السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت أسكن في سكن الجامعة في غرفة مستقلة، وبعد مضي سنتين كنت في أوقات النوم لا أستطيع النوم بمفردي، وينتابني بعض الخوف، فاضطررت إلى أن أسكن مع مجموعة من الزملاء، وتطورت حالتي حتى صرت لا أستطيع السفر بمفردي، وقد راجعت طبيبا نفسيا فوصف لي بعض الأدوية مثل: (Flozak) و(Seroyat)، ولكن دون فائدة حتى الآن، فما نصيحتكم؟!
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عثمان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن هذا النوع من المخاوف يعرف بـ(رهاب الساحة)، وهو أن الإنسان لا يشعر بالطمأنينة في أوضاع عادية إلا أن يكون برفقة الآخرين أو يكون في محيط مألوف بالنسبة له، وهذا النوع من المخاوف يشخص تحت حالات القلق النفسي، وهو من الحالات المكتسبة والبسيطة ولكنها تتطلب المواجهة حتى لا تتطور وتكون معيقة أكثر.
يتمثل العلاج في أن تتفهم طبيعة هذه الحالة، وهي أنها مجرد نوع من القلق يظهر في شكل مخاوف وهي ليست ضعفا في شخصيتك أو قلة في مقدراتك وليس ضعفا في إيمانك وهي ليست نوعا من الجبن.
هذه المشاعر يمكن للإنسان أن يتغلب عليها وذلك بمواجهتها، وهذا يسمى بالعلاج السلوكي الذي يقوم على المواجهة، فعليك أن تبدأ بالمواجهة في الخيال أولا، بمعنى أن تتخيل أنك وحدك في مكان ولا يوجد أي إنسان معك، وكذلك تتخيل أنك سافرت وحدك سفرا بعيدا، فعش هذه الخيالات بجدية وبتمعن وسوف تجد أنها مفيدة جدا، وعليك أن لا تتجنب مصادر الخوف، وحاول أن تعود نفسك النوم وحدك، وحاول أن تسافر سفرتين أو ثلاثا متواصلة إذا سمحت ظروفك بذلك، وإذا حاولت أن تتخيل أن كل الناس تسافر وأنك برفقة الآخرين ولكنك لا تعرف أحدا منهم فهذا هو الاختلاف الوحيد فلماذا أنت تخاف؟ فأجري هذا الحوار التحليلي لنفسك وهذا الإقناع الداخلي الذاتي وستجد أنه مفيد لك كثيرا.
أما بالنسبة للعلاج الدوائي فالأدوية التي أعطيت لك أتصور أن الزيروكسات هو أفضل كثيرا من الفلوزاك، ولكنك لم تستفد من كلا الدوائين، وعليه أود أن أقترح لك دواء آخر، وهو يعرف باسم (سبراليكس) وهو من الأدوية الحديثة وهو في الأصل عقار للاكتئاب، ولكنه وجد أنه مضاد قوي وفعال في علاج المخاوف والقلق والتوتر وحتى الوساوس، فابدأ في تناوله بجرعة عشرة مليجرام ليلا لمدة شهر، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة إلى عشرين مليجرام ليلا لمدة ستة أشهر، ثم أرجو أن تخفضها بعد ذلك إلى عشرة مليجرام ليلا لمدة ستة أشهر أخرى، ثم توقف عن تناوله.
هذا الدواء من الأدوية السليمة والفعالة جدا ولا يسبب آثارا جانبية، ولكن ربما يؤدي إلى زيادة في الشهية للطعام – وهذه تكون في الأيام الأولى – فأرجو التحكم في وزنك وذلك بممارسة الرياضة والتحكم في تناول الطعام، علما بأن ممارسة الرياضة في حد ذاتها سوف تفيدك في إزالة القلق وعلاج هذه الفوبيا.
هذا الدواء أيضا يؤدي إلى تأخر في القذف بسيط لدى بعض الرجال، وإذا حدث لك هذا فأرجو ألا يكون ذلك شاغلا لك؛ لأنه لا يؤثر على المقدرات الجنسية ولا يؤثر أيضا على الذكورة وهرمونات الذكورة لدى الرجل.
أرجو أن تطبق الإرشادات التي ذكرتها لك، وكذلك كن حريصا على استعمال هذا الدواء وتوقف عن الزيروكسات والفلوزاك والتي لم تفدك، ولابد أن تكون ملتزما بتناول السبراليكس، وعادة تأتي الفائدة العلاجية الحقيقية منه بعد شهرين من بداية العلاج وذلك اعتمادا على البناء الكيميائي لهذا الدواء، نسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.
وبالله التوفيق.