السؤال
السلام عليكم.
تقدم لخطبتي شاب يكبرني بعشر سنوات، وهو متدين ومثقف ومستعد لانتظاري حتى أنتهي من دراستي الجامعية بعد ثلاث سنوات، وقد تعرف علي من خلال الإنترنت لأنه يسكن ببلاد أجنبية، وقد دله علي صديقه الذي هو فرد من عائلتي.
وقد مر شهران من الاستخارة، وأسبوع من اللقاء، لكن ما يحول بيني وبين القبول شكله الذي كلما نظرت إليه نفر منه قلبي، وخاصة أول مرة رأيته فيها، ولكن لأني إنسانة متواضعة وأليفة الطباع أخاف أن أتعود عليه بسرعة وأنسى إحساس المرأة.
كما أن أهلي يقولون لي بأن الرجل على خلق ودين فلماذا الرفض؟ فهل يحق للمرأة أن ترفض رجلا ذا دين وخلق لمجرد أن قلبها لم يرتح له من أول يوم؟ ربما لأن شكله لم يعجبها أو لأنه تعارف جديد، ولو رأيته أمامي وليس في الشاشة لكان الأمر مختلفا.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آمنة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
وبعد فإن الفتاة لا تسعد مع أجمل الشباب وأكثرهم مالا ونسبا إذا لم يكن عنده دين وأخلاق؛ ولذلك كان قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه وأمانته فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض) ومع ذلك فمن حق الفتاة أن ترفض من تشاء وأن تقبل من تشاء، ولكن ليس من حقها أن تذكر عيوب الآخرين أو تسيء إليهم، ولا عجب في ذلك فالأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف، وليس عيبا في الرجل أن ترفضه فتاة، كما أنه ليس من النقص في الفتاة أن يرفضها رجل، وذلك لأن المقاييس مختلفة، ولولا اختلاف وجهات النظر لبارت السلع.
ولكننا نقول لك من باب النصيحة إن جمال الشكل عمره محدود، ولكن جمال الدين والأخلاق بلا حدود؛ ولذلك أرجو أن تحاولي القبول به فإن لم تستطيعي تقبله فلا تجاملي في هذا الأمر، وقولي في أدب لم يحصل نصيب، ولا عيب على الرجل في خلق ولا دين.
ولست أدري هل كانت الرؤية مباشرة أم عن طريق شاشة؟ لأن الشاشة لا تعطي الصورة الحقيقية؛ ولذلك فنحن نتمنى حصول رؤية شرعية كاملة، وأرجو أن تتذكري قبلها وبعدها إيجابيات ذلك الرجل، وهي - ولله الحمد - كثيرة، ثم تذكري أنك لا يمكن أن تجدي رجلا بلا عيوب، كما أنك لست خالية من العيوب.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ثم بضرورة حصول رؤية شرعية مباشرة، ولكم أن تكرروا الرؤية لعل الأرواح تتلاقى، فإنها الأصل وليست الأشكال، وقد أشار لذلك ابن القيم حين قال: (إنك لتجد الرجل الثقيل، ولكن روحه خفيفة مقبولة).
نسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، وأن يجمع بينكم على الخير، ومرحبا بك في موقعك.