صفاته صفات كمال غير أنه سمين.. هل أقبل به؟

0 376

السؤال

أنا محتارة! تقدم لي عريس كامل في كل شيء ولله الكمال، ولكن لديه عيب واحد أنه متين جدا وأكثر من وزني بضعفين، وهذا عيبه الوحيد هل أرفض لهذا السبب أم هذا السبب لن يؤثر على حياتي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ محتاره حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله -تبارك وتعالى– أن يوفقك إلى كل خير، وأن يمن عليك بزوج صالح طيب مبارك يكون عونا لك على طاعة الله وترزقين منه بذرية صالحة طيبة مباركة.

وبخصوص ما ورد برسالتك -أختي الكريمة الفاضلة– فإني أحمد الله تبارك وتعالى أن أكرمك بشاب كهذا الشاب الذي وصفته بتلك الأوصاف الرائعة لأنه كامل في كل شيء، وهذا - ولله الحمد والمنة – من عاجل بشرى الفتاة المؤمنة الصالحة أن يمن الله تبارك وتعالى عليها برجل يتمتع بدين وخلق، لأنها تحتاج إلى ذلك نظرا لأن الحياة عبارة عن شركة طويلة الأجل قد تستمر إلى أربعين أو إلى خمسين عاما أو يزيد أو يقل، ولذلك كان حرص النبي عليه الصلاة والسلام على هذين العنصرين لأن بهما تستقيم الحياة وتستمر الشركة وهي تؤدي دورها في مرونة ويسر وسعادة وأمن وأمان.

أما بخصوص ما يتعلق بزيادة وزنه زيادة مفرطة، فإني أقول لك - بارك الله فيك -: هذه الزيادة بعضها يكون طبيعيا وبعضها يكون مرضيا، ولذلك لابد أولا من تحديد السبب لهذه الزيادة، فإذا كانت بسبب مرض وهذا المرض من الأمراض التي تؤثر على أدائه لوظيفته الإنسانية وإدارته لنفسه بصورة طبيعية فمن حقك أن تتوقفي حتى لا تبدئي حياتك بالمعاناة من أولها، أما إذا كان نتيجة سوء تنظيم للأكل أو سوء تنظيم للمواد الغذائية نفسها أو عدم توفر الغذاء المتكامل أو الإفراط في الأكل – مثلا – فإنه من الممكن أن تتبع بعض الإجراءات المتعلقة بالحمية وتخفيف الوزن وبها - بإذن الله تعالى – سوف يزول هذا الوزن تماما - بإذن الله عز وجل - .

أيضا هنالك بعض العمليات التي تجرى الآن وهذا ما يعرف بعملية ربط المعدة، لو أجريت مثل هذه العملية فإنها ستؤدي حتما إلى تخفيف الوزن في فترة وجيزة من الزمن - بإذن الله تعالى – ولذا أتمنى - بارك الله فيك – أن تسألي عن سبب هذه الزيادة، وهل هي مرضية أم أنها عرضية، فإذا كانت عارضة – كما ذكرت – نتيجة سوء التغذية أو عدم اتباع الأنظمة الغذائية الطبيعية أو سوء النظام الغذائي كالإكثار أو الإفراط من الدهون والنشويات والسكريات وغيرها التي تتحول إلى دهون في الجسم زائدة عن حاجته وبذلك تسبب مشاكل طبية ونفسية خاصة فيما يتعلق بالجهاز الدوري والتنفسي وغير ذلك، فإني أرى أنها إذا كانت من النوع العارض الذي يمكن علاجه باتباع بعض الطرق – كما ذكرت – ويعرف مثلا بتخفيف الوزن أو الريجيم أو إجراء مثلا بعض العمليات البسيطة التي ذكرتها أيضا، فأرى أن تتوكلي على الله، ولكن لابد من اقتناع الشاب بهذه الإجراءات، فإذا كان من النوع المتعنت والذي لا يتراجع وليس حريصا على أن يخفف وزنه فأرى أن هذه مسألة تحتاج إلى وقفة أيضا، أما إذا كان لديه استعداد لأن يتجاوب معك في هذه الخطوة وأن يبدأ فعلا بمراحل العلاج فأرى أن تتوكلي على الله ولا تضيعي هذه الفرصة، ولعل شفاءه من هذا يكون على يديك ونجاته بحياته تكون أيضا في ميزان حسناتك.

وأما كونه يؤثر على حياتك فهو قطعا – كما ذكرت – نعم يؤثر إذا كان مرضيا، نعم يؤثر إذا كان زوجك متعنتا ولا يرغب في تخفيف وزنه، أما إذا كان لديه الاستعداد فإنه - بإذن الله تعالى – لن يؤثر؛ لأنه مع الأيام سيكون شخصا رشيقا معتدل القوام وقد تخلص من هذه الأثقال والأوزان الزائدة التي ترهق البدن وسائر الأجهزة فيه معا.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأن يسعدك في الدنيا والآخرة، وأن يكرم خطيبك بأن يقبل كلامك الذي يتعلق بهذه المسألة، وأن يجعلكما من سعداء الدنيا والآخرة، وأن يجمع بينكما على خير.
هذا وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات