عدم النوم بالليل وتأثيره على الصحة في المستقبل

0 412

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
منذ ست سنوات كنت أعاني من مشكلة الأرق بسبب بعض المشاكل التي كانت تشغلني دائما، وقد سمعت أن النوم ليلا في هذا السن مفيد جدا، وأخاف أن يؤثر ذلك على صحتي في المستقبل فيعجل من شيخوختي، وأعلم أن الحمل والولادة يؤثران على الفتيات، فهل هناك حل لكي أنام ليلا؟ وهل من دعاء يساعدني على ذلك؟ وهل إذا نمت في سني هذا يعوضني ذلك عن سهري من قبل ولا يحدث شيء مما أخاف منه؟!
وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Sherifa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الناس يتفاوتون في حاجتهم للنوم، ولكن لا شك أن النوم وظيفة بيولوجية ضرورية للصحة الجسدية وللصحة النفسية للإنسان، ويعرف أن الإنسان حين يكون في مقتبل وبدايات عمره ينام لساعات طويلة، وحين يتقدم به العمر تقل ساعات النوم لديه، وهذا مرتبط كثيرا بأن هرمون النمو لا يفرز إلا في أثناء النوم، وهذه حكمة عظيمة حيث أن الطفل يحتاج أكثر إلى النمو، وأما حين يكبر فهو ليس في حاجة إلى النمو.

والذي أرجوه منك هو أن لا تخافي مطلقا لأن التفاوت موجود بين الناس، وهناك بعض الإرشادات البسيطة التي إذا قمت بها سوف تتحسن الصحة النومية لديك، ونحن نتحدث عن الصحة النومية لأن معظم الذين يصابون بالأرق ومشاكل النوم تجد أنهم يقومون بممارسات وعادات خاطئة هي التي تؤدي إلى اضطراب النوم لديهم، وليس وجود أمراض نفسية أو أمراض عضوية، خاصة حين يكون الإنسان في سن الشباب.

فالمفاهيم والعادات والممارسات الخاطئة هي التي تؤدي إلى الأرق، والإنسان لديه ساعة بيولوجية إذا أحسن الإنسان استخدامها وقام بضبطها وترتيبها بالصورة الصحيحة فلا شك أنه سوف ينام نوما هادئا وصحيحا ومستقرا، وكما ذكرت لك فإن النوم لا يقاس بعدد الساعات، فالساعات ربما تكون من أربع إلى ثمان ساعات، لكن النوم يقاس بالطاقة الجسدية والحالة النفسية التي يحس فيها الإنسان حينما يستيقظ من النوم.

ويمكنك الاطلاع على آداب وأذكار النوم في الاستشارة التالية (277975)، وهناك كتب بسيطة وجميلة جدا لكيفية التخلص من الأرق.

ومن الناحية الطبية يجب أن تتجنبي النوم في أثناء النهار، ولا مانع من القيولة الشرعية والتي تكون في حدود نصف ساعة إلى خمس وأربعين دقيقة، ومن الضروري جدا أن تثبتي وقت النوم ليلا، فاذهبي إلى الفراش في وقت محدد – وهذه هي الساعة البيولوجية التي نتحدث عنها – فإذا ثبت الإنسان وقت نومه فهذا سوف يحسن النوم لديه بصورة واضحة.

وعليك أن تمارسي أي نوع من الرياضة متاح بالنسبة للمرأة المسلمة، ويفضل ممارسة الرياضة الصباحية حيث إنها تحسن النوم ليلا، وأرجو أن تقللي المشروبات التي تحتوي عل مادة الكافيين حيث إن هذه المادة مادة تساعد كثيرا على اليقظة وتقلل من النوم، وهذه المادة موجودة في الشاي والقهوة والبيبسي والشوكولاتة.

ولابد أن يكون المكان معد للنوم بحيث لا تكون هناك ضوضاء وإزعاج، مع ضرورة الالتزام بالأذكار، ويمكنك أيضا أن تقرئي شيئا بسيطا قبل النوم، ويمكن أن تجلسي على الكرسي أو لا تذهبي إلى السرير إلا بعد أن تحسي أنك فعلا أصبحت مهيأة فعلا من الناحية الوجدانية والنفسية للنوم، فهذا هو الذي أود أن أنصحك به، وأرجو ألا تستعملي أي نوع من المنومات، فهذا أمر غير مرغوب فيه تماما بالنسبة لحالتك.

وفيما يخص الخوف من أن ذلك سوف يعجل بشيخوختك فهذا ليس صحيحا مطلقا، ولكن كما ذكرنا النوم السليم يساعد في استقرار الإنسان نفسيا وبدنيا وقد قمنا بالإرشاد اللازم لك في هذا السياق.

وأما ذكرك أن الحمل والولادة يؤثران على البنات فلم أستوعب تماما ما هو القصد من ذلك، فالحمل والولادة هما أمران قد كتبه الله تعالى على النساء وهو من نعم الله علينا لاستمرار الحياة ولعمارة الأرض ولحفظ النسل، والأمومة هي من أجمل ما تحس به المرأة التي يكون لها الذرية وتنجب، حيث تحس دائما بأنها تقوم بدور بيولوجي فعال في الحياة، ولابد أن تتذكري أن أمر الحمل والولادة الحمد لله هو أمر بيولوجي وغريزي وطبيعي، ولا أريدك أن يكون لديك أي نوع من التخوف عن هذا الدور، نسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات