الله أصبحت أحادثه كلما التقينا لصلاة الفجر أو غيرها من الصلوات لدرجة وكما قلت فقد تعلقت به كثيرا لدرجة أنني أفضله على إخوتي الأشقاء، وهي شهادة المحبة في الله، والمشكل في الأمر أنه أخبرني وهو في حالة غضب أنني تدخلت في أموره الشخصية، وقد حصل هذا فعلا وذلك بطرح أسئلة غير متعمدة، ولم أقصد ذلك، والآن هو لا يكلمني أبدا وبتاتا وأنا أتقطع من هذا! وقد ندمت فعلا على ما بدر مني عن غير قصد، وكلما ذهبت لأكلمه وأفاتحه في الموضوع غضب مني، مع العلم أنني طلبت منه السماح، وسامحني إلا أنه لا يكلمني.

فهل هذا ابتلاء بأن أحب الناس لي بعد والدي لا يكلمني وأنا أحبه في الله لدرجة أنني كلما تذكرت اللحظات السعيدة معه أجد نفسي أبكي؟

وماذا أفعل رجاء لتعود الحال كما كانت؟ والله والله والله أنا أحبه في الله وأدعو له بظهر الغيب، والله أدرى وأعلم بي. وشكرا أخوكم عبد الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

فإنك تؤجر على حبك له وتثاب على الدعاء له بظهر الغيب، ونسأل الله أن يرد الأمور إلى صوابها وأن يبعد عنك كيد الشيطان الذي همه أن يغرس العداوة والبغضاء، وقد يئس هذا العدو أن يعبده المصلون ولكن رضي بالتحريش بينهم.

وكم تمنينا أن لا يستعجل إخوتنا عندما يؤسسون علاقات أخوة وصداقة؛ لأن الدخول إلى نفس أي شخص دون خطوات مرتبة ومدروسة يكون له آثار سلبية، ولا شك أن الأمور سوف تتحسن.

ولكن قد تحتاج لبعض الوقت، فحافظ على وقارك وتجنب الحديث عن ذلك الشخص، وهون على نفسك خاصة بعد أن قال لك سامحتك.

وهذه نصيحة لك ولمن يريد أن يتعرف على الناس بضرورة فهم نفسيات كل شخص ومحاولة التعرف على الأمور التي تسعده والأمور التي قد تسبب له الضيق، والإنسان مدني بطبعه ووجوده في جماعة له ثمن ويحتاج إلى صبر؛ لأنه يقابل أصنافا وألوانا من البشر، والمؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، وأرجو أن تشغل نفسك بطاعة الله، واعلم أنه ما حدث إلا بذنب أحدثه أحدكما، فاستغفر وتب إلى الله، وأبشر بصلاح ما بينك وبين الناس، ونسأل الله العظيم أن يغفر الذنوب ويؤلف بين القلوب.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات