الشباب وعدم تحمل المسئولية

0 231

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله بركاته.

أقوم على رعاية إخواني الشباب، وأحبهم كثيرا وأتمنى لهم كل خير، وهم يعلمون ذلك مما أدى لبطرهم وكثرة مضايقتهم لي وصاروا لا يقومون بواجباتهم، وأشعر أنهم يعيشون بلا هدف، وكم نصحتهم وحفزتهم بلا فائدة! حتى أني أشجعهم على الزواج ليشعروا بالمسئولية، لكنهم على حالهم يقضون يومهم بين النوم واللعب.

وقد بدأت أتأذى منهم في المنزل، حيث لا يهتمون بالنظام ونظافة المنزل، ولا يحضرون حاجياتنا، ومن المضحك أنهم يغضبون إن لم نحضر لهم طعاما، ولا يلومون أنفسهم أنه لا يوجد في المنزل شيء لتحضيره.

وعندما نفد صبري بدأت أهددهم بأني لن أسامحهم، فيرد علي أحدهم قائلا: أعرف أنك من قلبك تسامحينني، وإذا هددته بأن أدعو عليه فإنه لا يأبه لذلك؛ لأنه يعلم أنني لا أحب أن أدعو على أحد، وكنت أحذر أمي وأغضب إن فعلت ذلك، والآن أصبحت أستخدم أسلوبا سيئا وهو أن أدعو عليه بأن أقول: (اللهم إن فعل كذا أو لم يفعل كذا فافعل به كذا)، فهذه هي الطريقة الوحيدة التي أستطيع ردعه بها بأن أعلق الدعاء عليه بأمر مستقبل فيخاف ويحذر من مخالفته.

والغريب أنهم لا يستجيبون للنصح أو التحفيز، وقد احترت معهم أشد الحيرة، وأصبحت عصبية معهم، فالمسئولية كبيرة علي ولا أحد يساندني وأخاف إن قسوت عليهم أكثر أن ينفروا مني وإن تركتهم على حالهم يزدادون سوءا، وقد يكون هناك خلل في تربيتهم وأسلوب نشأتهم، فهل يمكن تدارك هذا الأمر؟!

علما بأنهم لا يقتنعون بالنصائح والاستشارات، بل يسخرون مني إن اقترحت عليهم شيئا من ذلك أو أطلعتهم على استشارة، وقد احترت معهم وحزنت على حالهم، وأتمنى أن أراهم أفضل الشباب، وأدعو لهم دائما، لكن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، فماذا أفعل؟!
وشكرا جزيلا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ ... حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك، وأن يثبتك على الحق، وأن يصلح لك إخوانك، وأن يهديكم جميعا صراطه المستقيم.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فإن هذا - مع الأسف الشديد - أصبح هو حال السواد الأعظم من الشباب اليوم ولاحول ولا قوة إلا بالله، إلا أن هذا الوضع قطعا وبلا شك ليس صحيحا، وليس هو الوضع الطبيعي، والدليل على ذلك وجود الآلاف من الشباب الناجحين الذين تحدوا الصعاب وأثبتوا وجودهم وبجدارة، وأصبحوا نجوما في عالم الحياة والإنجازات، ولكن لا شك أن هذا الإخفاق وهذا الفشل وراءه أسباب عدة، من أهمها سوء التربية وضعف التوجيه وعدم قيام الأسرة بواجبها بالقدر الكافي.

ولذلك أقترح ضرورة تغيير سياستكم معهم، وذلك كعدم توفير الطعام لهم وتركهم دون إعداد الوجبات لهم، وإذا ما احتجوا فأخبريهم بالسبب الحقيقي وهو عدم إحضارهم للأغراض من السوق، فإذا قالوا لك: لماذا لم تشتري أنت كما العادة؟ فقولي لهم بأني لم أعد أقدر على ذلك ولابد أن نتعاون معا في خدمة أنفسنا، وإلا فلن نستطيع العيش في هذه الحياة.

وكم أتمنى أن تثبتي على موقفك، ولا تتراجعي مهما كانت الضغوط أو ردود الأفعال، وحاولي ذلك في كل شيء ولا تتراجعي أو تليني حتى ولو ظلوا دون أكل، وحتى لو هددوا وتوعدوا، وإياك أن تقولي لأي واحد منهم: أنا أفعل هذا لمصلحتكم؛ لأن هذا سيجعلهم يصرون على موقفهم حتى تتراجعي، وإنما اجعلي هذا قرار أسرة ولا رجعة فيه، واستمري على ذلك حتى يتغيروا هم مهما طالت الفترة.

وثقي وتأكدي بأنك سوف تنتصري في نهاية المطاف، وسوف تغيري سلوكهم ولو شيئا بسيطا، وخطوة خطوة سوف يتغيروا كثيرا إن شاء الله، وأهم شيء الاستمرار وعدم التراجع ما دمت قد نصحتيهم من قبل أكثر من مرة، ولا تنسي الدعاء لهم أنت ووالدتك.
والله ولي التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات