السر في حب نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم لمكة المكرمة

0 170

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أولا: نشكركم على هذا الفضاء الواسع الذي يتسنى للمسلم من خلاله معرفة أمور دينه ودنياه، ونسأل الله أن يكون في عونكم ما دمتم في عون إخوانكم المسلمين.

نسأل أنا وخطيبي عن حب الرسول صلى الله عليه وسلم لمكة، هل هو نابع من فطرة حبه لبلده، أو لأنها مكة المكرمة، فبالتالي وجب على كل مسلم أن يحبها لأنها تحمل بيت الله (الكعبة)؟

ادعوا لي ولخطيبي ولجميع المسلمين أن يثبتنا الله على دينه، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ع.ح حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن قلوب الموحدين تهفو إلى مكة، وتشتاق إلى الكعبة المشرفة، بل إن الأشواق تزداد كلما تكررت الزيارة، وقد عبر عن شوق أهل الإسلام للبلد الحرام شاعر الإسلام إقبال فقال:
أشواقنا صوب الحجاز تطلعت كحنين مغترب إلى الأوطان
إن الطيور وإن قصصت جناحها تهفو بفطرتها إلى الطيران

ولا عجب فقد قال رب العزة والجلال على لسان خليله إبراهيم استجابة لدعوته: ((ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات))[إبراهيم:37] وقال أهل التفسير: ولو لم يقل سبحانه: (من الناس) لأم البيت جميع الخلق حتى اليهود والنصارى وغيرهم.

أما حب النبي صلى الله عليه وسلم لمكة فهو ثابت وعميق، حتى إنه صلى الله عليه وسلم وقف يوم هجرته ليقول: (والله إنك لأحب بلاد الله إلى الله وإنك لأحب بلاد الله إلي، ولولا أن قومك أخرجوني ما خرجت) بل إن بعض الصحابة المهاجرين بكوا شوقا إلى مكة، وعند ذلك توجه النبي صلى الله عليه وسلم إلى ربه قائلا: (اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة وأشد حبا اللهم انقل حماها فاجعلها في الجحفة) وشريعة الله لا تمنع من حب الأوطان إذا كانت عامرة بالطاعات والأذان، وقد أحسن من قال:
وكلما ذكر اسم الله في بلد عددت أرجاءه من صلب أوطاني

فالمسلم يحب ربه ورسوله ودينه وأهله، ويحب الخير لجميع الناس، ولعله أصبح واضحا لدينا أن حب رسولنا لمكة كان له أكثر من سبب، فهي مرتع صباه، ومحض طفولته، وهي منطلق دعوته، وفيها الكعبة المشرفة، وهي أم القرى، والإيمان يأرز إليها وإلى المدينة، والدجال ممنوع من دخولها، ويكفي أنها مكة المكرمة.
وهذه وصيتي لكل مسلم بتقوى الله، ثم بحب كل ما أحبه رسولنا، ويعظم كل ما عظمه الرسول صلى الله عليه وسلم.

نسأل الله أن يؤلف بينك وبين زوجتك، وأن يعينكم على طاعته، وأن يصلح لنا ولكم النية والذرية، نسأل الله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات