السؤال
أنا شاب بعمر 18 سنة، وقد وقعت في ذنب الزنا في نهار رمضان، علما بأني كنت مفطرا قبل الوقوع في الذنب، وقد أصابني ندم شديد وتبت وأصبحت أصلي وأقرأ القرآن بانتظام، فهل يغفر الله لي؟ ولم أخبر أحدا بهذا الذنب إلا مرة واحدة في زلة لسان أمام صديق وندمت ندما شديدا، ولم أعرف كيف نطق لساني بهذا الذنب، فهل تعتبر هذه مجاهرة بالذنب؟ وهل تغفر لي؟ وضميري يعذبني كل لحظة وحياتي أصبحت جحيما فأرشدوني.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يحيى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إننا ندعوك لأن تستر علي نفسك، واحرص على أن تتوب لربك، وأبشر فإنه يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات، بل إنه سبحانه يفرح بتوبة من يتوب إليه، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، والله سبحانه يقول في كتابه: (( وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى ))[طه:82]، ويقول في كتابه: (( والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما * يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا * إلا من تاب... ))[الفرقان:68-70] ، وفي هذه الآية بشارة بأن صدق التوبة والإخلاص فيها يحول السيئات القديمة إلى حسنات.
لا يخفى على أمثالك أن الزنا من أكبر الكبائر وأعظم الذنوب بعد الشرك بالله وقتل النفس التي حرم الله، كما أن الذنب يعظم ويعظم إذا حصل في الأوقات الفاضلة والمواسم المباركة والبقاع الطاهرة، ولكن التوبة الصادقة تمحو الذنوب وتجلب رضوان علام الغيوب.
إذا ذكرك الشيطان بتلك الخطيئة فجدد التوبة فإن ذلك يغيظه، وأكثر من الاستغفار فإن ذلك يحزنه، وأكثر من السجود لله فإن ذلك يجعله يبكي ويتحسر ويقول: (أمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة، وأمرت بالسجود فلم أسجد فدخلت النار).
حتى تعان علي الثبات والخير والاستقامة فإننا ننصحك بالآتي:
1. كثرة اللجوء إلى الله.
2. التوبة التوبة.
3. أكثر من الحسنات الماحيات.
4. كفر عن إفطارك في رمضان عمدا.
5. تخلص من كل آثار وذكريات المعصية، وابتعد عن رفاقها وتخلص من أرقامها.
6. اكتم الأمر واستر على نفسك، واعلم أن مجرد كلامك لصديقك لا يكون مجاهرة إلا إذا ذكرت ذلك علي سبيل التفاخر، وليس هناك مصلحة في الحديث عن الموضوع.
7. تأنيب الضمير يدل علي حياته، فحافظ علي نفسك اللوامة ودربها على الخيرات وابتعد عن المنكرات.
هذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وأرجو أن تسارع بطلب الحلال واحفظ بصرك واسلك سبيل أهل العفاف، وعليك بالصوم فإن فيه الوجاء، واحشر نفسك مع الصالحين أهل الصفاء.
وبالله التوفيق والسداد.