السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعرفت على شاب منذ فترة، ولكنه له علاقة مع فتاة أخرى تقدم لخطبتها قبل أن أتعرف عليه، وقد حدد معها موعد الزفاف (25/7/2008م)، لكنه اكتشف - منذ أن تعرف علي - أنه لا يحبها، ولا يستطيع أن يتزوجها، وهو الآن متخاصم مع والديه؛ لأنهم لم يوافقوا على فسخ علاقته بها، وقد قال له والداه إنهم لن يرضوا عليه إن لم يتزوجها، فهل أبتعد عنه أم لا؟ علما بأننا نحب بعضنا كثيرا، فما حكم الإسلام في ذلك؟!
ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله تبارك وتعالى أن يهديك صراطه المستقيم، وأن يثبتك على الحق، وأن يمن عليك بزوج صالح طيب مبارك يسعدك في الدنيا والآخرة.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فإنني أتصور أن علاقتك بهذا الشاب هي التي أثرت على علاقته مع خطيبته التي عرفها قبل أن تتعرفي عليه؛ لأنه قد يكون وجد فيك ما لم يجد فيها، وقد وجد لديك بعض المرغبات التي كان يتمناها في خطيبته، فـ(الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف) كما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام، وقد يكون الإنسان متزوجا ولكنه يقابل فتاة فيشعر أنه يستريح لها أكثر من زوجته، وهنا تحدث المشاكل إذا لم يلتزم بضوابط الشريعة، وإذا لم يتق الإنسان ربه أفسد على نفسه دينه وحياته وأفسد أيضا على الفتاة دينها وحياتها.
لذلك فقد أخبرك أنه منذ أن تعرف عليك أنه لا يحب خطيبته، فكيف تقدم إليها وهو لا يحبها؟ ولماذا اكتشف أنه لا يحبها بعد أن تعرف عليك؟! وهذا يؤكد صدق كلامي من أنه عندما تعرف عليك ووجد فيك ما لم يجده في خطيبته فكر أن يفسخ الخطبة وأن يقطع علاقته بها.
أما موقف والديه بأنهم لن يرضوا عنه إذا لم يتزوجها فهذا من حقهم؛ لأنه ليس من المعقول أن كل إنسان يجد فتاة يميل إليها يترك امرأته من أجلها، وإلا تحولت الحياة إلى فوضى وانعدم الأمن والاستقرار والأمان، وهل كل إنسان يرى امرأة جميلة يطلق امرأته ويتزوج بغيرها؟! وطالما أن الرجل حدد موعد الزفاف يوم خمسة وعشرين يوليو، فمعنى ذلك أن كل شيء قد انتهى، ولذلك وجودك في حياته سبب لهذه المشاكل.
عليك أن تبتعدي عنه فورا حتى يمارس الرجل حياته بصورة طبيعية وأن يرجع إلى زوجته التي عقد عليها واختارها بطريقة شرعية، وأما أنت فسيجعل الله لك مخرجا، وإن تركته من أجل الله تعالى فثقي وتأكدي من أن الله تبارك وتعالى سيعوضك خيرا منه؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا أن (من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه)، فإذا تركته من أجل الله تبارك وتعالى حتى لا تقعي فيما لا يرضي الله وحتى لا تفسدي عليه حياته فتأكدي من أن الله تبارك وتعالى سيعوضك أفضل منه دينا وأفضل منه خلقا وأفضل منه مالا وجمالا، قال تعالى: ((هل جزاء الإحسان إلا الإحسان))[الرحمن:60].
توكلي على الله تعالى وتوقفي عن هذه العلاقة وقولي له: (زوجتك أولى بك، وأنا لي الله تعالى، فلا تتصل بي ولا أتصل بك؛ لأن هذا حرام ولا يجوز شرعا أن تتصل امرأة برجل أجنبي عنها)، خاصة إذا حدثت مثل هذه المشاكل بسبب هذه العلاقة، نسأل الله لك العفاف والهدى والتقى، ونسأله لك التوفيق والسداد وأن يمن عليك بزوج صالح طيب مبارك، إنه جواد كريم.
وبالله التوفيق.