صعوبة البلع وعلاقتها بالقلق النفسي

0 687

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني منذ سنتين من خوف ورهاب عند البلع، وقد بدأت الحالة عند خوفي من بلع أي شيء جامد، ثم تطورت الحالة إلى خوف من شرب الماء والسوائل، فذهبت للطبيب فأخبرني بعد الكشف على حلقي أني سليمة، ثم ذهبت لطبيب آخر فأجرى لي تحاليل وأخبرني أني أصبت بجرثومة المعدة، وأخذت العلاج اللازم لكن دون فائدة فخوفي ما زال مستمرا.

ودائما أصاب بإحراج في الاجتماعات والمناسبات، وقد حصلت لي غصة بالماء في أكثر من مرة، ولم أستطع التنفس مما سبب لي مشاكل كثيرة، وقد ذهبت لطبيب نفسي فأعطاني دواء البروزاك والزنتاك، واستمريت عليه ثلاثة أشهر وتحسنت حالتي قليلا، ولكن الخوف ما زال مستمرا، وانقطعت عن العلاج وازدادت حالتي سوءا ويئست من الحياة ومن مشكلتي، فهل سبب مشكلتي عضوي أم نفسي؟!

علما بأن الحالة تزداد علي بالليل فلا آكل ولا أشرب، وأما في الصباح عند استيقاظي من النوم فتصبح حالتي جيدة، وحالتي الاجتماعية ممتازة ولا توجد أي مشاكل بيننا ولله الحمد.

أفيدوني وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فتو حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن هذه الحالة ناتجة عن انقباض عضلي في عضلات البلعوم، وهذا يظهر في شكل غصة لدى بعض الناس أو الشعور بوجود جسم غريب في المريء أو صعوبة في البلع كما هو في حالتك الآن.

وفي هذه الحالات يعتقد أنها حالات نفسية بسيطة، وهناك من رأى أنه يوجد نوع من القلق الداخلي، وهذا القلق لم يعبر عنه بالصورة السليمة الصحيحة ولم ينفس الإنسان عن نفسه مما تحول إلى نوع من الانقباضات العضلية التي أثرت على الإنسان وجعلته إما أن يحس بضيق أو بصعوبة في البلع كما حدث معك.

ومن الجميل أنك أجريت الاختبارات والفحص العضوي لأن ذلك مهم، والبعض ينصح أيضا بإجراء منظار للمريء للتأكد القاطع بأنه لا توجد أي نوع من الالتهابات الشديدة تكون زادت هذه التقلصات، وأما ما ذكره لك الطبيب أنه ناتج من جرثومة في المعدة – مع احترامي الشديد لرأيه – لكني لا أرى أن هنالك علاقة كبيرة بذلك.

والعلاقة في بعض الحالات تكون ناتجة من تكون حمضي – أحماض كثيرة – فهذه قد تؤدي إلى هذه الحالة، ولكن ليس بهذه الشدة وتكون لأيام قليلة ثم بعد ذلك تختفي، وأرى أن حالتك حالة نفسية يسميها البعض بالقلق التحولي ويسميه البعض بالقلق الهستيري، وإن كنت لا أحب هذه التسمية.

ويكون العلاج بأن تتأكدي أن حالتك حالة بسيطة وهي ناتجة عن قلق، ولابد أن تكون قد ارتبطت بحدث معين وربما لا تلاحظين هذا الحدث ولكنك ذكرت أنها بدأت منذ سنتين، فإذا استرجعت الذاكرة ربما تجدين أنه قد حدث لك أمر معين لم يكن مرضيا أو نوعا من الضغوط النفسية ثم بعد ذلك ظهر لديك هذا القلق ومن ثم بدأ يظهر لديك الرهاب وهذا الرهاب المتعلق بالبلع وبأن الماء سوف يرجع وأنه سوف يحصل لك (شرقة) من الماء، فقد أخذ الطابع الوسواسي.

وطريقة العلاج هي التجاهل الكامل للذي يحدث مع التأكد أنه لن يحدث لك أي سوء إن شاء الله تعالى، ولا توجد أي علة حقيقة في البلع، والبلع هو عملية فيها جزء إرادي ولكن معظمها تحدث من خلال عضلات لا إرادية، فتصحيح المفاهيم والتأكد والاطمئنان أنه لن يصيبك إن شاء الله تعالى أي سوء فهذا يعتبر خط العلاج الأول.

ويأتي بعد ذلك ممارسة تمارين الاسترخاء، وهي تعتبر ضرورية ومفيدة جدا في هذه الحالات، وهنالك عدة أنواع من التمارين أفضلها تمارين التنفس التدريجي في هذه الحالة ولتطبيق هذه التمارين يمكنك القيام بالآتي:

• استلقي في مكان هادئ.
• تأملي في شيء طيب وجميل.
• الاستماع مثلا لشريط من القرآن الكريم بصوت منخفض.
• القيام بغمض العينين وفتح الفم قليلا.
• أخذ نفس عميق وبطيء (عملية الشهيق) عن طريق الأنف وملئ الصدر بالهواء وحتى ترتفع البطن قليلا.
• المسك على الهواء قليلا في الصدر لمدة خمس ثوان.
• إخراج الهواء (عملية الزفير) ويجب أن يكون عن طريق الفم وبنفس القوة والبطء.

كرري هذا التمرين من خمس إلى ست مرات بمعدل مرتين في اليوم، وإن شاء الله سوف يساعدك كثيرا.

ويأتي بعد ذلك العلاج الدوائي، والدواء الذي تناولته دواء لا بأس به ولكن هناك عقار يعرف باسم (زيروكسات) يعتبر الدواء الأفضل لهذه الحالة، فأرجو أن تبدئي في تناوله بجرعة عشرة مليجرام – نصف حبة – ليلا بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك ترفع الجرعة إلى حبة كاملة وتستمري عليها لمدة ستة أشهر، ثم تخفض إلى نصف حبة وتستمري عليها لمدة شهرين، ثم تتوقفي عن تناولها، فهذه الخطوات الإرشادية الثلاث سوف تفيدك كثيرا إن شاء الله تعالى، فأرجو تطبيقها وأرجو الالتزام بها.

ولا شيء عليك أبدا أن تصابي باليأس والسأم من الحياة، فهذا أمر بسيط جدا وسلي الله تعالى أن يرفعه عنك ودائما حاولي أن تتذكري الأشياء الإيجابية الجميلة في حياتك، فأنت في حالة اجتماعية ممتازة، كما أنك تعيشين ولله الحمد وسط أسرة مستقرة وفعالة، وهذه كلها أمور إيجابية، وعليك أيضا التركيز على دراستك وما هو مفيد، نسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات