السؤال
السلام عليكم
كنت أحادث شخصا عبر التليفون منذ سنتين، وتبت -ولله الحمد-، ولكني أخاف من العودة، وأنا دائمة السؤال لله بأن يبعدني عن هذه المعصية، ولكن يراودني بعض الأحيان شعور بأني سوف أمسك الهاتف وأعاود الاتصال، وأني لا أستطيع الاستغناء عن سماع صوته رغم أنه متزوج، ولم نتفق على الزواج، ولكن تعلقت به، وأنا أدركت خطئي، وأتمنى أن تبينوا لي الطريقة في الابتعاد؛ لأني فعلا أحس أني تعبانة من هذا الموضوع.
وجزاكم الله عنا ألف خيـر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ التائبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فهنيئا لمن تابت وأنابت، ومرحبا بمن رغبت في التوجيه، وشكرا لمن اختارت موقعها، ونسأل الله أن يسهل أمرنا وأمرها.
وأرجو أن يكون الهاتف في صالة مفتوحة، وإذا كان في الحجرة اجعلي بابها مفتوحا، وتجنبي محادثة المخادع، واعلمي أن لا فائدة في محادثته، ولو كان صادقا لصدق مع أهله، وتذكري أن الإسلام يرفض أي علاقة تكون في الخفاء، ويرفض أي علاقة لا تنتهي بالزواج.
واعلمي أن الاستمرار في تلك العلاقة سوف يعكر عليك صفو الحياة، ويحرمك من لذتها، وإذا تمادت الفتاة في المكالمات فقدت السعادة في مستقبل حياتها، وقد تجد نفسها مع رجل بجسدها، ومع كذابين مجرمين بقلبها.
ونحن في الحقيقة نريد أن نوجه رسالة هامة لفتياتنا حتى يتجنبن الدخول إلى هذا النفق المظلم، حيث أثبتت الدراسات أن الفتاة تتأثر جدا بالكلمات حتى لو كان قائلها قبيح المظهر والمخبر، سيء الخلق، ضعيف الدين، وقد قيل والغواني يغريهن الثناء، بخلاف الرجل الذي يتأثر بالرؤية، وهذا السر في سقوط كثير من الضحايا.
لأن المجرم يكلمها بمعسول القول، فإذا ضعفت واستجابت انتهك عرضها، ثم رمى بها كالعلكة، وهذه حلقات المسلسل المظلم، وقد أسعدتني توبتك جدا، والتائبة من الذنب كمن لا ذنب لها، وأرجو أن تشغلي نفسك بالمفيد، وأكثري من تلاوة كتاب ربك المجيد، واشكري ربك الحميد، واعلمي أن كل يوم لا نعصي فيه الله فهو عيد، ومما يعينك على الثبات بعد توفيق ربنا التواب مصادقة الصالحات، والبعد عن الشاشات.
نسأل الله أن يرفعك عنده درجات، وأن يلهمك رشدك، وأن يعيننا على الطاعات.