السؤال
أنا فتاة أبلغ من العمر 26 سنة، والحمد لله على قدر من التدين والتعليم وسمعتي ممتازة بشهادة الجميع، وهذا من فضل الله.
مشكلتي تكمن في أن هناك العديد من الناس يأخذون رقم تلفون أهلي لطلب التقدم لي، ولكن إما أن يأتوا ولا يرجعون! وإما لا يأتون أصلا، وفي الفترة الأخيرة رآني شاب في ورشة عمل وأراد أن يتقدم لي، فبعث من أقاربه أناسا للتعرف علينا؛ لأن والدته ليست بالبلد، وتم التعارف بيننا، وكأننا نعرفهم من زمان، ومن المفروض أن يتم أخذ رقم بيتنا في بلدنا الأصلي حتى تشاهدني الأم هناك، ولكن لم تتم هذه الخطوة، علما بأنني سأسافر بعد يومين.
فأنا في حيرة من أمري الآن إذا تقدم لي شخص آخر ماذا أفعل؟ علما بأن هذا الشخص على قدر من الدين.
أفيدوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فهنيئا لك بالسمعة الطيبة، والناس شهداء الله في أرضه، وسوف يأتيك ما قدره لك العظيم الوهاب، ومرحبا بك في موقعك، ونسأل الله أن يوفقك للخير والصواب.
وأرجو أن لا تنزعجي من تأخر الرد، وحافظي على توازنك، وأكثري من التوجه إلى ربك فإن الأمر بيده وهو على كل شيء قدير.
واعلمي أن الفتاة لا تستفيد من الشاب، ولا تنتفع بمن لا يملك قراره، وأنت ولله الحمد غالية مطلوبة ولست بطالبة، وهكذا يكون إكرام الإسلام للمرأة، فإن أكارم الرجال وأعلاهم منزلة إذا وجد في نفسه ميلا للفتاة، فإنه يطرق باب أهلها في أدب واحترام ولسانه يلهج بالثناء عليها وعلى أهلها ومعدنها، فلتحمد الله كل فتاة مسلمة على نعمه.
ونحن ننصحك بالإكثار من ذكر الله وتلاوة كتابه، وأرجو أن تحافظي على أذكار الصباح والمساء، وثقي في ربك الكريم الفتاح، ولا تستسلمي للأفكار السالبة فإن الأمر بقضاء وقدر، وأرجو أن تحشري نفسك في زمرة الصالحات، واحرصي على حفظ القرآن وحضور المحاضرات، واعلمي أن لكل صالحة من الحاضرات من يبحثن عن أمثالك لأخ لها يطمع في أن يفوز بفتاة طيبة صالحة، وأرجو أن يظهر منك لأخواتك الجمال الظاهري وجمال الأخلاق، فإن النساء أعين لمحارمهن من الرجال.
ولا شك أن صاحب الدين والخلق هو المقدم في الاختيار، فلا تعدلي عن صاحب الدين والخلق إلى غيره، ولو كان أقلهم مالا وذات يد؛ فالأرزاق بيد الله تعالى.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ويسعدنا في موقعك أن نتعرف إلى أخبارك، وسوف نكون في عون شبابنا وفتياتنا الذين هم أمل الأمة بعد تأييد الله وتوفيقه، وها نحن نكرر الترحيب بك, ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.
وبالله التوفيق.