السؤال
السلام عليكم ورحمة الله، وبعد:
فإني أحبكم في الله، ولقد رأيت أن أستشيركم في موضوع شخصي يهمني كثيرا.
هو أنني قد تزوجت من امرأة وسكنت أنا وهي في بيت مستقل عن الأهل، والآن قد خرج الإخوة من المنزل ولم يبق فيه سوى الوالدة والوالد، وأردت الرجوع إليهم لكن الزوجة ترفض بحجة أن المنزل قديم ولا يوجد بالقرب منه جيران.
فبماذا تنصحونني؟ وهل هناك وسائل لإقناع الزوجة، علما بأن الزوجة فيها خير وتعمل في مؤسسة خيرية من دون مقابل؟
وجزاكم الله عنا خيرا، ومن فرج عن مؤمن كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو عادل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك (استشارات الشبكة الإسلامية)، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل جلاله أن يبارك فيك، وأن يرزقك بر والديك وبركة دعائهما، وأن يشرح صدر زوجتك لإعانتك على بر والديك وإكرامهما.
وبخصوص ما ورد برسالتك: فما أجمل رد الجميل والاعتراف لأهل الفضل بفضلهم ومحاولة الوقوف معهم عند الحاجة، خاصة أن الزمان يدور، وكما تدين تدان، ورغبتك في العودة للإقامة مع والديك بعد خروج الإخوة فكرة رائعة، وعمل عظيم، ولم ولن يضيع عند الله، ولكنه يحتاج إلى عدة أمور لابد منها:
1 ـ هل والداك على استعداد لذلك، وليس لديهما أي مانع منه؟
2- هل شخصية زوجتك من النوع الذي يتحمل مثل هذه الحياة المشتركة؟
3- هل أنت شخصيا لديك القدرة من الصبر وسعة الصدر وطول النفس لمعالجة أي مشكلة قد تحدث في المستقبل لا قدر الله؟
4- هل سيكون هناك اعتراض من أحد إخوانك على هذه الخطوة؟
5 ـ هل زوجتك على استعداد لمساعدة والديك عند الحاجة لذلك؟
إذا كانت الإجابات كلها إيجابية فأرى أن تتوكل على الله وتشرح لزوجتك الثواب المترتب على ذلك والبركة التي ستنزل عليكما وعلى أولادكم بهذه الخطوة الرائعة والتي لا ينبغي أن تفوت مطلقا، ويكفيكما الدعوات التي قد يهتز منها العرش، وأن مسألة قدم المنزل وبعده عن الجيران لا أعتقد أنه عذر مقبول أو مقنع، خاصة أن أهلك عاشوا فيه هذه السنين بلا مشاكل، وهي قطعا لن تكون وحدها، وأتمنى أن تخبرها بأن خدمتها لأهلك ومساعدتك على برهم والإحسان إليهم أفضل لها ألف مرة ومرة من العمل في أي مجال خيري آخر.
هذا وبالله التوفيق.