السؤال
أنا مغترب لدراسة اللغة الإنجليزية، ومن ثم إكمال الدراسة العليا، ومشكلتي أني محدد بزمن سنة لاجتياز اللغة والحصول على التوفل، والآن لي نصف المدة ولم أتقدم إلا القدر البسيط.
وأنا أعيش حالة تخوف، ولا أعرف كيف أجتاز اللغة، مع العلم أن غيري اجتاز اللغة بعد أربعة أو ستة شهور، فكيف لي أن أجتاز ذلك؟
وأنا متخوف أن أرجع إلى بلدي وأمام عائلتي صفر اليدين، علما أني متفوق دراسيا بالمراحل السابقة، ومصطحب أسرتي معي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ م حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنحمد الله تعالى على أنك متفوق في المراحل الدراسة السابقة وهذا يطمئننا كثيرا؛ لأن ذلك يعني أن مقدراتك المعرفية ومقدراتك على الاستيعاب هي ممتازة.
أما بالنسبة لوضعك الحالي وتخوفك الشديد بأنك لن تستطيع أن تنجز وتتحصل على امتحان التوفل، فلا شك الذي أنصحك به هي المبادئ الأساسية للتعلم والاستيعاب وهي كالآتي:
(1) لابد أن تخصص وقتا أطول للدراسة، وهذا لا يعني بالطبع أنك سوف تحرم نفسك من الراحة، بل على العكس تماما يجب أن تأخذ قسطا كاف من الراحة وتمارس أيضا شيئا من الرياضة، بمعنى آخر: أنت مطالب بإدارة وقتك بصورة صحيحة.
(2) لو قرأت أو درست مع مجموعة من وقت لآخر إذا كان هنالك ممن سوف يمتحنون هذا الامتحان فسيكون من المفضل أن تدرس معه؛ لأن (التوفل) حقيقة يتطلب الدراسة الجماعية في بعض الأحيان.
(3) عليك أن تختلط أكثر بالذين يتحدثون اللغة الإنجليزية فقط، فإن هذا يعطيك الثقة بنفسك خاصة فيما يخص التخاطب وفيما يخص الاستماع؛ لأن هذا يفتح مداركك ويعطيك الثقة في نفسك بصورة أكثر.
(4) بالرغم من أني لا أدعو أبدا للدروس الخصوصية ولكن إذا كانت هنالك صعوبة حقيقية في الاستيعاب فيمكنك أن تلتحق بأحد المعاهد المتخصصة في التوفل، وهذا يعني أنك سوف تدرس دراسة إضافية بجانب الدراسة المنتظمة.
(5) هنالك بالطبع أمر مهم جدا وهو أن تثق في نفسك، وأن تثق في مقدراتك، وألا تعيش تحت ظل الهزيمة وأنك لن تستطيع أن تنجز، وأنك سوف ترجع صفر اليدين، فإنه لا زال أمامك الوقت، ولكن بالطبع عليك بالجهد، وعليك باستغلال كل دقيقة بصورة صحيحة، وفي نهاية الأمر سوف تجد نفسك أنك تحصلت على التوفل دون أي صعوبة.
(6) ما دمت مصطحبا معك أسرتك فهذا أمر إيجابي، ويجب أن يكون عاملا من أجل استقرارك، وبالطبع يمكنك أن تشرح للفاضلة زوجتك بأن تساعدك أيضا في إدارة الوقت، وأن تعذرك أيضا لساعات الدراسة الطويلة، وهذا نوع من المساندة التي سوف توفرها لك الأسرة وسوف تعود عليك إيجابيا - بإذن الله تعالى -.
(7) عليك بالدعاء وأنت متيقن بالإجابة، فإن الدعاء ينفع فيما نزل وفيما لم ينزل، وقد قال الله تعالى: ((وقال ربكم ادعوني أستجب لكم))[غافر:60]، وقال أيضا: ((وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان))[البقرة:186]، وقال صلى الله عليه وسلم : (ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة)، فعليك أن تدعو الله تعالى بأن ينصرك وأن يكتب لك النجاح.
ونسأل الله أن يكتب لك النجاح فيما تقدم عليه في دنياك وآخرتك.
وبالله التوفيق.