السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابني بعمر خمس سنوات وشهرين، لديه تأخر في النطق حيث ينطق ببعض الكلمات ولكن بعض الكلمات يكون نطقها غير واضح، وفي العام الماضي أجرينا له تخطيطا للدماغ (طبقي محوري) ورنينا مغناطيسيا فكانت نتيجة كل ذلك طبيعيا ولله الحمد, وقد قرأت في موقع إنترنت أن من أسباب تأخر النطق وجود نقص في خلايا الدماغ، فكيف أعرف أن ولدي عنده نقص في خلايا الدماغ؟ وكيف أعرف أن درجة الذكاء عنده طبيعي أو دون المستوى الطبيعي؟ وكيف أعرف ذلك؟ وعند أي من الأطباء الأخصائيين يتم علاج ولدي؟!
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد السلام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إننا نسأل الله تعالى أن يشرح صدر ولدك وأن ييسر أمره وأن يحلل العقدة من لسانه وأن يجعله طلقا في كلامه ونطقه وأن يجعله من الصالحين.
إن تأخر النطق له عدة أسباب منها: التخلف العقلي، وكذلك علة التوحد المعروفة، ولكن ذلك لا أعتقد أنه ينطبق على ابنك - حفظه الله تعالى - لأنه لديه القدرة لكي ينطق ببعض الكلمات، وفي هذه المرحلة السنية يعتبر ذلك كافيا للتأكد أنه لا يعاني من علة التوحد، وهناك أسباب أخرى مثل التلف العصبي الداخلي، وهذا أيضا نادر الحدوث.
أرجو أن لا تنزعج من ذلك لأن ما قام به الطبيب لتخطيط الدماغ وكذلك التصوير المحوري هو مطمئن لدرجة كبيرة ما دامت النتائج طبيعية، ولكن في ذات الوقت لابد أن نكون واضحين وصريحين معك في أنه يوجد أنواع من التلف الدماغي المختلف الدرجة يكون السبب فيه هو انقطاع الأكسجين عند الولادة، ويعرف أن الدماغ لا يتحمل انقطاع الدم أو الأكسجين أكثر من ثلاث دقائق، فهذا هو من أكبر الأسباب التي تؤدي إلى التخلف العقلي والتلف الدماغي، وهذا النوع من التلف الدماغي لا يمكن تحديده بأي وسيلة فحصية؛ حيث لا توجد وسيلة حتى الرنين المغناطيسي والذي يعتبر من أدق أنواع الفحص لا يحدد درجة هذا الفشل، ولذلك يعتمد الأطباء والمختصين على ما يعرف بالصورة الإكلينيكية أو الصورة السريرية والتي يقصد بها أن هناك مؤشرات وعلامات خاصة يشاهدها الطبيب على تصرفات الطفل ويربط ذلك بالمرحلة التطورية العمرية، وكذلك يقوم الطبيب بإجراء اختبارات معينة مثل اختبار تحديد نسبة الذكاء والنضوج الوجداني والتكيف الاجتماعي.
هناك حقيقة مهمة وهي أن النطق أو تطور الكلام أو المخاطبة ربما تتأخر لدى الذكور أكثر من الإناث – خاصة الطفل الأول –، كما أن الطفل الذي لم تتح له الفرصة للتفاعل مع بقية الأطفال ربما يتأخر النطق لديه، ولذلك نوصي وننصح دائما أن خير وسيلة لتطوير المقدرات اللغوية لدى الأطفال هي أن نتيح الفرصة للطفل لأن يلعب ويتفاعل مع الأطفال الآخرين، وأيضا أن يستفاد من الألعاب ذات الصفات التعليمية، كما أنه يتطلب أن نكرر له الكلام عدت مرات ونشجعه ونحفزه على ذلك.
هذه هي الوسائل التي تساعد في تطوير اللغة والكلام لدى الأطفال، وبالنسبة لابنك - حفظه الله تعالى - فأعتقد أن الأخصائي الذي يمكنه تحديد كثير من معالم العجز لديه هو أخصائي طب الأطفال المتخصص في أمراض الأعصاب؛ حيث سوف يقوم الطبيب بفحصه ومن ثم تحويله إلى الأخصائي النفسي - وليس الطبيب النفسي -؛ لأن الأخصائي النفسي هو المختص في تحديد نسبة ودرجة الذكاء وكذلك التطور الوجداني والاجتماعي، وعلى ضوء النتائج سوف يقوم الأخصائي النفسي بتوجيهكم في كيفية التعامل مع الطفل والعمل على تحسين مقدراته في التخاطب وتطوير شخصيته بصفة عامة.
يمكن أيضا الاستفادة من أخصائي التخاطب والذي دائما يكون ملحقا بعيادات الأنف والأذن والحنجرة، وهناك أمر هام وهو التأكد من قوة ودرجة السمع لدى الطفل، وغالبا ما يقوم أخصائي التخاطب بالتأكد من ذلك؛ لأنه وجد أن كثيرا من الأطفال الذين لديهم علة في النطق هم في الأصل يعانون من ضعف في السمع، نسأل الله له العافية والشفاء.
وبالله التوفيق.