السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيكم وجزيتم خيرا على كل هذه الاستشارات القيمة.
أردت أن أعرف معنى المهارة في القرآن الكريم وكيف أكون ماهرة؟ وأيهما أكثر ثوابا قراءة القرآن أم الاستماع له أم حفظه أم تدبره وفهم معانيه؟
وأيضا قد من الله تعالى علي بكثير من النعم التي لا تعد ولا تحصى وآخرها كان يوم 16 فقد حزت على درجة الماجستير في الكلينيكال فارمسي أو (الصيدلة السريرية) وبتقدير مشرف، والآن أطروحة الماجستير مرشحة لنيل جائزة الجامعة ولله الحمد والمنة، وأردت أن أعرف كيف يؤدي العبد شكر النعمة؟ وأصبحت أستحي من نفسي لأني غير راضية عن علاقتي بربي، فهي علاقة العبد اللئيم بالرب الكريم؛ فذنوبي له صاعدة ورحمته بي نازلة. فكيف أحسن من علاقتي بربي عز وجل؟ رجاء إسداء النصح.
وأخيرا أنا ضعيفة في اللغة العربية ولا أفرق بين معظم الحروف ولا أجد أهمية لبعض الحروف العربية، فمثلا عندي مشكلة خلط بين حرفي الذال والزاي، وأيضا لا أميز بين حرفين القاف والغين، وكثيرا ما نستخدم التاء بدل الثاء في كلامنا.
فأنا تعلمت في مدارس وجامعات تدرس مقرراتها باللغة الإنجليزية، بالإضافة إلى أن نظام بلدي يشترط فقط للنجاح في العربي 40%، بينما لابد أن أكون أحرزت أكثر من 85% في اللغة الإنجليزية للمنافسة للجامعات، لذا جاء إهمال اللغة العربية فكيف لي أن أتدارك هذا الخلل؟ وأيضا ضعيفة في النحو والإملاء جدا ولكن أحب البلاغة والأدب وكنت أحرز الدرجة الكاملة فيهما مما يؤدي إلى تغطية ضعفي في النحو والإملاء.
فأريد حلا لمشاكلي هذه بارك الله فيكم وجزيتم خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فقد أسعدني إعلانك للتقصير في جانب الخالق القدير لأن ذلك هو أول وأهم خطوات تصحيح المسير، وهنيئا لك بتوفيق ربنا الذي يهبنا الخير الكثير، ونسأل الله أن ينفع بك الصغير والكبير، ومرحبا بك في موقعك بين آباء وإخوان يتمنون لك توفيق الولي النصير.
ورد أن نبي الله داود عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام قال: يا رب كيف أشكرك وشكري لك نعم تستوجب الشكر؟ فقال: الآن شكرتني يا داود. والمؤمنة تنتفع بشكرها فتنال به المزيد وتحفظ به نعم الله فلا تزول ولا تبيد، ولذلك كانوا يسمون الشكر الجالب للنعم والحافظ للنعم.
أما بالنسبة للماهر بالقرآن فالمراد به المتقن لتلاوته ويحصل ذلك عن طريق التلقي وذلك بأخذ القرآن من أفواه المتقنين من الحفاظ والحافظات وتعلم الأحكام الخاصة بذلك مع كثرة التلاوة والممارسة، ومن رحمته بنا أنه يعطي كل من يقبل على هذا الكتاب فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران) أجر التعب والمحاولة وأجر التلاوة والحرف بعشر حسنات والمضاعفة في ذلك لمن يخلص بلا حدود وهذه بشارة لكل من يقبل على القرآن بصدق وإخلاص.
ولا يخفى عليك أن المستمع مأجور وأن القارئ مأجور والقرآن نزل للتدبر والعمل والمسلم مطالب بأن يقرأ ويحفظ ويتدبر ويطبق ويستشفي بالقرآن حتى يخرج عن الذين قال الله فيهم: ((وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا))[الفرقان:30].
ولا شك أننا مقصرون في جانب اللغة العربية التي جعلها الله وعاء لكتابه ولسنة نبيه ومقصرون في جرعة العلوم الشرعية في مناهجنا وليتنا نذكر بأن الاعتزاز باللغة العربية لا ينفك عن الاعتزاز بالدين، وعندما اهتم السلف باللغة انسحب ذلك الاهتمام على غيرهم فأقبلوا على تعلم اللغة العربية وتخرج من غير العرب طائفة من العمالقة الذين خدموا اللغة العربية خدمة عظيمة بل كانت أوروبا ترسل فلذات أكبادها إلى ديار المسلمين لتعلم اللغة العربية التي هي مفتاح كل العلوم في ذلك الوقت، ولا تزال المراجع الكبرى في ديار الغرب في علم الطب وغيره من العلوم مكتوبة بالعربية وهي موجودة في مناهجهم .
ونحن نقترح عليك أن تختاري أختا صالحة مثقفة في الغة العربية ومحتاجة لمعرفة اللغة العربية حتى تنتفع كل واحدة من الأخرى.
وبهذه الطريقة تحصل الفائدة لجميع الموهوبين والموهوبات مع موقعهم المتميز وسوف نكون في خدمة شبابنا وفتياتنا وبهم نفاخر فهم أمل الأمة ومستقبلها بعد توفيق الله وتأييده، ونسأل الله لك دوام التوفيق والنجاح وإلي الأمام والله يحفظك وينفع بك البلاد والعباد.