السؤال
تزوجت منذ أربعة عشر عاما، وتبنيت طفلا بعد زواجي بثمانية أشهر بعد أن أقنعني زوجي بذلك، وكان زوجي مطلاقا، فعانيت معه كثيرا بسبب ضربه وشتمه للآخرين، واكتشفت أنه على علاقة مع سيدة أرملة أنجب منها ولدان، وعندما سألته وتناقشت معه - لأنه بذلك يعيش حراما وغير معترف بزواجه منها - كذب علي، ومما زاد الطين بلة أنه مرتش، حيث إن عمله يجعله مرتشيا ويقول: إنها هدية، وقد بنينا منزلا من الحرام، وقد تحطمت نفسيتي، فما الحل مع هذا الزوج؟!
علما بأنه يرفض الاستماع لنصيحتي، ولم أجده زوجا محبا وعطوفا، مما جعلني أدخل للإنترنت، فأحببت شخصا رغم علمي بأن ذلك محرم، وقد جعلني ذلك أنهار أكثر، وبعد أن كبر الولد ووصل إلى (12 عاما) قررت أن أنهي حياتي مع زوجي لكي أبتعد عن الحرام، ولشعوري بأن الحرام يحيطني من كل ناحية، وقد طلبت الطلاق لأنه غير مستعد للتغير ويقول: إنه سيتزوج من جديد، فماذا أفعل؟!
ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حنان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا، وكم يسعدنا اتصالك معنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله تبارك وتعالى أن يفرج كربتك وأن يقضي حاجتك، وأن يجعل لك من لدنه وليا ونصيرا، وأن يغفر لك ولزوجك، وأن يتجاوز عنكما، وأن يجعلكما من عباده الصالحين.
وبخصوص ما ورد برسالتك فإنكما قد تبنيتما طفلا بعد زواجكما بثمانية أشهر، ووصل الآن عمره اثني عشر عاما، ولا أدري هل سألتم عن حكم التبني في الإسلام أم لا؟ وهل هو قد ارتضع منك وأصبح ابنا من أبنائك أم لا، أو ارتضع من أحد محارمك كأختك أو ابنة أختك أو ابنة أخيك؟ لأنه إذا كان قد وصل لهذا السن ولم يرتضع من أحد محارمك وأقاربك فمعنى ذلك أنه أجنبي عنك، والأعظم والأدهى أن يكون زوجك قد كتبه باسمه؛ لأن الله تبارك وتعالى نهانا عن ذلك، ولذلك قال: (( ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم ))[الأحزاب:5]، والتبني في الإسلام محرم شرعا، خاصة إذا نسب الطفل إلى الرجل الذي تبناه وهو ليس ولده؛ لأن هذا سيؤثر قطعا على الميراث وتداخل الأنساب، ويخرج ويدخل على النساء الأجنبيات عنه بحجة أن هذه أمه أو هذه أخته أو عمته أو خالته، وهذا لا يجوز شرعا.
وأما فيما يتعلق بعلاقتك مع زوجك فإنك قدمت صورة مؤسفة لرجل بهذا المستوى من الأخلاق، حيث له علاقة محرمة أنجب منها طفلين، ويتعامل بالرشوة، ورغم ذلك ليس بحريص على أن يصلح ما أفسده ولا أن يتوب إلى الله تبارك وتعالى، ولا أن يعود كمسلم صادق بعيد عن الحرام والمنكرات والآثام.
وقبل طلب الطلاق لابد أن تدرسي الموضوع من جميع جوانبه، حتى وإن كنت قد طلبت الطلاق، فما دمت تعيشين معه في بيت واحد فواصلي الوعظ والنصائح والدعوة والدعاء، لعل الله تبارك وتعالى أن يصلحه بأن يغفر له وأن يتوب عليه؛ لأن رحمة الله تعالى قد تأتي في لحظة من الزمن لم تكن تخطر ببال أحد، فواصلي التذكير والنصيحة والدعاء لله تبارك وتعالى أن يصلحه وأن يهديه وأن يغفر له وأن يتوب عليه.
وقرار الطلاق ليس بقرار سهل وليس بقرار هين، والمرأة تدفع الثمن فادحا بعد طلاقها أكثر من الرجل، فأتمنى أن تكوني قد درست الموضوع وقد أعددت للأمر عدته.
وأما ما يتعلق بعلاقتك مع هذا الشاب الذي عرفته عن طريق الإنترنت فإن ذلك معصية أخرى، فينبغي أن تقطعي علاقتك به لأن شؤم المعصية عظيم، ولعلك بهذه المعصية أن تسقطي من عين الله فلا يبارك لك في وقتك أو مالك أو رزقك أو صحتك ولا يحقق لك ما تتمنين، فاقطعي علاقتك بهذا الرجل فورا لأن هذا حرام شرعا، خاصة أنك تعلمين ذلك، ثم بعد أن يتم طلاقك بالطريقة الطبيعية فإن تقدم لك بعد ذلك بطريقة صحيحة بعيدا عن أي شيء من هذه التصرفات المحرمة فلا مانع أن تقبلي به إذا كان فيه خلق ودين، وإن كنت أشك أن يكون صاحب خلق ودين، خاصة وأنه أقام هذه العلاقة المحرمة، إلا أنه في العموم قد يكون قد ضعف أيضا وقد يكون على خير، ولكن عنده فراغ كما يحدث لكثير من الرجال فيبحث عمن يملأ معه فراغه فكنت أنت.
فتوبي إلى الله تبارك وتعالى واستغفريه، وافتحي صفحة جديدة مع الله، واعلمي أن الله لا يضيع أهله، وعليك أن تلجئي إلى الله بالدعاء والإلحاح أن يوفقك للذي هو خير وأن يغفر لك وأن يصلح لك زوجك وأن يجمعك به على خير، وأن يصرف عنكم كيد شياطين الإنس والجن.
وبالله التوفيق.